الامام الحسين (ع) سبب لهداية النصارى و المسيح في حياته ومماته .
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وال محمد .
كل اهل البيت (ع) هم مصابيح الهداية وسفن للنجاة فمن تقدم عليهم مرق وخرج من الدين ، ومن تأخر عنهم زهق وهلك في الدنيا والآخرة ، ومن تمسك بهم ولزمهم لحق بهم وسار في ركبهم ونجى من الضلال و الهلاك - 1 -
والامام الحسين (ع) - وكذلك جميع الائمة المعصومين (ع) - قد كان مصباح للهداية وسفينة للنجاة في حياته ومماته .
اما في حياته فاخذ بنشر دين واخلاق جده المصطفى محمد (ص) وابيه المرتضى (ع) واخيه الحسن الزكي (ع) .
واما في مماته فكان ايضا باب لهداية الناس لان هدف الامام الحسين (ع) في الخروج الى كربلاء والقتل في يوم عاشوراء هو للحفاظ على الدين الاسلامي المحمدي الحنيف من العبث و الاندراس على ايادي بنو امية اللعناء .
ومما يدل على ان الامام الحسين (ع) هو مصباح للهداية حتى بعد مماته هو ما ورد في زيارة يوم الاربعين المروية عن الامام الصادق (ع) وبالخصوص في هذا المقطع : ( وبذل مهجته فيك ليستنقذ عبادك من الجهالة وحيرة الضلالة ) .
وما ورد ايضا في مقطع من زيارة وراث : ( واشهد ان الائمة من ولدك كلمة التقوى واعلام الهدى ) .
ومن القصص التي تدل على ان الامام الحسين (ع) هو محل لهداية الناس في حياته وبعد مماته اخترنا للاخوة والاخوات القراء الافاضل الكرام قصتان تدلان على ذلك :
*** دخول نصراني الى الاسلام في حياة الامام الحسين (ع) :
كان نصراني له حذاقة في الطب ، فسمع بان الحسين (ع) سيد الكرماء فاحب ان يختبر احواله ، فأتى اليه يوما شاب قد مات ابوه ، وامه شاكية وجعه فأشار الطبيب بإحضار كبد لفرس ابيض ، وارسله الى الحسين فامر (ع) بذبح فرس ابيض واخراج كبده ، فلما جاء به الى الطبيب قال :
اخطأت في لون الفرس ، احضر كبد الفرس الاسود فرجع الغلام (اليتيم) باكيا الى الحسين (ع) فحكى ، فامر بذبح فرس اسود حتى ذبح سبعة افراس لأجل ذلك اليتيم .
فاسلم النصراني لما شاهد هذا الكرم من الحسين (ع) ثم دعا الحسين (ع) للأفراس فأحياها الله بقدرته - 2 -
*** دخول نصراني الى الاسلام بعد استشهاد الامام الحسين (ع) :
كان يزيد يتخذ مجالس الشراب ويأتي برأس الحسين ( عليه السلام ) ويضعه بين يديه ، ويشرب عليه ، فحضر في مجلسه ذات يوم الرسول النصراني لملك الروم ، وكان من أشراف الروم وعظمائهم ، فقال : يا ملك العرب هذا رأس من ؟
فقال له يزيد : مَا لَكَ و لهذا الرأس ؟
فقال : إني إذا رجعت إلى ملكنا يسألني عن كل شيء رأيتُه ، فأحبَبتُ أن أخبره بقصة هذا الرأس وصاحبه ، حتى يشاركك في الفرح والسرور .
فقال له يزيد : هذا رأس الحسين بن علي بن أبي طالب .
فقال الرومي : ومن أمه ؟
فقال : فاطمة بنت رسول الله .
فقال النصراني : أف لك ولدينك !! لي دين أحسن من دينك ، إنَّ أبي من حوافد ( أحفاد ) داود ( عليه السلام ) ، وبيني وبينه آباء كثيرة ، والنصارى يُعَظِّمُونِي ويأخذون من تراب قدمي تبرُّكاً بأبي من حوافد داود ( عليه السلام ) ، وأنتم تقتلون ابن بنت رسول الله وما بينه وبين نبيِّكم إلا أمُّ واحدة ؟!! فأيُّ دين دينكم .
ثم قال ليزيد : عندنا بلدة فيها كنائس كثيرة ، أعظمها كنيسة الحافر ، في محرابها حُقَّة ذهب مُعَلَّقة فيها حافر ، يقولون إن هذا حافرُ حمارٍ كان يركبه عيسى ( عليه السلام ) ، وقد زيَّنوا ما حول الحُقَّة بالذهب والديباج .
ويقصدها في كل عام عالم من النصارى ، ويطوفون حولها ويقبلونها ، ويرفعون حوائجهم إلى الله تعالى ، هذا شأنهم ودأبهم بحافرِ حمارٍ يزعمون أنه حافرُ حمارٍ كان يركبه عيسى ( عليه السلام ) نبيهم ، وأنتم تقتلون ابن بنت نبيِّكم ؟ فلا بارك الله فيكم ولا في دينكم .
فقال يزيد : اقتلوا هذا النصراني لئلا يفضحني في بلاده .
فلمّا أحسَّ النصراني بذلك قال له : تريد أن تقتلني ؟
قال يزيد : نعم .
قال النصراني : اعلم أني رأيت البارحة نبيَّكم في المنام يقول لي : يا نصراني أنت من أهل الجنة ، فتعجب من كلامه ، و أنا أشهد أن لا إله إلا الله ، محمَّد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، ثم وثب إلى رأس الحسين ( عليه السلام ) فَضَمَّه إلى صدره ، وجعل يقبله ويبكي حتى قُتِلَ - 3 -
******************************
الهوامش :
1 - مصباح المتهجد ، ص 45 ، مقتبس من عبارات الصلاة الشعبانية .
2 - من كتاب أخلاق الإمام الحسين (ع) ، عبد العظيم المهتدي البحراني ، ص 68 .
3 - اللهوف في قتلى الطفوف ، ص 110 - 112 *** جواهر التاريخ ، للشيخ علي الكوراني ، ج 4 .
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وال محمد .
كل اهل البيت (ع) هم مصابيح الهداية وسفن للنجاة فمن تقدم عليهم مرق وخرج من الدين ، ومن تأخر عنهم زهق وهلك في الدنيا والآخرة ، ومن تمسك بهم ولزمهم لحق بهم وسار في ركبهم ونجى من الضلال و الهلاك - 1 -
والامام الحسين (ع) - وكذلك جميع الائمة المعصومين (ع) - قد كان مصباح للهداية وسفينة للنجاة في حياته ومماته .
اما في حياته فاخذ بنشر دين واخلاق جده المصطفى محمد (ص) وابيه المرتضى (ع) واخيه الحسن الزكي (ع) .
واما في مماته فكان ايضا باب لهداية الناس لان هدف الامام الحسين (ع) في الخروج الى كربلاء والقتل في يوم عاشوراء هو للحفاظ على الدين الاسلامي المحمدي الحنيف من العبث و الاندراس على ايادي بنو امية اللعناء .
ومما يدل على ان الامام الحسين (ع) هو مصباح للهداية حتى بعد مماته هو ما ورد في زيارة يوم الاربعين المروية عن الامام الصادق (ع) وبالخصوص في هذا المقطع : ( وبذل مهجته فيك ليستنقذ عبادك من الجهالة وحيرة الضلالة ) .
وما ورد ايضا في مقطع من زيارة وراث : ( واشهد ان الائمة من ولدك كلمة التقوى واعلام الهدى ) .
ومن القصص التي تدل على ان الامام الحسين (ع) هو محل لهداية الناس في حياته وبعد مماته اخترنا للاخوة والاخوات القراء الافاضل الكرام قصتان تدلان على ذلك :
*** دخول نصراني الى الاسلام في حياة الامام الحسين (ع) :
كان نصراني له حذاقة في الطب ، فسمع بان الحسين (ع) سيد الكرماء فاحب ان يختبر احواله ، فأتى اليه يوما شاب قد مات ابوه ، وامه شاكية وجعه فأشار الطبيب بإحضار كبد لفرس ابيض ، وارسله الى الحسين فامر (ع) بذبح فرس ابيض واخراج كبده ، فلما جاء به الى الطبيب قال :
اخطأت في لون الفرس ، احضر كبد الفرس الاسود فرجع الغلام (اليتيم) باكيا الى الحسين (ع) فحكى ، فامر بذبح فرس اسود حتى ذبح سبعة افراس لأجل ذلك اليتيم .
فاسلم النصراني لما شاهد هذا الكرم من الحسين (ع) ثم دعا الحسين (ع) للأفراس فأحياها الله بقدرته - 2 -
*** دخول نصراني الى الاسلام بعد استشهاد الامام الحسين (ع) :
كان يزيد يتخذ مجالس الشراب ويأتي برأس الحسين ( عليه السلام ) ويضعه بين يديه ، ويشرب عليه ، فحضر في مجلسه ذات يوم الرسول النصراني لملك الروم ، وكان من أشراف الروم وعظمائهم ، فقال : يا ملك العرب هذا رأس من ؟
فقال له يزيد : مَا لَكَ و لهذا الرأس ؟
فقال : إني إذا رجعت إلى ملكنا يسألني عن كل شيء رأيتُه ، فأحبَبتُ أن أخبره بقصة هذا الرأس وصاحبه ، حتى يشاركك في الفرح والسرور .
فقال له يزيد : هذا رأس الحسين بن علي بن أبي طالب .
فقال الرومي : ومن أمه ؟
فقال : فاطمة بنت رسول الله .
فقال النصراني : أف لك ولدينك !! لي دين أحسن من دينك ، إنَّ أبي من حوافد ( أحفاد ) داود ( عليه السلام ) ، وبيني وبينه آباء كثيرة ، والنصارى يُعَظِّمُونِي ويأخذون من تراب قدمي تبرُّكاً بأبي من حوافد داود ( عليه السلام ) ، وأنتم تقتلون ابن بنت رسول الله وما بينه وبين نبيِّكم إلا أمُّ واحدة ؟!! فأيُّ دين دينكم .
ثم قال ليزيد : عندنا بلدة فيها كنائس كثيرة ، أعظمها كنيسة الحافر ، في محرابها حُقَّة ذهب مُعَلَّقة فيها حافر ، يقولون إن هذا حافرُ حمارٍ كان يركبه عيسى ( عليه السلام ) ، وقد زيَّنوا ما حول الحُقَّة بالذهب والديباج .
ويقصدها في كل عام عالم من النصارى ، ويطوفون حولها ويقبلونها ، ويرفعون حوائجهم إلى الله تعالى ، هذا شأنهم ودأبهم بحافرِ حمارٍ يزعمون أنه حافرُ حمارٍ كان يركبه عيسى ( عليه السلام ) نبيهم ، وأنتم تقتلون ابن بنت نبيِّكم ؟ فلا بارك الله فيكم ولا في دينكم .
فقال يزيد : اقتلوا هذا النصراني لئلا يفضحني في بلاده .
فلمّا أحسَّ النصراني بذلك قال له : تريد أن تقتلني ؟
قال يزيد : نعم .
قال النصراني : اعلم أني رأيت البارحة نبيَّكم في المنام يقول لي : يا نصراني أنت من أهل الجنة ، فتعجب من كلامه ، و أنا أشهد أن لا إله إلا الله ، محمَّد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، ثم وثب إلى رأس الحسين ( عليه السلام ) فَضَمَّه إلى صدره ، وجعل يقبله ويبكي حتى قُتِلَ - 3 -
******************************
الهوامش :
1 - مصباح المتهجد ، ص 45 ، مقتبس من عبارات الصلاة الشعبانية .
2 - من كتاب أخلاق الإمام الحسين (ع) ، عبد العظيم المهتدي البحراني ، ص 68 .
3 - اللهوف في قتلى الطفوف ، ص 110 - 112 *** جواهر التاريخ ، للشيخ علي الكوراني ، ج 4 .
تعليق