بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين
انقسم الناس في فضائل امير المؤمنين عليه السلام الى فرق وطوائف منهم النواصب الذين ينكرونها علمهم بها كما قال تعالى :
وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا ۚ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ
منهم الحاسدون حيث قال تعالى :
أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَىٰ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ ۖ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ ...
وقد بين أمير المؤمنين عليه السلام
حيث قال :
لَوْ ضَرَبْتُ خَيْشُومَ الْمُؤْمِنِ بِسَيْفِي هذَا عَلَى أَنْ يُبْغِضَنِي مَاأَبْغَضَنِي،
وَلَوْ صَبَبْتُ الدُّنْيَا بِجَمَّاتِهَا عَلَى الْمُنَافِقِ عَلَى أَنْ يُحِبَّنِي مَا أَحَبَّنِي: وَذلِكَ أَنَّهُ قُضِيَ فَانْقَضَى عَلَى لِسَانِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَ سَلَّمِ أَنَّهُ قَالَ: يَا عَلِيُّ، لاَ يُبْغِضُكَ مُؤْمِنٌ، وَلاَ يُحِبُّكَ مُنَافِقٌ.
وقال الفراهيدي : ماذا أقول في رجل أخفى أعداؤه فضائله حسداً ، و أخفاها محبوه خوفاً ، و ظهر من بين ذين و ذين ما ملأ الخافقين !
والفراهيدي هو احمد بن خليل الفراهيدي
صاحب علم العروض
فقد سئل بماذا تفضل علي عليه السلام على غيره فقال بستغناؤه عن الكل وحتياج الكل اليه
ومن فضائله المتواترة قول الله تعالى
( قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب ).
فأن أهل البيت وشيعتهم فقد رووا أن هذا الشاهد علي عليه السلام..
قال الحويزي في تفسير نور الثقلين: 2 / 523 (في أمالي الصدوق رحمه الله بإسناده إلى أبي سعيد الخدري قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وآله عن قول الله جل ثناؤه: قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب؟
قال: ذاك أخي علي بن أبي طالب.
وقال العياشي في تفسيره: 2 / 220 (عن الفضيل بن يسار عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: ومن عنده علم الكتاب، قال: نزلت في علي عليه السلام، إنه عالم هذه الأمة بعد النبي صلوات الله عليه وآله.
عن بريد بن معاوية العجلي قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب؟ قال: إيانا عني، وعلي أفضلنا، وأولنا، وخيرنا بعد النبي صلى الله عليه وآله.
عن عبد الله بن عطاء قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: هذا ابن عبد الله بن سلام يزعم أن أباه الذي يقول الله قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب! قال: كذب.. هو علي بن أبي طالب!
عن عبد الله بن عجلان عن أبي جعفر عليه السلام قال: سألته عن قوله:
قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب، فقال: نزلت في
علي بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وفي الأئمة بعده، وعلي عنده علم الكتاب) انتهى.
وقال علي بن إبراهيم القمي في تفسيره: 1 / 367 (فإنه حدثني أبي، عن ابن أبي عمير، عن ابن أذينة، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: الذي عنده علم الكتاب هو أمير المؤمنين عليه السلام.
وسئل عن الذي عنده علم من الكتاب أعلم أم الذي عنده علم الكتاب؟
فقال: ما كان علم الذي عنده علم من الكتاب، عند الذي عنده علم الكتاب، إلا بقدر ما تأخذ البعوضة بجناحها من ماء البحر.. فقال أمير المؤمنين عليه السلام: ألا إن العلم الذي هبط به آدم من السماء إلى الأرض وجميع ما فضلت به النبيون إلى خاتم النبيين في عترة خاتم النبيين صلى الله عليه وآله).
عن أنس بن مالك: أن النبي (صلى الله عليه وآله ) كان يمر ببيت فاطمة ستة أشهر إذا خرج للصلاة".
وعن أبي الحمراء قال: شهدت النبي (صلى الله عليه وآله) يطرق باب علي ويقول الصلاة انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا".
وعن أبي ذر قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله ):
إنما مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق".
وحديث السفينة صحيح عند السنة فضلاً عن الشيعة
ولا نطيل في إيراد الروايات الدالة على ذلك من مصادرنا.
قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب".
والكتاب علم رباني لا يعطيه الله سبحانه وتعالى الا لمن اصطفاه فيكون وعاءه وحافظته، ولا شك أن المقصود في بمن عنده علم الكتاب هو علي عليه السلام، وفق ما جاء من تفسير الآية ومطابقة لحديث باب مدينة العلم وبقية الأحاديث، مع ما جاء من أنباء تؤكد بما لا يدع مجالا للشك بأن الإمام علي هو فقط من عنده علم الكتاب على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله)
لقد كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) دائب البيان والتوضيح بخصوص المقصود بهم أهل البيت عليهم السلام، فقد صرح بذلك في عديد الأحاديث بحيث لم يترك مجالا للتساءل والتأويل فقال (صلى الله عليه وآله): "
ألا أن مثل آل محمد (صلى الله عليه وآله) كمثل نجوم السماء اذا خوي نجم طلع نجم".
وعندما نزلت الآية: "وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها". كان (صلى الله عليه وآله) يأتي باب علي وفاطمة (وهو الباب الذي لم يسد مع باب حجرته الشريفة عندما أمر بسد الأبواب المشرعة على المسجد)
أما مفسروا اهل السنة فمنهم من تحير في تفسيرها، ومنهم من فسرها برجل يهودي أسلم! وكأن المهم عندهم إبعاد الآية عن علي ولو بتلبيسها ليهودي، ولو لزم منها أن لا يكون في الأمة الإسلامية شخص عنده علم القرآن!!
قال الشيخ محمد حسن المظفر في دلائل الصدق ج5 ص115).: تؤيّد أن يكون الذي عنده عِلم الكتاب، المجعول شهيداً مع الله تعالى في قوله عزّ وجلّ: (كفى بالله شهيداً... ومَن عندَه عِلم الكتاب) ،
هو أمير المؤمنين.
ويشهد لإرادة عليّ (عليه السلام) في الآية، التعبير عنه بـ (مَن عندَه عِلم الكتاب)، الدالّ على إحاطة علمه بما في الكتاب ـ أعني القرآن ـ كما هو المنصرف ; إذ لا يحيط به علماً غيرُ قرينه الذي أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)بالتمسّك به معه.
كما يشهد لعدم إرادة ابن سلاّم، ما في " الدرّ المنثور "،
عن سعيد بن منصور، وابن جرير، وابن المنذر، وغيرهم، أنّهم أخرجوا عن سعيد بن جبير، أنّه سُئل عن قوله تعالى: (ومَن عندَه عِلمُ الكتاب) أهو عبد الله ابن سلاّم؟
قال: وكيف؟! وهذه السورة مكّيّة!!
ومن علماء اهل السنة الذين ذكر أن الآية نزلت في علي (عليه السلام) كل من:
1ـ القرطبي في تفسير (ج9 ص226) وذكر ذلك عن أبي جعفر محمد بن علي وقال وكذلك قال محمد بن الحنفية. وقد روى القرطبي أيضا ان سعيد بن جبير رد من قال انها نزلت في عبد الله بن سلام فقال: وكيف يكون عبد الله بن سلام وهذه السورة مكية وابن سلام ما أسلم الا بالمدينة.
2ـ ابن الجوزي في (زاد المسير ج4 ص251) وقال: ((والخامس انه علي بن أبي طالب قاله ابن الحنفية)).
3ـ (شواهد التنزيل ج1 ص400 وص401 وص 402 وص404 وص405).
وقد ذكر ذلك ايضاً صاحب تفسير الحبري وصاحب تفسير الثعلبي وابن المغازلي في مناقب الامام علي وغيرهم
والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين
انقسم الناس في فضائل امير المؤمنين عليه السلام الى فرق وطوائف منهم النواصب الذين ينكرونها علمهم بها كما قال تعالى :
وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا ۚ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ
منهم الحاسدون حيث قال تعالى :
أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَىٰ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ ۖ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ ...
وقد بين أمير المؤمنين عليه السلام
حيث قال :
لَوْ ضَرَبْتُ خَيْشُومَ الْمُؤْمِنِ بِسَيْفِي هذَا عَلَى أَنْ يُبْغِضَنِي مَاأَبْغَضَنِي،
وَلَوْ صَبَبْتُ الدُّنْيَا بِجَمَّاتِهَا عَلَى الْمُنَافِقِ عَلَى أَنْ يُحِبَّنِي مَا أَحَبَّنِي: وَذلِكَ أَنَّهُ قُضِيَ فَانْقَضَى عَلَى لِسَانِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَ سَلَّمِ أَنَّهُ قَالَ: يَا عَلِيُّ، لاَ يُبْغِضُكَ مُؤْمِنٌ، وَلاَ يُحِبُّكَ مُنَافِقٌ.
وقال الفراهيدي : ماذا أقول في رجل أخفى أعداؤه فضائله حسداً ، و أخفاها محبوه خوفاً ، و ظهر من بين ذين و ذين ما ملأ الخافقين !
والفراهيدي هو احمد بن خليل الفراهيدي
صاحب علم العروض
فقد سئل بماذا تفضل علي عليه السلام على غيره فقال بستغناؤه عن الكل وحتياج الكل اليه
ومن فضائله المتواترة قول الله تعالى
( قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب ).
فأن أهل البيت وشيعتهم فقد رووا أن هذا الشاهد علي عليه السلام..
قال الحويزي في تفسير نور الثقلين: 2 / 523 (في أمالي الصدوق رحمه الله بإسناده إلى أبي سعيد الخدري قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وآله عن قول الله جل ثناؤه: قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب؟
قال: ذاك أخي علي بن أبي طالب.
وقال العياشي في تفسيره: 2 / 220 (عن الفضيل بن يسار عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: ومن عنده علم الكتاب، قال: نزلت في علي عليه السلام، إنه عالم هذه الأمة بعد النبي صلوات الله عليه وآله.
عن بريد بن معاوية العجلي قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب؟ قال: إيانا عني، وعلي أفضلنا، وأولنا، وخيرنا بعد النبي صلى الله عليه وآله.
عن عبد الله بن عطاء قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: هذا ابن عبد الله بن سلام يزعم أن أباه الذي يقول الله قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب! قال: كذب.. هو علي بن أبي طالب!
عن عبد الله بن عجلان عن أبي جعفر عليه السلام قال: سألته عن قوله:
قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب، فقال: نزلت في
علي بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وفي الأئمة بعده، وعلي عنده علم الكتاب) انتهى.
وقال علي بن إبراهيم القمي في تفسيره: 1 / 367 (فإنه حدثني أبي، عن ابن أبي عمير، عن ابن أذينة، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: الذي عنده علم الكتاب هو أمير المؤمنين عليه السلام.
وسئل عن الذي عنده علم من الكتاب أعلم أم الذي عنده علم الكتاب؟
فقال: ما كان علم الذي عنده علم من الكتاب، عند الذي عنده علم الكتاب، إلا بقدر ما تأخذ البعوضة بجناحها من ماء البحر.. فقال أمير المؤمنين عليه السلام: ألا إن العلم الذي هبط به آدم من السماء إلى الأرض وجميع ما فضلت به النبيون إلى خاتم النبيين في عترة خاتم النبيين صلى الله عليه وآله).
عن أنس بن مالك: أن النبي (صلى الله عليه وآله ) كان يمر ببيت فاطمة ستة أشهر إذا خرج للصلاة".
وعن أبي الحمراء قال: شهدت النبي (صلى الله عليه وآله) يطرق باب علي ويقول الصلاة انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا".
وعن أبي ذر قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله ):
إنما مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق".
وحديث السفينة صحيح عند السنة فضلاً عن الشيعة
ولا نطيل في إيراد الروايات الدالة على ذلك من مصادرنا.
قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب".
والكتاب علم رباني لا يعطيه الله سبحانه وتعالى الا لمن اصطفاه فيكون وعاءه وحافظته، ولا شك أن المقصود في بمن عنده علم الكتاب هو علي عليه السلام، وفق ما جاء من تفسير الآية ومطابقة لحديث باب مدينة العلم وبقية الأحاديث، مع ما جاء من أنباء تؤكد بما لا يدع مجالا للشك بأن الإمام علي هو فقط من عنده علم الكتاب على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله)
لقد كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) دائب البيان والتوضيح بخصوص المقصود بهم أهل البيت عليهم السلام، فقد صرح بذلك في عديد الأحاديث بحيث لم يترك مجالا للتساءل والتأويل فقال (صلى الله عليه وآله): "
ألا أن مثل آل محمد (صلى الله عليه وآله) كمثل نجوم السماء اذا خوي نجم طلع نجم".
وعندما نزلت الآية: "وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها". كان (صلى الله عليه وآله) يأتي باب علي وفاطمة (وهو الباب الذي لم يسد مع باب حجرته الشريفة عندما أمر بسد الأبواب المشرعة على المسجد)
أما مفسروا اهل السنة فمنهم من تحير في تفسيرها، ومنهم من فسرها برجل يهودي أسلم! وكأن المهم عندهم إبعاد الآية عن علي ولو بتلبيسها ليهودي، ولو لزم منها أن لا يكون في الأمة الإسلامية شخص عنده علم القرآن!!
قال الشيخ محمد حسن المظفر في دلائل الصدق ج5 ص115).: تؤيّد أن يكون الذي عنده عِلم الكتاب، المجعول شهيداً مع الله تعالى في قوله عزّ وجلّ: (كفى بالله شهيداً... ومَن عندَه عِلم الكتاب) ،
هو أمير المؤمنين.
ويشهد لإرادة عليّ (عليه السلام) في الآية، التعبير عنه بـ (مَن عندَه عِلم الكتاب)، الدالّ على إحاطة علمه بما في الكتاب ـ أعني القرآن ـ كما هو المنصرف ; إذ لا يحيط به علماً غيرُ قرينه الذي أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)بالتمسّك به معه.
كما يشهد لعدم إرادة ابن سلاّم، ما في " الدرّ المنثور "،
عن سعيد بن منصور، وابن جرير، وابن المنذر، وغيرهم، أنّهم أخرجوا عن سعيد بن جبير، أنّه سُئل عن قوله تعالى: (ومَن عندَه عِلمُ الكتاب) أهو عبد الله ابن سلاّم؟
قال: وكيف؟! وهذه السورة مكّيّة!!
ومن علماء اهل السنة الذين ذكر أن الآية نزلت في علي (عليه السلام) كل من:
1ـ القرطبي في تفسير (ج9 ص226) وذكر ذلك عن أبي جعفر محمد بن علي وقال وكذلك قال محمد بن الحنفية. وقد روى القرطبي أيضا ان سعيد بن جبير رد من قال انها نزلت في عبد الله بن سلام فقال: وكيف يكون عبد الله بن سلام وهذه السورة مكية وابن سلام ما أسلم الا بالمدينة.
2ـ ابن الجوزي في (زاد المسير ج4 ص251) وقال: ((والخامس انه علي بن أبي طالب قاله ابن الحنفية)).
3ـ (شواهد التنزيل ج1 ص400 وص401 وص 402 وص404 وص405).
وقد ذكر ذلك ايضاً صاحب تفسير الحبري وصاحب تفسير الثعلبي وابن المغازلي في مناقب الامام علي وغيرهم
تعليق