يتراوح الانسان في حياته بين ثقته واعتداده بنفسه، من جهة، وضعفه وعدم قناعته بقدراته، من جهة أخرى..
وبطبيعة الحال ليست نظرة الناس إلينا وحكمهم هو المقياس على رفعتنا أو تدنينا – لا سمح الله - فأحكام الناس عادة ما تنبع من أهواء أو أمزجة يميلون حيث تميل الظروف والمصالح، وكما قال الشاعر:
أرى الناسَ قد مالوا * إلى مَنْ عنده مالُ
ومن ليس له مالُ * فعنه الناس قد مالوا
وهذا الأمر ليس وليد اللحظة، بل هو طبيعة النفس البشرية، قال تعالى: ((وَإِن تُطِعْ أَكثَرَ مَن فِي الأَرضِ يُضِلوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ إِن يَتبِعُونَ إِلاَّ الظن وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخرصونَ)).
فالإنسان عليه أن لا يعوّل كثيراً على آراء الناس، سواء مدحهم أو انتقادهم له، بالقدر الذي عليه أن يتحلى بسقف معقول من الإيمان بمواهبه وتطلعاته.. وأن يكون واثقاً من نفسه ومن تحصيله المعرفي والعقائدي..
شريطة أن لا يفرط بالثقة حدّ الإعجاب بالنفس السلبي.. والذي يؤدي إلى الامتناع عن سماع صوت الحقيقة، قال تعالى: (وَزَينَ لَهمُ الشيطَانُ مَا كَانوا يَعمَلُونَ).
فالثقة بالنفس عبارة عن موازنة دقيقة وصعبة بين الإفراط حدّ العجب، والتفريط حدّ فقدان الثقة وضياع الإرادة الصلبة..
والتي نعول عليها كثيراً في بقائنا منتجين مثمرين وسط وجودنا الإنساني بأجمل تصوراته.
تعليق