بسم الله الرحمن الرحيم
{وَإِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعان}
وهنا سبع نكاتٍ لطيفة ينبغي الالتفات لها:
١- وضع أساس الخطاب على التكلم وحده دون الغيبة و نحوها، و فيه دلالة على كمال العناية بالأمر.
٢- ثم قوله: عِبادِي، ولم يقل: الناس وما أشبهه، يزيد في هذه العناية.
٣- ثم حذف الواسطة في الجواب، حيث قال: {فَإِنِّي قَرِيبٌ} و لم يقل: فقل إنّه قريب.
٤- ثم التأكيد بإنّ.
٥- ثم الإتيان بالصّفة دون الفعل الدال على القرب، ليدلّ على ثبوت القرب ودوامه.
٦- ثمّ الدلالة على تجدّد الإجابة واستمرارها، حيث أتى بالفعل المضارع الدال عليهما.
٧- ثم تقييده الجواب، أعني قوله: {أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ} بقوله: {إِذا دَعانِ}، و هذا القيد لا يزيد على قوله: دَعْوَةَ الدَّاعِ المقيد به شيئا بل هو عينه، و فيه دلالة على أن دَعْوَةَ الدَّاعِ مجابة من غير شرط وقيد، كقوله تعالى: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [المؤمن-٦٠].
وقد تكرر في هذه الآية -على إيجازها- ضمير المتكلم سبع مرات، و هي الآية الوحيدة في القرآن على هذا الوصف.
_______
العلامة الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن، ج٢.
تعليق