بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
ضرورة الحجة ولو غائبًا (3)
ثالثاً: إن هذه الضرورة تفرض على الناس في كل زمن أن يبحثوا عن الحجة أو من يوصل إلى الحجة، لأن طريق النجاة منحصر بهذا، ولولاه لبقي الناس كغنم من دون راعٍ وقد دخل فيها ذئب ضارٍ!
ولا شك أن الحجة لو كان ظاهرًا فهو المرجع حصرًا، وأما في زمن غيبته، فقد أكّدت الروايات الشريفة دور الفقهاء في تثبيت الناس على الدين..
فقد روي عن الإمام الهادي (عليه السلام) أنَّه قال:
«لولا من يبقىٰ بعد غيبة قائمكم (عليه السلام) من العلماء الداعين إليه، والدالّين عليه، والذابّين عن دينه بحجج الله..
والمنقذين لضعفاء عباد الله من شباك إبليس ومردته، ومن فخاخ النواصب..
لما بقي أحد إلَّا ارتدَّ عن دين الله، ولكنَّهم الذين يُمسِكون أزمَّة قلوب ضعفاء الشيعة كما يُمسِك صاحب السفينة سكّانها، أُولئك هم الأفضلون عند الله »
والخلاصة:
١- أن الرواية تقول: إن لله تعالى وليّين : ولياً ظاهراً قائماً بأمر الولاية ، وولياً مختفياً قائماً بها أيضاً.
٢- هذا له نظير واضح في القرآن الكريم، ففي قصة الخضر مصاحب النبي موسى (عليه السلام) يظهر أنّ هذا المصاحب قد أخفاه الله سبحانه بين عباده ، ولكنّه يتصرّف بمصالحهم ويرعى شؤونهم عن أمر الله تعالى..
حتى أنّ موسى (عليه السلام) ضاق صدره ، ولم يستطع معه صبراً لما أتاه من خرق السفينة وقتل الغلام وإقامة الجدار.
٣- هذه الرواية شاملة لكل الحجج، وإن كان المصداق الأبرز للغائب المغمور في زمننا هو الامام الحجة بن الحسن (عليه السلام).