بسم الله الرحمن الرحيم
لم أر مثله في النجف
ذكر العلم العلام والفيلسوف الهمام السيد جلال الدين الاشتياني
من العلماء والزعماء الدينيين ، ويذكر أنه (قدس سره) مع ما كان يكن من العلماء و لهؤلاء من الإكبار والإعظام والتجلة والاحترام، كان ينكر أن يكون قد
تتلمذ عليهما، أو يكونا هما اللدان وضعاه على الطريق، مع أنه استعان بهما واستفاد منهما روحيا ونفسيا وخلقيا كثيراً
بل كان يذكر أن الذي وضعه على الطريق هو السيد حسين القاضي والده المعظم، الذي كان قد تتلمذ على آية الله العظمى السيد ميرزا حسن الشيرازي - قدس سره الشريف - في الفقه وقد تتلمذ في العرفان على إمام قلى(النخجواني) الذي كان بدوره تلميذ السيد قريش . . . وقد
اثرنا نقل حديث هؤلاء الثلاثة عن لسان آية الله العلامة السند والحبر
المعتمد ، السيد محمد حسين الطهراني
يقول ( الحاج السيد هاشم الموسوي الحداد) : لقد كان المرحوم السيد القاضي عالما لا مثيل له في الفقاهة ولا مثيل له في فهم الرواية والحديث ولا مثيل له في التفسير والعلوم القرآنية وفي الأدب العربي واللغة والفصاحة وحتى في التجويد والقراءات القرآنية وكان يحضر أحيانا مجالس الفاتحة فلا يجرؤ إلا القليل من قراء القرآن على القراءة في حضوره، لأنه كان يبين الإشكالات في تجويدهم وأسلوب قراءتهم. وكان المرحوم القاضي يتشرف بالمجيء إلى كربلا ويتفضل - مجللا ـ بالنزول في المنزل المتواضع للحقير. وبالرغم من كونه غارقاً إلى حد
كبير في بحر المعارف الزاخر، إلا أنه - مع ذلك - كان يقرأ لي أحيانا من الأشعار الفصيحة والبليغة، من جملتها هذه الأشعار الواردة في استعمال
الكلمات المشتركة لفظا المتعددة معنى :
يا خَلِيّ البالِ قد بَلبَلتَ بالبلبالِ بالْ
بالنّوَى زلزلتني والعقلُ في الزلزالِ زالْ
يا رشيقَ القدِّ قد قَوَّستَ قدِّي فاستَقِم
في الهوى وافرغ فقلبي شاغل الأشغالِ غالْ
يا أسيلَ الخدِّ خَدَّ الدّمعُ خدِّي في النَّوى
عَبرَتي ودقٌ وعيني منكَ ياذا الخالِ خالْ
كم تَسَقَّى زُمرةُ العُشاقِ غسَّاقَ الجَوى
كم تسوقُ الحتفَ لي ساقٌ عن الخلخالِ خالْ
إلى آخر الأبيات ويتضح من ذلك أن المرحوم القاضي كان يحفظ جميع هذه القصيدة الرائعة ٠٠٠٠