بسم الله الرحمن الرحيم
كان للميرزا الشيرازي الكبير (قدس سره) صاحب قصّة التنباك تلاميذ كثيرون، ومن جملة اُولئك كان هو الشيخ حسن الاصفهاني (قدس سره) المستوطن مدينة مشهد المقدّسة، وكان رجلاً عظيماً، له ختومات، وأدعية وأوراد يومية، وممّا ينقل عنه هو:
انه كان ذات مرة وهو في طريقه من الكوفة إلي النجف الأشرف، وإذا باللصوص يجتمعون عليه ويأمرونه بأن يتجرّد من ثيابه ويسلمها مع ما فيها إليهم، وفعل الشيخ ذلك حيث تجرّد من ملابسه
باستثناء الازار، ثم سلمها إليهم قائلاً: قد وهبتها لكم حتّي لا تقعوا في معصية اللّه من أجل غصب ملابسي.
وإذا بهذا الكلام يفعل كالمعجزة في اللصوص، حيث يحصل فيهم ردّ فعل داخلي يقودهم إلي الإنتباه والإرتداع، وإذا بهم لايأخذون الثياب، ويتوبون علي يديه قائلين: انه ليس من الحقّ عصيان اللّه تعالي بالسرقة، بعد أن نري منك مثل هذه الشفقة علينا، وبالفعل فقد تابوا وصار أمرهم إلي خير، وهكذا يفعل الرفق بالنفوس.
----------------------
من اخلاق العلماء