تمنى لو كان أصم، أعيت مسامعه تلك المعزوفات المملة..
تصريحات ووعود، أخبار وقنوات ودبلجة وكذب وخداع، وموجة وفتنة وقتل وأوجاع..
هو لا يدري لِم عليه أن يعيش وسط كل هذا الهراء..؟
تعلّمَ منذ صغره أن النجاحَ يأتي بالدراسة، والأموال بالعمل، والحب من الاهتمام، والألم من الاهمال.
لم يكن يعي أن عقارب الساعة قد تدور من اليمين الى اليسار..
وينعكس دوران الالكترونات حول نواة الذرة..
وقد يفلتُ المجرم من العقاب، ويُؤخذ البريء بجريرة المذنب..
تعلّم بمرور الوقت أنه لا يعيش في عالم واحد، بل يعيش في عدة عوالم متداخلة..
نظريات وقوانين ومتغيرات، ومعروف صار منكراً، ومنكراً صار عكس ذلك..!
أغلقَ أجهزة المذياع والتلفزيون وكل ما يمت لغزوات العقل والروح..
وما يمت لغسيل الأدمغة بصلة.
أغمض عينيه.. وجد حلماً جميلاً حملته إليه نوارس البحر..
لتداعب وثير فرحه وسكينته، بسلام وأمن دائمين..
في ربوع أرض بلا أوجاع..
لكن سرعان ما تلاشت تلك الأحلام هرباً من معزوفة مزعجة أخرى لاحت في الأفق..!
تعليق