كشفت
دراسة حديثة أجرتها كلية العلوم الطبية
بجامعة نيو ساوث ويلز أن الوجبات السريعة
قليلة القيمة الغذائية تقتل سنويا أكثر مما
يفعل التدخين والحروب.
ولفتت الدراسة إلى أن تلك الأطعمة يمكنها
تغيير السلوكيات من خلال تعديلات في المخ
تسبب البدانة.
وبالرغم من إجراء الدراسة على الفئران، لكن
النتائج تنطبق على الإنسان أيضا حيث أن
الثدييات تحمل تشابها في القشرة الأمامية
المدارية، التي ترتبط مباشرة قي عملية
الإحساس وتذوق الأوجه السعيدة للطعام.
وأطلقت الدراسة على الوجبات السريعة لقب
"غذاء الكافتيريا"، والذي يحتوي العديد من
الأحماض الدهنية المرتبطة بزيادة الوزن،
والتهاب الأنسجة، والنشاط الزائد في المناطق
الدماغية المسؤولة عن السيطرة التحفيزية.
وقارنت الدراسة بين مجموعتين من الفئران،
إحداهما تستقبل طعاما معتادا، بينما تأكل
الأخرى أطعمة سريعة قليلة القيمة الغذائية
مثل البسكويت والفطائر على مدى أسبوعين.
وتوصل العلماء إلى أن الفئة الثانية من
الفئران باتت طلبت مزيدا من الوجبات السريعة،
حتى بعد وصولها لدرجة التخمة، وهو ما اعتبرته
الدكتورة إيمي ريشيلت قائدة الدراسة بمثابة
تفسير لزيادة وزن الأشخاص الذين يتناولون
بانتظام تلك الأصناف من الأغذية، كما يفسر
عدم مقاومتهم لإغواء إعلانات تلك الأغذية.
ووفقا لتقرير أصدرته منظمة الصحة العالمية،
فإن بلدانا مثل أستراليا وكندا والولايات
المتحدة وبربطانيا لديها نسبة بدانة تتجاوز 25
بالمائة في الرجال الذين تلامس أعمارهم 18
عاما أو أكثر.
وفي عام 2014 بلغ عدد البدناء في العالم ما يزيد
عن نصف مليار شخص.
ولأن الوجبات السريعة أحد أكثر أسباب
البدانة، فإنها تعتبر سببا لوفاة أكثر من 2.8
مليون شخص سنويا جراء زيادة الوزن أو البدانة.
وهكذا يمكن القول إن الوجبات السريعة تقتل
سنويا أكثر مما يفعله التدخين والحروب.
وتظهر إحصائيات تاريخية أن عدد قتلى الحروب
على مدار القرن العشرين بلغ 203 مليون نسمة.
تعليق