السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
**********************
بدت في الآونة الأخيرة ظاهرة بين الشباب تحمل الكثير من الصفات الغربية وذلك من خلال تقليد شبابها للغرب في الملبس والأفكار وغيرها من السلوكيات الطارئة على مجتمعنا, ظاهرة ليست وليدة اليوم لكنها كانت محدودة نوعاً ما فمن الممكن ان يكون بين كل مجموعة شاب واحد مختلف، إلا ان هذه الاعداد بدأت تتزايد يوماً بعد آخر، الأمر الــــذي ينذر بانتشار هذه الظاهرة, وهذه السلوكيات لا تتقبلها المجتمعات الشـــرقية لا سيما المجتمع العراقي الذي يتصف بأنه محـــــافظ و مـــــــــا زال يرفضها, فمنظـــر الشاب وهو يـــــــرتدي المـــــلابس الصارخة والضيقة وتسريحات الشعر الغربية والوشم والاكسسوارات التي يتــزين بها لايمكن ان تتقبله الكثير من العوائل, اضــــــافة الى المزيد من هذه الكماليات حتى وصل الحد بأن يتشـــــبه الرجال بــــــالنساء, فما مدى رفض المجتمع لهذه الظـــــــــاهرة التي لها الكثير من المنتقدين, وان "الغد" تبحث في تحقيقها عن أسباب ظاهرة تقليد الغرب وكيفية الحد منها .

(حرية شخصية)
ويقول أحد الشباب ما المانع من مواكبة الموضة وارتداء أحدث الموديلات؟ فنحن نتمتع بتخلف كبير مقارنة بالدول الاخرى , فجميع البلدان اليوم تملك الحرية المطلقة وليس للشخص حق التدخل في الآخر مادام انه يمارس حريته من دون مضايقة الآخرين, هنا فقط يصدوننا عن اي فعل واي شيء نقوم به بحكم العادات والتقاليد والقيم والخ , مضيفا ان الآباء اليوم يريدوننا ان نلبس ونعيش ونتصرف كما كانوا هم في السابق وهذا الامر غير صحيح فلكل زمان احتياجاته الخاصة, واقول لوالدي دائما "لاتربوا اولادكم على اخلاقكم لانهم عاشوا في زمان غير زمانكم " , وفي النهاية انا لست مخطئاً بما افعله , نعم أقلّد الغرب في بعض الأزياء وفي بعض السلوكيات أيضا, ولكني لم أضر أحداً فبالتالي هذه حياتي الخاصة بي .
(الدلال والفراغ)
وتقول أحدى الاخوات: أن الدلال الكبير الذي تبديه بعض الأسر تجاه أولادها يجعل منهم غير متوازنين وليسوا مدركين لحجم المسؤولية التي تنتظرهم. مضيفة ان البعض من الشباب ومع احترامي لأغلبهم أصبح يزاحم النساء في محال العطور والكماليات الأخرى ويبحث عن كل ما هو جديد في عالم الأزياء الغربية ومواد التجميل حتى الانواع النسائية منها, واعتقد ان هذه الامور تحدث نتيجة فراغ الشاب فعندما يكون غير مسؤول عن عمل معين فيحول اهتمامته الى هذا الجانب للهو والتسلية والمتعة.
(لا بأس في القليل من الموضة)
أحد الاخوان من مواليد الخمسينات يقول: إن ما يمر به شبابنا اليوم أمر طبيعي متعارف عليه في كل الأزمنة والأوقات ولابد ان الكثير منا يذكر السنوات السابقة وخصوصا سنوات السبعينيات والستينيات عندما كان الشباب يرتدي ملابس غير تقليدية وغريبة وله قصّات شعر متنوعة فالانسان بطبيعته لديه حب التقليد والتمتع بهذا الامر, فلا بأس اذ كان الشاب يسير مع الموضة ويواكب تطور العصر ولكن نقول دائما ان "كل شيء يزيد عن حده ينقلب ضده" ومع قبولي لهذا الواقع إلا انني أقول انه لابد من متابعة الأبناء وعدم إهمالهم حتى لا ينجرفوا الى مالا تحمد عقباه .
(الشعور بالاشمئزاز)
انا ضد كل السلوكيات التي يقوم بها شباب اليوم, فعندما اخرج الى الشارع وانظر اليهم بصراحة اشعر بالاشمئزاز, الشعر غريب عجيب واللبس حدث بلا حرج , فبمجرد ان يجلس او يتحرك تظهر ملابسه الداخلية فهذا الشيء قبل ان يكون حراما او عيبا هو غير لائق وليس جميلاً, فكان الشاب في عمر العشرينات تشعر به وكأنه رجل كبير بإمكانه تحمل كافة المسؤوليات ليس كشباب اليوم الذين ينشغلون بتضفيف الشعر وباختيار الجينز المرقع والنوع الاخر الذي يسمونه "ابو الكفه" هذا شيء من وجهة نظري لايحمل اي نوع من الجمالية وللأسف الشديد ان اولادنا وابناءنا يقلدون الغرب بهذه التصرفات التي لاتناسب مجتمعنا الشرقي الذي يهتم بالمظهر الخارجي الأنيق المحترم .
(لتربية الأهالي دور كبير)
احدى الأخوات تقول :ان لتربية الأهل دور كبير للحد من هذه الظاهرة فيجب ان يربوا أبناءهم بشكل صحيح وضخ مفهوم العادات والأخلاق بذهونهم وهم اطفال وأن يغرسوا بنفوسهم الاعتزاز بدينهم , كما عليهم أن يراقبوا تصرفاتهم بحيث لايدعون تصرفا سلبيا دون محاولة إصلاحه وتقويمه كما يجب أن يحرص الآباء في هذا المجال على أن يكونوا القدوة الصالحة لأبنائهم , فبالمتابعة والمحاسبة نتمكن من الحصول على جيل جيد, وبصراحة بالنسبة لي انا اتابع ابنائي الشباب وان اي تصرف غير لائق احاسبهم عليه
(تطور الزمان وتأثيره)
قال لي أحد الشباب : يفكر بعض الأهالي اننا نقلد الغرب في الشكل والمضمون ولاتتناسب سلوكياتنا مع عادات المجتمع إلا ان مايحدث هو مجرد اتباع الموضة, فكل البلدان العربية تتبع الموضة وهذا الشيء ليس غربيا سواء قصات الشعر او الملابس او الاكسسوارات, فهذا الأمر أصبح موجوداً في كل دولة حتى الدول الاسلامية بات هذا الشيء دارجاً واعتيادياً, فلا غرابة اذا رأينا شاباً يرتدي "البرمودة" ويضع السلسة في رقبته والاكسسوار في يده كما انه يسمع الاغاني الصاخبة فهذه حريته الشخصية وهو مسؤول عن كل مايفعله , فلا اعتقد ان هذا الامر قد يضر المجتمع او يعود به الى الوراء, ولكن اهالينا يريدون ان نرتدي ملابس الستينات فالزمن تطور ودخلت التكنولوجيا الى حياتنا فلم يعد الزمان كما كان في السابق, فيجب ان يأخذ هذا الأمر بنظر الاعتبار .
(حرية منافية للذوق العام)
وقال أحد الشباب: ان اختيار الملابس تعتبر حرية شخصية ولكن البعض يسيء لهذه الحرية باختيار ملابس منافية للذوق العام، فضلاً عن ان هناك أماكن ومجتمعات تحدد نوعية الملابس, ولكن أنا بشكل عام ضد الشباب الذين يميلون إلى التقليد في الملابس والسلوك وطريقة الكلام وللأسف دائما يقع اختيارهم في التقليد على النموذج السيئ تاركين الأمور الجيدة ولهذا يجب أن يقوم المعنيون جميعاً بالعمل على تثقيف الشباب وتعزيز الثقة بأنفسهم .
وقالت أحدى الأخوات وهي (باحثة اجتماعية) : ان هذه الظاهرة انتشرت بشكل كبير ولاسيما بعد دخول الانترنيت الى حياتنا بعد سنوات طويلة من الحرمان, فعندما تعرف الشباب العراقي على العالم الخارجي اندفع نحو التقليد لأنه لم يكن منفتحا على هذا العالم الخارجي ولم يكن يعرفه , والأمر الطبيعي ان كل ممنوع مرغوب , فازدادت عنده رغبة التقليد وبالتأكيد بدأ هذا الأمر ينتقل من شخص الى آخر , وأضافت الشمري ان الشاب من حقه ان يتمتع بحياته ولابأس اذا واكب الموضة ولكن يجب ان يكون كل شيء في حده فإن المبالغة في ذلك قد تؤدي الى امور اخرى غير جيدة, مثلا قصات الشعر من الممكن تقبلها ولكن الوشم الذي يملأ الكتف فهذا غير مستحب اطلاقا فضلا عن ان منظره غير جميل ولايليق بالشاب المسلم , والكثير من هذه التفاصيل, وان هذه الاعمار من الشباب يجب ان تقدم لهم النصائح من خلال البرامج الثقافية لتوعيتهم مع متابعة الاهل لهم, ولكن بعيدا عن اسلوب الاستهزاء والصراخ لانه سيولد العناد وبالتالي ستحدث نتائج عكسية .
ان الشباب العربي ما زال يعاني من ضغوط أسرية ومجتمعية قاسية وهذا بدوره أنتج الخوف من هؤلاء الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين (16 ـ 20) عاما او اكثر في بعض الاحيان, وهي معركة إثبات حضور ووجود إذ نراه يبحث عما هو جديد ويتمرد على البيئة الاجتماعية والأسرة والتقاليد فنتيجة الحاجة السيكولوجية والفسيولوجية فلذلك ان هذه الاعمار بحاجة الى التوعية والتثقيف والمتابعة المستمرة من قبل الأهل لكي لا يسقط الشباب في فخ سياساته الخاطئة.