بسم الله الرحمن الرحيم
اللّهم صلّ على محمد وآل محمد
دعاء المذنب
من النعم الإلهية اللامتناهية التي يغدقها ربنا علينا في كل حين وآن هو الدعاء الذي جعله الله سبحانه وتعالى سلماً نرتقي اليه كلما شعرنا بالحاجة الى الرجوع والأوبة اليه..
وخاصة اذا ماوقعنا في رذيلة أو معصية (والعياذ بالله) نتيجة لأنفسنا الآمرة بالسوء أو الوقوع في شباك وحبال الشيطان الغوي الرجيم..
فنجد أنفسنا بأشد الحاجة لغسل تلك الخطيئة بالاعتراف بالذنب، وهذا يأتي من خلال مناجاة صاحب الرحمة اللامتناهية بان يغفرها لنا فنقعد متوسلين متذللين لخالقنا عسى أن يرحمنا ويمحو عنا خطايانا..
ويجد المذنب (المعترف) نفسه بأنه قد تفطر قلبه وهو يناجي ربه والدموع سائلة على وجنتيه، فتكون هذه هي علامة من علامات استجابة الدعاء..
من هنا يربي الداعي نفسه على الخصائل الحميدة ويعرّفها عليها وينشئها النشأة الصالحة فيهذبها ويصفيها من تلك الأدران التي قد تطرأ عليها حتى يصل بها الى مكارم الاخلاق التي دعا اليها ائمتنا عليهم السلام..
من هنا يكون الدعاء للمذب بلسماً ودواءً ناجعاً لتلك النفس، وتتحول من نفس مذنبة الى نفس مرتقية سلم الكمالات فتنشد رضا الله سبحانه وتعالى، وقربه يكون غاية المنى..
وفي الختام لايسعنا هنا إلاّ أن نتمثل بهذه الفقرة الشريفة من دعاء الامام زين العابدين عليه السلام كما ورد في دعاء مكارم الاخلاق: ((اللَّهُمَّ لا تَدَعْ خَصْلَةً تُعَابُ مِنِّي إلاّ أَصْلَحْتَهَا، وَلا عَائِبَةً اُؤَنَّبُ بِهَا إلاّ حَسَّنْتَهَا، وَلاَ اُكْرُومَةً فِيَّ نَاقِصَةً إلاّ أَتْمَمْتَهَا))..
تعليق