أمير المؤمنين وقصر الإمارة:
----------------
تعرضنا سابقًا لحديث أمير المؤمنين – عليه السلام – مع (رميلة), ومما جاء في النص (فلما انصرف أمير المؤمنين عليه السلام ودخل القصر دخلت معه) فاعترض بعض الأخوة بأن أمير المؤمنين لم يكن له قصر.
والجواب على ذلك:
1/ هذا القصر هو قصر الإمارة, ولم يسكن أمير المؤمنين فيه, ولكن هذا لا يمنع من تردد أمير المؤمنين على هذا القصر في بعض الأوقات للقيام ببعض مهام إدارة الدولة, لا سيما وأن بيت المال ضمن هذا القصر.
2/ بالرجوع إلى كتاب تاريخ الكوفة للسيد البراقي يتضح ما يلي:
أ- هذا القصر يسمى بـ (قصر الأمارة- دار الأمارة- قصر سعد).
ب- الذي أمر ببناء هذا القصر هو سعد بن أبي وقاص, والد (عمر بن سعد).
ج- بيت المال كان ضمن بناء القصر.
د- كان القصر منزلاً خاصًا للخلفاء والملوك والأمراء، وتكون به مؤامراتهم ومشاوراتهم، وأعظم مجتمع لهم ولبطانتهم، وأحكم حصن لهم إذا اعترتهم الكوارث وألجأتهم الظروف عند الحوادث والحروب، فلم يزل على بنائه وإحكامه حتى هدمه عبد الملك بن مروان تشاؤمًا به.
3/ إليك بعض الأحاديث التي تذكر تواجد أمير المؤمنين في القصر:
الحديث الأول:
...عن حبة العرني قال: بينا أنا ونوف نائمين في رحبة القصر إذ نحن بأمير المؤمنين عليه السلام في بقية من الليل واضعًا يده على الحايط شبه الواله, وهو يقول: إنّ في خلق السماوات والأرض إلى آخر الآية.
قال ثم جعل يقرأ هذه الآيات ويمر شبه الطاير عقله, فقال: أراقد يا حبة أم رامق؟ قلت: رامق, هذا أنت تعمل هذا العمل, فكيف نحن؟
قال فأرخى عينيه فبكى ثم قال لي: يا حبة إنّ لله موقفًا, ولنا بين يديه موقف لا يخفى عليه شيء من أعمالنا, يا حبة إنّ الله أقرب إليك والى من حبل الوريد, يا حبة إنّه لن يحجبني ولا إياك عن الله شيء.
قال ثم قال: أراقد أنت يا نوف؟
قال: لا يا أمير المؤمنين, ما أنا براقد, ولقد أطلت بكائي هذه الليلة.
فقال: يا نوف إن طال بكاؤك في هذا الليل مخافة من الله عزّ وجلّ قرّت عيناك غدًا بين يدي الله عزّ وجلّ. يا نوف إنّه ليس من قطرة قطرت من عين رجل من خشية الله إلا أطفأت بحارًا من النيران, يا نوف إنّه ليس من رجل أعظم منزلة عند الله من رجل بكى من خشية الله وأحبّ في الله وأبغض في الله. يا نوف من أحبّ في الله لم يستأثر على محبته, ومن أبغض في الله لم ينل مبغضيه خيرًا. عند ذلك استكملتم حقايق الإيمان, ثم وعظهما وذكرهما, وقال في أواخره: فكونوا من الله على حذر فقد أنذرتكما, ثم جعل يمرّ وهو يقول ليت شعري في غفلاتي أمعرض أنت عنى أم ناظر إليّ, وليت شعري في طول منامي وقلة شكري في نعمك على ما حالي.
قال فوالله ما زال في هذا الحال حتى طلع الفجر.
فلاح السائل - السيد ابن طاووس - ص 266 - 267
الحديث الثاني:
عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه رفعه قال: اجتمعت اليهود إلى رأس الجالوت فقالوا له: إن هذا الرجل عالم - يعنون أمير المؤمنين عليه السلام - فانطلق بنا إليه نسأله ، فأتوه فقيل لهم: هو في القصر فانتظروه حتى خرج، فقال له رأس الجالوت: جئناك نسألك فقال: سل يا يهودي عما بدا لك، فقال : أسألك عن ربك متى كان؟ فقال : كان بلا كينونية، كان بلا كيف، كان لم يزل بلا كم وبلا كيف كان ليس له قبل، هو قبل القبل بلا قبل ولا غاية ولا منتهى، انقطعت عنه الغاية وهو غاية كل غاية، فقال رأس الجالوت: امضوا بنا فهو أعلم مما يقال فيه.
الكافي - الشيخ الكليني - ج 1 - ص 89
الحديث الثالث:
.... عن عبد الرزاق بن قيس الرحبي قال : كنت جالسًا مع علي بن أبي طالب عليه السلام على باب القصر، حتى ألجأته الشمس إلى حائط القصر، فوثب ليدخل، فقام رجل من همدان فتعلق بثوبه وقال: يا أمير المؤمنين حدثني حديثًا جامعًا ينفعني الله به، قال: أو لم يكن في حديث كثير؟ قال: بلى ولكن حدثني حديثًا جامعًا [ينفعني الله به]. قال : حدثني خليلي رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم: " إني أرد أنا وشيعتي الحوض رواء مرويين، مبيضة وجوههم، ويرد عدونا ظماء مظمئين، مسودة وجوههم " . خذها إليك قصيرة من طويلة، أنت مع من أحببت، ولك ما اكتسبت، أرسلني يا أخا همدان. ثم دخل القصر .
الأمالي - الشيخ المفيد - ص 338 – 339.
الحديث الرابع:
وبإسناد مرفوع إلى عمرو بن المنهال، قال : بينا نحن ذات يوم جلوسًا مع أمير المؤمنين -عليه السلام- في رحبة القصر، إذ زلزلت الأرض فضربها أمير المؤمنين بيده وقال لها : ما لك؟! فوالله لو كنت هي لأنبأتني أخبارك، وإني الذي تحدثه الأرض بأخبارها أو رجل مني.
خصائص الأئمة - الشريف الرضي - ص 57 - 58
الحديث الخامس:
...عن زربن حبيش، قال : خرج علي بن أبي طالب عليه السلام من القصر، فاستقبله ركبان متقلدون بالسيوف عليهم العمائم، فقالوا: السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته، السلام عليك يا مولانا. فقال علي عليه السلام: من هيهنا من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله؟ فقام خالد بن زيد أبو أيوب، وخزيمة بن ثابت ذو الشهادتين، وقيس بن سعد بن عبادة، وعبد الله بن بديل بن ورقاء، فشهدوا جمعيا أنهم سمعوا رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول يوم غدير خم: من كنت مولاه فعلي مولاه.
فقال علي عليه السلام لأنس بن مالك، والبراء بن عازب: ما منعكما أن تقوما فتشهدا فقد سمعتما كما سمع القوم؟ ثم قال: اللهم إن كانا كتماها معاندة فابتلهما. فعمي البراء بن عازب، وبرص قدما أنس بن مالك، فحلف أنس بن مالك أن لا يكتم منقبة لعلي بن أبي طالب ولا فضلا أبدًا، وأما البراء بن عازب فكان يسأل عن منزله؟ فيقال : هو في موضع كذا وكذا، فيقول: كيف يرشد من أصابته الدعوة.
اختيار معرفة الرجال - الشيخ الطوسي - ج 1 - ص 244 - 247
الحديث السادس:
عن أبي زهير الحارث بن عبد الله، الأعور الهمداني الكوفي، عن أمير المؤمنين أبي الحسن علي بن أبي طالب (صلوات الله وسلامه عليه)، أنه خرج من باب القصر فوضع رجله في الغرز، فقال: " بسم الله " فلما استوى على الدابة قال : "الحمد لله الذي أكرمنا، وحملنا في البر والبحر، ورزقنا من الطيبات، وفضلنا على كثير ممن خلق تفضيلاً، سبحان الذي سخّر لنا هذا وما كنا له مقرنين، وإنّا إلى ربنا لمنقلبون، رب اغفر لي ذنوبي إنّه لا يغفر الذنوب إلا أنت" ثم قال : " سمعت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يقول: إنّ الله ليعجب بعبده إذا قال: رب اغفر لي ذنوبي، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت " .
مستدرك الوسائل - الميرزا النوري - ج 8 - ص 138 - 139
الحديث السابع:
.... عن سويد بن غفلة، قال: دخلت على علي بن أبي طالب (رض) القصر، فوجدته جالسًا بين يديه صحفة، فيها لبن حازر، أجد ريحه من شدة حموضته، وفى يده رغيف آرى آثار في وجهه، وهو يكسره بيده أحيانًا، فإذا أعيا عليه كسره بركبته فيطرحه فيه, فقال عليه السلام: ادن فاصب من طعامنا هذا، قلت : إني صائم، فقال: سمعت رسول الله -صلّى الله عليه وآله- يقول : من منعه الصيام من طعام يشتهيه كان حقًا على الله أن يطعمه من طعام الجنة ويسقيه من شرابها. قال: فقلت لجاريته، وهي قائمة بقرب منه: ويحك يا فضة ألا تتقين الله في هذا الشيخ؟ ألا تنخلون له طعامًا مما أرى فيه من النخالة، فقالت: لقد تقدم إلينا ألا ننخل له طعامًا، قال: ما قلت لها فأخبرته، فقال عليه السلام : بأبى وأمي من لم ينخل له طعام، ولم يشبع من خبز البر ثلاثة أيام حتى قبضه الله عزّ وجلّ.
حلية الأبرار - السيد هاشم البحراني - ج 2 - ص 239 – 240
الحديث الثامن:
حدثنا الحسن بن علي بن النعمان عن أبيه قال حدثني الشامي عن أبي داود السبيعي عن أبي سعيد الخدري عن رميلة قال وعكت وعكًا شديدًا في زمان أمير المؤمنين عليه السلام فوجدت من نفسي خفة في يوم الجمعة, وقلت لا أعرف شيئًا أفضل من أن أفيض على نفسي من الماء, وأصلي خلف أمير المؤمنين عليه السلام, ففعلت ثم جئت إلى المسجد فلما صعد أمير المؤمنين عليه السلام المنبر أعاد على ذلك الوعك, فلما انصرف أمير المؤمنين عليه السلام ودخل القصر دخلت معه فقال: يا رميلة رأيتك وأنت متشبك بعضك في بعض.
فقلت: نعم, وقصصت عليه القصة التي كنت فيها والذي حملني على الرغبة في الصلاة خلفه.
فقال: يا رميلة ليس من مؤمن يمرض إلا مرضنا بمرضه, ولا يحزن إلا حزنا بحزنه, ولا يدعو إلا أمّنا لدعائه, ولا يسكت إلا دعونا له.
فقلت له: يا أمير المؤمنين! جعلني الله فداك! هذا لمن معك في القصر؟ أرأيت من كان في أطراف الأرض؟!
قال: يا رميلة ليس يغيب عنا مؤمن في شرق الأرض ولا في غربها .
بصائر الدرجات - الشيخ محمد بن الحسن الصفار : 279 - 280
والحمد لله رب العالمين
18/ جمادى الأولى / 1436 هـ
----------------
تعرضنا سابقًا لحديث أمير المؤمنين – عليه السلام – مع (رميلة), ومما جاء في النص (فلما انصرف أمير المؤمنين عليه السلام ودخل القصر دخلت معه) فاعترض بعض الأخوة بأن أمير المؤمنين لم يكن له قصر.
والجواب على ذلك:
1/ هذا القصر هو قصر الإمارة, ولم يسكن أمير المؤمنين فيه, ولكن هذا لا يمنع من تردد أمير المؤمنين على هذا القصر في بعض الأوقات للقيام ببعض مهام إدارة الدولة, لا سيما وأن بيت المال ضمن هذا القصر.
2/ بالرجوع إلى كتاب تاريخ الكوفة للسيد البراقي يتضح ما يلي:
أ- هذا القصر يسمى بـ (قصر الأمارة- دار الأمارة- قصر سعد).
ب- الذي أمر ببناء هذا القصر هو سعد بن أبي وقاص, والد (عمر بن سعد).
ج- بيت المال كان ضمن بناء القصر.
د- كان القصر منزلاً خاصًا للخلفاء والملوك والأمراء، وتكون به مؤامراتهم ومشاوراتهم، وأعظم مجتمع لهم ولبطانتهم، وأحكم حصن لهم إذا اعترتهم الكوارث وألجأتهم الظروف عند الحوادث والحروب، فلم يزل على بنائه وإحكامه حتى هدمه عبد الملك بن مروان تشاؤمًا به.
3/ إليك بعض الأحاديث التي تذكر تواجد أمير المؤمنين في القصر:
الحديث الأول:
...عن حبة العرني قال: بينا أنا ونوف نائمين في رحبة القصر إذ نحن بأمير المؤمنين عليه السلام في بقية من الليل واضعًا يده على الحايط شبه الواله, وهو يقول: إنّ في خلق السماوات والأرض إلى آخر الآية.
قال ثم جعل يقرأ هذه الآيات ويمر شبه الطاير عقله, فقال: أراقد يا حبة أم رامق؟ قلت: رامق, هذا أنت تعمل هذا العمل, فكيف نحن؟
قال فأرخى عينيه فبكى ثم قال لي: يا حبة إنّ لله موقفًا, ولنا بين يديه موقف لا يخفى عليه شيء من أعمالنا, يا حبة إنّ الله أقرب إليك والى من حبل الوريد, يا حبة إنّه لن يحجبني ولا إياك عن الله شيء.
قال ثم قال: أراقد أنت يا نوف؟
قال: لا يا أمير المؤمنين, ما أنا براقد, ولقد أطلت بكائي هذه الليلة.
فقال: يا نوف إن طال بكاؤك في هذا الليل مخافة من الله عزّ وجلّ قرّت عيناك غدًا بين يدي الله عزّ وجلّ. يا نوف إنّه ليس من قطرة قطرت من عين رجل من خشية الله إلا أطفأت بحارًا من النيران, يا نوف إنّه ليس من رجل أعظم منزلة عند الله من رجل بكى من خشية الله وأحبّ في الله وأبغض في الله. يا نوف من أحبّ في الله لم يستأثر على محبته, ومن أبغض في الله لم ينل مبغضيه خيرًا. عند ذلك استكملتم حقايق الإيمان, ثم وعظهما وذكرهما, وقال في أواخره: فكونوا من الله على حذر فقد أنذرتكما, ثم جعل يمرّ وهو يقول ليت شعري في غفلاتي أمعرض أنت عنى أم ناظر إليّ, وليت شعري في طول منامي وقلة شكري في نعمك على ما حالي.
قال فوالله ما زال في هذا الحال حتى طلع الفجر.
فلاح السائل - السيد ابن طاووس - ص 266 - 267
الحديث الثاني:
عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه رفعه قال: اجتمعت اليهود إلى رأس الجالوت فقالوا له: إن هذا الرجل عالم - يعنون أمير المؤمنين عليه السلام - فانطلق بنا إليه نسأله ، فأتوه فقيل لهم: هو في القصر فانتظروه حتى خرج، فقال له رأس الجالوت: جئناك نسألك فقال: سل يا يهودي عما بدا لك، فقال : أسألك عن ربك متى كان؟ فقال : كان بلا كينونية، كان بلا كيف، كان لم يزل بلا كم وبلا كيف كان ليس له قبل، هو قبل القبل بلا قبل ولا غاية ولا منتهى، انقطعت عنه الغاية وهو غاية كل غاية، فقال رأس الجالوت: امضوا بنا فهو أعلم مما يقال فيه.
الكافي - الشيخ الكليني - ج 1 - ص 89
الحديث الثالث:
.... عن عبد الرزاق بن قيس الرحبي قال : كنت جالسًا مع علي بن أبي طالب عليه السلام على باب القصر، حتى ألجأته الشمس إلى حائط القصر، فوثب ليدخل، فقام رجل من همدان فتعلق بثوبه وقال: يا أمير المؤمنين حدثني حديثًا جامعًا ينفعني الله به، قال: أو لم يكن في حديث كثير؟ قال: بلى ولكن حدثني حديثًا جامعًا [ينفعني الله به]. قال : حدثني خليلي رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم: " إني أرد أنا وشيعتي الحوض رواء مرويين، مبيضة وجوههم، ويرد عدونا ظماء مظمئين، مسودة وجوههم " . خذها إليك قصيرة من طويلة، أنت مع من أحببت، ولك ما اكتسبت، أرسلني يا أخا همدان. ثم دخل القصر .
الأمالي - الشيخ المفيد - ص 338 – 339.
الحديث الرابع:
وبإسناد مرفوع إلى عمرو بن المنهال، قال : بينا نحن ذات يوم جلوسًا مع أمير المؤمنين -عليه السلام- في رحبة القصر، إذ زلزلت الأرض فضربها أمير المؤمنين بيده وقال لها : ما لك؟! فوالله لو كنت هي لأنبأتني أخبارك، وإني الذي تحدثه الأرض بأخبارها أو رجل مني.
خصائص الأئمة - الشريف الرضي - ص 57 - 58
الحديث الخامس:
...عن زربن حبيش، قال : خرج علي بن أبي طالب عليه السلام من القصر، فاستقبله ركبان متقلدون بالسيوف عليهم العمائم، فقالوا: السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته، السلام عليك يا مولانا. فقال علي عليه السلام: من هيهنا من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله؟ فقام خالد بن زيد أبو أيوب، وخزيمة بن ثابت ذو الشهادتين، وقيس بن سعد بن عبادة، وعبد الله بن بديل بن ورقاء، فشهدوا جمعيا أنهم سمعوا رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول يوم غدير خم: من كنت مولاه فعلي مولاه.
فقال علي عليه السلام لأنس بن مالك، والبراء بن عازب: ما منعكما أن تقوما فتشهدا فقد سمعتما كما سمع القوم؟ ثم قال: اللهم إن كانا كتماها معاندة فابتلهما. فعمي البراء بن عازب، وبرص قدما أنس بن مالك، فحلف أنس بن مالك أن لا يكتم منقبة لعلي بن أبي طالب ولا فضلا أبدًا، وأما البراء بن عازب فكان يسأل عن منزله؟ فيقال : هو في موضع كذا وكذا، فيقول: كيف يرشد من أصابته الدعوة.
اختيار معرفة الرجال - الشيخ الطوسي - ج 1 - ص 244 - 247
الحديث السادس:
عن أبي زهير الحارث بن عبد الله، الأعور الهمداني الكوفي، عن أمير المؤمنين أبي الحسن علي بن أبي طالب (صلوات الله وسلامه عليه)، أنه خرج من باب القصر فوضع رجله في الغرز، فقال: " بسم الله " فلما استوى على الدابة قال : "الحمد لله الذي أكرمنا، وحملنا في البر والبحر، ورزقنا من الطيبات، وفضلنا على كثير ممن خلق تفضيلاً، سبحان الذي سخّر لنا هذا وما كنا له مقرنين، وإنّا إلى ربنا لمنقلبون، رب اغفر لي ذنوبي إنّه لا يغفر الذنوب إلا أنت" ثم قال : " سمعت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يقول: إنّ الله ليعجب بعبده إذا قال: رب اغفر لي ذنوبي، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت " .
مستدرك الوسائل - الميرزا النوري - ج 8 - ص 138 - 139
الحديث السابع:
.... عن سويد بن غفلة، قال: دخلت على علي بن أبي طالب (رض) القصر، فوجدته جالسًا بين يديه صحفة، فيها لبن حازر، أجد ريحه من شدة حموضته، وفى يده رغيف آرى آثار في وجهه، وهو يكسره بيده أحيانًا، فإذا أعيا عليه كسره بركبته فيطرحه فيه, فقال عليه السلام: ادن فاصب من طعامنا هذا، قلت : إني صائم، فقال: سمعت رسول الله -صلّى الله عليه وآله- يقول : من منعه الصيام من طعام يشتهيه كان حقًا على الله أن يطعمه من طعام الجنة ويسقيه من شرابها. قال: فقلت لجاريته، وهي قائمة بقرب منه: ويحك يا فضة ألا تتقين الله في هذا الشيخ؟ ألا تنخلون له طعامًا مما أرى فيه من النخالة، فقالت: لقد تقدم إلينا ألا ننخل له طعامًا، قال: ما قلت لها فأخبرته، فقال عليه السلام : بأبى وأمي من لم ينخل له طعام، ولم يشبع من خبز البر ثلاثة أيام حتى قبضه الله عزّ وجلّ.
حلية الأبرار - السيد هاشم البحراني - ج 2 - ص 239 – 240
الحديث الثامن:
حدثنا الحسن بن علي بن النعمان عن أبيه قال حدثني الشامي عن أبي داود السبيعي عن أبي سعيد الخدري عن رميلة قال وعكت وعكًا شديدًا في زمان أمير المؤمنين عليه السلام فوجدت من نفسي خفة في يوم الجمعة, وقلت لا أعرف شيئًا أفضل من أن أفيض على نفسي من الماء, وأصلي خلف أمير المؤمنين عليه السلام, ففعلت ثم جئت إلى المسجد فلما صعد أمير المؤمنين عليه السلام المنبر أعاد على ذلك الوعك, فلما انصرف أمير المؤمنين عليه السلام ودخل القصر دخلت معه فقال: يا رميلة رأيتك وأنت متشبك بعضك في بعض.
فقلت: نعم, وقصصت عليه القصة التي كنت فيها والذي حملني على الرغبة في الصلاة خلفه.
فقال: يا رميلة ليس من مؤمن يمرض إلا مرضنا بمرضه, ولا يحزن إلا حزنا بحزنه, ولا يدعو إلا أمّنا لدعائه, ولا يسكت إلا دعونا له.
فقلت له: يا أمير المؤمنين! جعلني الله فداك! هذا لمن معك في القصر؟ أرأيت من كان في أطراف الأرض؟!
قال: يا رميلة ليس يغيب عنا مؤمن في شرق الأرض ولا في غربها .
بصائر الدرجات - الشيخ محمد بن الحسن الصفار : 279 - 280
والحمد لله رب العالمين
18/ جمادى الأولى / 1436 هـ