بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته الحمد للّه رب العالمين وأفضل الصلوات على سيد الأنبياء والمرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مرت قبل أيام ذكرى ولادة السيدة والحوراء زينب ابنة أمير المؤمنين عليهما السلام، ونحن الان في ذكرى شهادة الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء عليها السلام.
وهنا نطرح سؤالا:
• كم هو حضور الزهراء والحوراء في ثقافة المرأة اليوم؟ -والحديث عن المرأة التي تنتمي إلى الإسلام وإلى مجتمعات المسلمين-.
• هذه المرأة في ثقافتها، في قيمها، في أعرافها، في أنماط سلوكها، هل أعطت للزهراء والحوراء حضورا يذكر؟ بمعنى آخر: هل نلمس في ثقافة هذه المرأة شيئا من ثقافة الزهراء والحوراء.
• وهل نلمس في قيم هذه المرأة شيئا من قيم الزهراء والحوراء؟
• وهل نلمس في أعراف هذه المرأة شيئا من أعراف الزهراء والحوراء؟
• وهل نلمس في أنماط سلوك هذه المرأة شيئا من سلوك الزهراء والحوراء؟
في الإجابة عن هذه التساؤلات نحاول أن نصنف الواقع النسائي المعاصر في مجتمعاتنا الإسلامية إلى عدة أصناف:
الصنف الأول:
نمط من النساء تنكرت كلّ التنكر للإسلام وثقافته وأعرافه وكل توجيهاته واتجهن إلى الثقافة الدخيلة على مجتمعاتنا الإسلامية والقيم الدخيلة، والأعراف الدخيلة، والأنماط السلوكية الدخيلة.
هذا النمط من النساء يمثلن حالات ((التغريب الثقافي)) وحالات ((التغريب الأخلاقي)) بما يعبر عنه هذا التغريب الثقافي والأخلاقي من مصادرة لهوية المرأة المسلمة وانتمائها وأصالتها.
وقد اعتمد هذا الخط التغريبي مجموعة أدوات ومناهج وأساليب للعبث بثقافة المرأة وقيمها وأعرافها وأنماط سلوكها الأصيلة، وتحت شعارات خادعة وكاذبة تزعم أنها تدافع عن حقوق المرأة وكرامة المرأة، وتزعم أنها تريد النهوض بالمرأة وإنقاذها من واقع التخلف والجهل، ومن واقع الظلم والاستعباد.
وقد روجت لهذه التوجه التغريبي ((سياسات الأنظمة)) الحاكمة والتي لا تريد للإسلام الحقيقي أن يكون حاضرا في حياة الشعوب المسلمة، صحيح أن هذه الأنظمة تنتمي إلى الإسلام، وتحمل دساتيرها التأكيد على أن دين الدولة الإسلام، وأن الشريعة تشكل مصدرا من مصادر التشريع عندها، إلا أن واقع هذه الأنظمة يبرهن بكل وضوح على حالات التنافي مع الإسلام، ولست في حاجة أن أطرح الأمثلة التي تؤكد هذه الحقيقة، فها أنتم تشاهدون الانتهاكات الصارخة لأحكام الإسلام وقيم الإسلام في ظل أنظمة الحكم التي تهيمن على مجتمعات المسلمين.
وحتى البقية الباقية مما ترك للإسلام ولأحكام الشريعة، بدأ السطو عليه تحت مسمى ((التقنين)) كما هو الأمر مع ((الأحوال الشخصية)) والتي تم إخضاعها للمؤسسة الوضعية في الكثير من مجتمعات المسلمين مما أنتج أحكاما تتنافى مع أحكام الشريعة.
وقد قلنا مرارا وتكرار إننا لا نعارض أن تصاغ ((الأحكام الخاصة بالأحوال الشخصية)) صوغا قانونيا، إلا أننا طالبنا ولا زلنا نصير أن توفر الضمانات التي تحمي الأحكام من العبث والتغيير والتبديل، وقد حددنا هذه الضمانات بكل وضوح.
لست هنا في صدد معالجة هذا الموضوع، ما أريد أن أقوله أن سياسات الأنظمة الحاكمة مارست دورا كبير في الترويج لثقافة التغريب، وقيم التغريب، وأعراف التغريب، وأنماط السلوك المتغرب، من خلال المناهج، والإعلام، وكل المؤسسات الثقافة والاجتماعية والسياحية.
إلى جانب سياسات الأنظمة الحاكمة، كان للجمعيات النسائية التي تنتهج النهج التغريبي دورها الكبير في الترويج لثقافة التغريب، وقيم التغريب، مما أنتج أعدادا كبيرة من نساء متغربات ثقافيا وأخلاقيا.
ومن الطبيعي جدا أن هذا النمط من النساء لا يشكلن الدين، ولا لنماذج الدين حضورا في ثقافتهن ولا في قيمهن، ولا في أعرافهن، ولا في أنماط سلوكهن.
إلا بالمقدار الذي لا يضعهن أما صادمة حادة أمام المجتمعات التي تنتمي للدين وثقافتها، ومن الطبيعي أيضا أن لا يكون للزهراء والحوراء أي حضور في واقع هذا النمط من النساء ثقافةً وقيماً أعرافاً وسلوكاً.
الصنف الثاني من النساء:
نمط ينتمي إلى الدين وثقافة الدين كما هي الغالبية من نساء المسلمين، إلا أنه مع الأسف لا نجد للزهراء والحوراء حضورا يذكر لذا هذا النمط، حتى على المستوى الثقافي ولعل هذا ناتج عن سبب مهم وهو سياسة التعتيم والإقصاء لمدرسة أهل البيت عليهم السلام، مما شكل غيابا واضحا لثقافة هذه المدرسة ولرموز هذه المدرسة في واقع مساحة كبيرة جدا من أبناء المسلمين، ليس لأن هؤلاء لا يحبون أهل البيت ولا يحترمون أهل البيت عليهم السلام، كل المسلمين يحملون إلا من شذ يحملون كل الحب والتقديس لأهل البيت النبي صلى الله عليه وآله إلا أن سياسة التعتيم والإقصاء التي تمارسها أنظم حكم ويمارسها علماء متعصبون ومؤسسات متطرفة وكتابات غير منصفة قد حالت بين هذه المساحة الكبيرة من المسلمين والاستفادة من مدرسة أهل البيت الكرام وإلا فكم هو الحضور لمدرسة أهل البيت، وثقافة أهل البيت، وشخصيات أهل البيت في مناهج التعليم، وفي برامج الإعلام وفي خطب المساجد؟
مدارس تحتضن منتمين لمدارس أهل البيت (عليهم السلام) بنسبة (مائة في المائة) لا يدرسون فقه الإمام الصادق عليه السلام[...].
لقد طالبنا بتعديل المناهج الدينية في المدارس[...]
أعود للقول:
إن سياسة التعتيم والإقصاء والتمييز قد حرفت نسبة كبيرة من أبناء هذه الأمة من أن تستفيد من مدرسة أهل البيت عليهم السلام، ومن استحضار رموز وشخصيات هذه المدرسة في واقع الثقافة التي توجه حياة المسلمين، لذلك لا نجد للزهراء والحوراء وهما النموذجان الإسلاميان اللذان يشكلان القدوة والأسوة والمثل الأعلى لكل نساء الأمة، لا نجد لهما الحضور الحقيقي في الثقافة التي تربي أجيال المرأةـ وتصوغ قيمها، وتؤصل حركتها، وتحصن كل واقعها في مواجهة ثقافات التغريب والمصادرة.
عن النهوض الحقيقي بمسيرة المرأة المسلمة في هذا العصر، يفرض استدعاء واستحضار نماذج الإسلام الأولى من أمثال الزهراء وخديجة وزينب ابنة أمير المؤمنين، وإن الإصرار على تغييب هذه النماذج الأولى يشكل خللا كبيرا في مشروع النهوض النسوي وفي إنتاج الواقع الأصيل في حركة المرأة المسلمة المعاصرة.
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته الحمد للّه رب العالمين وأفضل الصلوات على سيد الأنبياء والمرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مرت قبل أيام ذكرى ولادة السيدة والحوراء زينب ابنة أمير المؤمنين عليهما السلام، ونحن الان في ذكرى شهادة الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء عليها السلام.
وهنا نطرح سؤالا:
• كم هو حضور الزهراء والحوراء في ثقافة المرأة اليوم؟ -والحديث عن المرأة التي تنتمي إلى الإسلام وإلى مجتمعات المسلمين-.
• هذه المرأة في ثقافتها، في قيمها، في أعرافها، في أنماط سلوكها، هل أعطت للزهراء والحوراء حضورا يذكر؟ بمعنى آخر: هل نلمس في ثقافة هذه المرأة شيئا من ثقافة الزهراء والحوراء.
• وهل نلمس في قيم هذه المرأة شيئا من قيم الزهراء والحوراء؟
• وهل نلمس في أعراف هذه المرأة شيئا من أعراف الزهراء والحوراء؟
• وهل نلمس في أنماط سلوك هذه المرأة شيئا من سلوك الزهراء والحوراء؟
في الإجابة عن هذه التساؤلات نحاول أن نصنف الواقع النسائي المعاصر في مجتمعاتنا الإسلامية إلى عدة أصناف:
الصنف الأول:
نمط من النساء تنكرت كلّ التنكر للإسلام وثقافته وأعرافه وكل توجيهاته واتجهن إلى الثقافة الدخيلة على مجتمعاتنا الإسلامية والقيم الدخيلة، والأعراف الدخيلة، والأنماط السلوكية الدخيلة.
هذا النمط من النساء يمثلن حالات ((التغريب الثقافي)) وحالات ((التغريب الأخلاقي)) بما يعبر عنه هذا التغريب الثقافي والأخلاقي من مصادرة لهوية المرأة المسلمة وانتمائها وأصالتها.
وقد اعتمد هذا الخط التغريبي مجموعة أدوات ومناهج وأساليب للعبث بثقافة المرأة وقيمها وأعرافها وأنماط سلوكها الأصيلة، وتحت شعارات خادعة وكاذبة تزعم أنها تدافع عن حقوق المرأة وكرامة المرأة، وتزعم أنها تريد النهوض بالمرأة وإنقاذها من واقع التخلف والجهل، ومن واقع الظلم والاستعباد.
وقد روجت لهذه التوجه التغريبي ((سياسات الأنظمة)) الحاكمة والتي لا تريد للإسلام الحقيقي أن يكون حاضرا في حياة الشعوب المسلمة، صحيح أن هذه الأنظمة تنتمي إلى الإسلام، وتحمل دساتيرها التأكيد على أن دين الدولة الإسلام، وأن الشريعة تشكل مصدرا من مصادر التشريع عندها، إلا أن واقع هذه الأنظمة يبرهن بكل وضوح على حالات التنافي مع الإسلام، ولست في حاجة أن أطرح الأمثلة التي تؤكد هذه الحقيقة، فها أنتم تشاهدون الانتهاكات الصارخة لأحكام الإسلام وقيم الإسلام في ظل أنظمة الحكم التي تهيمن على مجتمعات المسلمين.
وحتى البقية الباقية مما ترك للإسلام ولأحكام الشريعة، بدأ السطو عليه تحت مسمى ((التقنين)) كما هو الأمر مع ((الأحوال الشخصية)) والتي تم إخضاعها للمؤسسة الوضعية في الكثير من مجتمعات المسلمين مما أنتج أحكاما تتنافى مع أحكام الشريعة.
وقد قلنا مرارا وتكرار إننا لا نعارض أن تصاغ ((الأحكام الخاصة بالأحوال الشخصية)) صوغا قانونيا، إلا أننا طالبنا ولا زلنا نصير أن توفر الضمانات التي تحمي الأحكام من العبث والتغيير والتبديل، وقد حددنا هذه الضمانات بكل وضوح.
لست هنا في صدد معالجة هذا الموضوع، ما أريد أن أقوله أن سياسات الأنظمة الحاكمة مارست دورا كبير في الترويج لثقافة التغريب، وقيم التغريب، وأعراف التغريب، وأنماط السلوك المتغرب، من خلال المناهج، والإعلام، وكل المؤسسات الثقافة والاجتماعية والسياحية.
إلى جانب سياسات الأنظمة الحاكمة، كان للجمعيات النسائية التي تنتهج النهج التغريبي دورها الكبير في الترويج لثقافة التغريب، وقيم التغريب، مما أنتج أعدادا كبيرة من نساء متغربات ثقافيا وأخلاقيا.
ومن الطبيعي جدا أن هذا النمط من النساء لا يشكلن الدين، ولا لنماذج الدين حضورا في ثقافتهن ولا في قيمهن، ولا في أعرافهن، ولا في أنماط سلوكهن.
إلا بالمقدار الذي لا يضعهن أما صادمة حادة أمام المجتمعات التي تنتمي للدين وثقافتها، ومن الطبيعي أيضا أن لا يكون للزهراء والحوراء أي حضور في واقع هذا النمط من النساء ثقافةً وقيماً أعرافاً وسلوكاً.
الصنف الثاني من النساء:
نمط ينتمي إلى الدين وثقافة الدين كما هي الغالبية من نساء المسلمين، إلا أنه مع الأسف لا نجد للزهراء والحوراء حضورا يذكر لذا هذا النمط، حتى على المستوى الثقافي ولعل هذا ناتج عن سبب مهم وهو سياسة التعتيم والإقصاء لمدرسة أهل البيت عليهم السلام، مما شكل غيابا واضحا لثقافة هذه المدرسة ولرموز هذه المدرسة في واقع مساحة كبيرة جدا من أبناء المسلمين، ليس لأن هؤلاء لا يحبون أهل البيت ولا يحترمون أهل البيت عليهم السلام، كل المسلمين يحملون إلا من شذ يحملون كل الحب والتقديس لأهل البيت النبي صلى الله عليه وآله إلا أن سياسة التعتيم والإقصاء التي تمارسها أنظم حكم ويمارسها علماء متعصبون ومؤسسات متطرفة وكتابات غير منصفة قد حالت بين هذه المساحة الكبيرة من المسلمين والاستفادة من مدرسة أهل البيت الكرام وإلا فكم هو الحضور لمدرسة أهل البيت، وثقافة أهل البيت، وشخصيات أهل البيت في مناهج التعليم، وفي برامج الإعلام وفي خطب المساجد؟
مدارس تحتضن منتمين لمدارس أهل البيت (عليهم السلام) بنسبة (مائة في المائة) لا يدرسون فقه الإمام الصادق عليه السلام[...].
لقد طالبنا بتعديل المناهج الدينية في المدارس[...]
أعود للقول:
إن سياسة التعتيم والإقصاء والتمييز قد حرفت نسبة كبيرة من أبناء هذه الأمة من أن تستفيد من مدرسة أهل البيت عليهم السلام، ومن استحضار رموز وشخصيات هذه المدرسة في واقع الثقافة التي توجه حياة المسلمين، لذلك لا نجد للزهراء والحوراء وهما النموذجان الإسلاميان اللذان يشكلان القدوة والأسوة والمثل الأعلى لكل نساء الأمة، لا نجد لهما الحضور الحقيقي في الثقافة التي تربي أجيال المرأةـ وتصوغ قيمها، وتؤصل حركتها، وتحصن كل واقعها في مواجهة ثقافات التغريب والمصادرة.
عن النهوض الحقيقي بمسيرة المرأة المسلمة في هذا العصر، يفرض استدعاء واستحضار نماذج الإسلام الأولى من أمثال الزهراء وخديجة وزينب ابنة أمير المؤمنين، وإن الإصرار على تغييب هذه النماذج الأولى يشكل خللا كبيرا في مشروع النهوض النسوي وفي إنتاج الواقع الأصيل في حركة المرأة المسلمة المعاصرة.
تعليق