بسم الله الرحمن الرحيم
السؤال:
ما الدليل على جواز زيارة القبور؟
الجواب:
الأدلة على جواز زيارة القبور هي :
1الكتاب الكريم، قال تعالى ولاتصل على أحد منهم مات أبداً ولا تقم على قبره إنهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم فاسقون)(التوبة:84) .نهت الآية عن الصلاة والقيام على قبر المنافق، ومفهومها مطلوبية هذين الأمرين بالنسبة لغيره أي للمؤمن.
2السنة النبوية، فالنبي (ص) جسّد بعمله مشروعية زيارة القبور - مضافاً إلى أنه أمر بها - و علّم كيفيتها وكيف يتكلم الانسان مع الموتى، فقد ورد في غير واحد من المصادر، أنه (ص) زار البقيع، واليك بعض النصوص :
روى مسلم عن عائشة إنها قالت: (كان رسول الله (ص) كلما كان ليلتها من رسول الله (ص) يخرج من آخر الليل إلى البقيع فيقول : السلام عليكم دار قوم مؤمنين وأتاكم ما توعدون، غداً مؤجلون و إنا إن شاء الله بكم لاحقون، اللّهم أغفر لأهل بقيع الغرقد) (صحيح مسلم : 7/41 ).
عن رسول الله (ص) إنه قال : (نهيتكم عن ثلاث وأنا آمركم بهنّ، نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإن في زيارتها تذكرة) (كنز العمال : 15/248) .
وغير ذلك من الآثار النبوية الحاثة على زيارة القبور، وللمزيد من التفصيل راجع أيضاً (سنن الترمذي : 3/370 ).
3الفطرة، فالنفوس السليمة تشتاق إلى زيارة لمن له بها صلة روحية أو مادية والإسلام دين الفطرة .
4سيرة المسلمين، فانها جرت على زيارة قبر النبي (ص) منذ وفاته وإلى يومنا هذا
5تصريح أكابر الأمة الإسلامية وفقهائها على زيارة قبر النبي (ص)، فقد خصّ الإمام السبكي الشافعي في كتابه (شفاء السقام في زيارة خير الأنام) باباً لنقل نصوص العلماء على استحباب زيارة قبر النبي (ص)، وقد بيّن أن الاستحباب أمر مجمع عليه بين المسلمين .
كما نقل العلامة الأميني في (الغدير : 5/109) كلمات أعلام المذاهب الأربعة بما يتجاوز الأربعين كلمة حول الزيارة، هذا وقد تضافرت الأحاديث عن أهل البيت (ع) حول زيارة قبر النبي (ص) منها مثلاً :
روى الصدوق بسنده عن الإمام الرضا (ع): أن النبي (ص) قال : (من زارني في حياتي وبعد موتي فقد زار الله تعالى ....) (عيون أخبار الرضا : 1/115) .
روى ابن قولويه بسنده عن الإمام الصادق (ع) قال : (قال رسول الله (ص) : (من أتاني زائراً كنت شفيعه يوم القيامة) (كامل الزيارات : 12).
ثم بالإضافة إلى هذه الأدلة هناك آثار تربوية وأخلاقية واجتماعية تنطوي عند زيارة القبور، ومن يشكّك في استحباب زيارة قبر النبي (ص) في الواقع يشكك في الأمور المسلّمة والمتفق عليها عند المسلمين .
تعليق