معجزة تكون اللبن
قال تعالى : {وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ} [النحل : 66]
المذهل أن تكون اللبن في الأبقار يعتمد أساساً على حركة الدم ونقل الغذاء. ويقول الخبراء إن البقرة الواحدة تستطيع أن تصنّع 25 كيلوغرام من الحليب في اليوم الواحد، هذه الكمية من الحليب تحتاج لعشرة آلاف كيلوغرام من الدم!
إن جسم البقرة يحوي 45 لتر من الدم، هذه الكمية تكون في دوران مستمر وسريع جداً وبشكل أساسي في الضرع، حيث يعتبر الدم بما يحمله من الأعشاب الممضوغة (الفرث) بمثابة المادة الأولية لصناعة اللبن.
تبدأ العملية بهضم قسم من الطعام (الأعشاب مثلاً) من خلال خلطه بالماء في المعدة الأولى حيث يتم تفكيك هذه الأعشاب بواسطة بكتريا المعدة وإعادتها إلى الفم لمزيد من المضغ، ثم من خلال المعدة الثانية تعيد مضغ الطعام كمرحلة ثانية ليصبح أنعم. وبعد ذلك ومن خلال المعدة الثالثة تضغط الطعام لإزالة الماء منه وتنقيته من المواد الضارة، وأخيراً ومن خلال المعدة الرابعة تنهي عملية المضغ حيث يذهب الطعام الممضوغ إلى الأمعاء الدقيقة والقسم الآخر يذهب إلى الضرع.
إذاً الحقيقة العلمية تقول إن تشكل الحليب في ضرع البقر والأنعام عموماً، يتم في الضرع من خلال الدم المزود بنواتج الطعام المهضوم، ويخرج الحليب من بين هذا الدم، ومن بين ما يسمى الفرث (العشب الممضوغ في بطون البقر) بطريقة مذهلة تحير العقول.
هذه الآلية الدقيقة لتشكل اللبن والتي لم تكتشف إلا في العصر الحديث أنبأ عنها القرآن في آية عظيمة هي عبرة لكل من يريد أن يعتبر ويتأمل قدرة الخالق عز وجل ، (الفرث) هو المواد الغذائية التي ينقلها الدم من المعدة إلى الضرع لإنتاج الحليب بما تحويه من هرمونات وبروتينات وأنزيمات...
تعليق