قال أمير المؤمنين (عليه السلام): «إعجاب المرء بنفسه دليل على ضعف عقله».(5)
وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «لولا أنّ الذنب خير للمؤمن من العُجب ما خلّى الله (عز وجل) بين عبده المؤمن وبين ذنب أبداً».(6)
وقال أمير المؤمنين (عليه السلام): «من دخله العُجب هلك».(7)
وقال (عليه السلام): «سيّئة تسؤك خير عند الله من حسنة تعجبك».(8)
وقال (عليه السلام): «الإعجاب يمنع الازدياد».(9)
وقال (عليه السلام): «عُجب المرء بنفسه أحد حسّاد عقله».(10)
وقال ابن مسعود: «الهلاك في اثنين: القنوط والعُجب».
وعن علي بن سويد، عن أبي الحسن (عليه السلام) قال: سألته عن العُجب الذي يفسد العمل؟ فقال: «العُجب درجات: منها أن يزيّن للعبد سوء عمله فيراه حسناً فيعجبه ويحسب أنّه يُحسن صنعاً، ومنها أن يؤمن العبد بربّه فيمنّ على الله (عز وجل) ولله عليه فيه المنّ».(11)
وقال أبو عبد الله الصادق (عليه السلام): قال الله (عز وجل) لداود (عليه السلام): «يا داود بشّر المذنبين وأنذر الصدّيقين، قال: كيف أبشّر المذنبين وأنذر الصدّيقين؟ قال: يا داود بشّر المذنبين أنّي أقبل التوبة وأعفو عن الذنب، وأنذر الصدّيقين ألاّ يُعجبوا بأعمالهم، فإنّه ليس من عبد أنصبه للحساب إلاّ هلك».(12)
وقال (عليه السلام): أتى عالمٌ عابداً فقال له: كيف صلاتك؟ فقال: مثلي يسأل عن صلاته وأنا أعبد الله منذ كذا وكذا؟! قال: كيف بكاؤك؟ قال: أبكي حتّى تجري دموعي، فقال له العالم: إن ضحكك وأنت خائف أفضل من بكائك وأنت مُدلّ، إنّ المدلّ لا يصعد من عمله شيء.(13)
قال عبد الرحمن بن الحجّاج: قلت لأبي عبد الله الصادق (عليه السلام): الرجل يعمل العمل وهو خائف مشفق، ثمّ يعمل شيئاً من البرّ فيدخله شبه العُجب به، فقال: هو في حاله الأولى وهو خائف أحسن حالاً منه في حال عجبه.(14)
قال أبو عبد الله (عليه السلام): قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «بينما موسى (عليه السلام) جالس إذا أقبل إبليس وعليه برنس ذو ألوان، فلمّا دنى موسى خلع البرنس وقام إلى موسى فسلّم عليه، فقال له موسى: من أنت؟ قال: أنا إبليس، قال: لا قرّب الله دارك، قال: إنّي إنّما جئت لأسلّم عليك لمكانك من الله، فقال له موسى: فما هذا البرنس؟ قال: به اختطف قلوب بني آدم، فقال موسى: فأخبرني بالذنب الذي إذا أذنبه ابن آدم استحوذتَ عليه؟ قال: إذا أعجبته نفسه واستكثر عمله وصغر في عينه ذنبُه».(15)
عن أحدهما ـ يعني أحد الإمامين (عليهما السلام) قال: دخل رجلان المسجد أحدهما عابد والآخر فاسق، فخرجا من المسجد والفاسق صدّيق والعابد فاسق، وذلك أنّه يدخل العابد مدلاّ بعبادته، والفاسق يدخل وهو نادم على فسقه مستغفراً لذنبه.(16)
وفي كتاب (أصول الكافي) عن داوود الرقي قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: «اتّقوا الله ولا يحسد بعضكم بعضاً، إنّ عيسى ابن مريم كان من شرايعه السيح في البلاد، فخرج في بعض سيحه ومعه رجل من أصحابه قصير كان كثير اللزوم لعيسى (عليه السلام)، فانتهى عيسى إلى البحر قال: «بسم الله» بصحّة ويقين منه فمشى على ظهر الماء، فقال الرجل القصير حين نظر إلى عيسى جازه «بسم الله» بصحّة ويقين منه فمشى على الماء ولحق بعيسى، فدخله العُجب بنفسه، فقال: هذا عيسى روح الله يمشي على الماء، وأنا أمشي على الماء، فما فضله عليّ؟ فرمس في الماء فاستغاث بعيسى، فتناوله من الماء فأخرجه، فقال له: ما قلتَ يا قصير؟ قال: قلت «هذا روح الله يمشي على الماء وأنا أمشي على الماء» فدخلني من ذلك عجب، فقال له عيسى: لقد وضعتَ نفسك في غير الموضع الذي وضعك الله فيه، فمقتك الله على ما قلتَ، فتُب إلى الله (عز وجل) ممّا قلت، فتاب الرجل وعاد إلى مرتبته.(17)
قال أمير المؤمنين (عليه السلام) لولده محمّد بن الحنفيّة: «إيّاك والعُجب وسوء الخلق وقلّة الصبر، فإنّه لا يستقيم لك على هذه الخصال الثلاث صاحب، ولا يزال لك عليها من الناس مُجانب».(18)