السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وال محمد
***************************
ولد الإمام القاسم ((عليه السلام) ) عام 150 هـ وقيل في (تثقيف الامة بسيرة ابناء الائمة ص353) في المدينة المنورة في اول شهر محرم وعاصر خلال حياته الشريفة أربعة من خلفاء بني العباس وهم المنصور المهدي الهادي و الرشيد لم تحدّد لنا المصادر تاريخ يوم ولادته فهوا لقاسم بن الامام موسى بن جعفر(عليهما السلام) والدته تكتم وهي من أهل المغرب وهي ام الامام الرضا(ع) وأخته السيدة الجليلة الفاضلة فاطمة بنت الإمام موسى الكاظم ((عليه السلام) ) المعروفة بمعصومة قم المقدسة.اقول: من انها تكنى ب(ام البنين)
{منزلته عند الامام الكاظم}
روى الكليني بسنده عن الإمام الكاظم ((عليه السلام) انه قال لأبي عُمارة: أُخبرك يا أبا عُمارة أنّي خرجتُ من منزلي فأوصيتُ إلى ابني عليّ الإمام الرضا صلوات الله عليه وأشركتُ معه بَنِيَّ في الظاهر وأوصَيتُه في الباطن وأفرَدتُه وحدَه ولو كان الأمر إليّ جعلتُه ( أي أمر الإمامة ) في القاسم ابني لحبّي إيّاه ورأفتي عليه ولكنّ ذلك إلى الله تعالى يجعله حيث يشاء.ولقد جاءني بخبره رسول الله (ص واله) قال : وقال لي : ولو كانت الامامة بالمحبة لكان اسماعيل احب إلي ابيك منك ولكن ذلك إلي الله عز وجل . ( إعلام الورى بأعلام الهدى للطبرسي 48:2، الكافي للكليني 250:1 / ح14 باب النص على امام الرضا((عليه السلام )). وكثر المحبة لولد دون الاخر لا تنافي العصمة لأنه أمر غريزي يجبل عليه الإنسان وهذا الخبر يدل على أن القاسم والإمام الرضا(عليهما السلام ) كانا ومقارنين بالسن وحتى يلبس على العباسيين أمر الإمام ادرجه مع اخيه الإمام الرضا ((عليه السلام) ) وإدراجه مع اخيه الإمام الرضا في الامامة دلالة على عظم منزلته وانه يأتي بعد اخيه الإمام بالفضل والعلم .
وقد كان الإمام القاسم ((عليه السلام) ) عالما جليل القدر رفيع المنزلة وكان أبوه الإمام الكاظم ((عليه السلام) ) يحبه حبا شديدا وادخله في وصاياه وأطلعه على صدقاته .وهذا فيه دلالة واضحة على فقه القاسم وعلميته وفي رواية أبي سليمان الجعفري الواردة في بحار الأنوار انه قال كنا عند الامام الكاظم ((عليه السلام) ) في المدينة ساعة احتضار ولده إبراهيم فقال ((عليه السلام) ) لولده القاسم قم وأقرأ عند رأس أخيك (والصافات ) فقلنا بابن رسول الله عهدنا إذا احتضر المرء يقرأ عند رأسه (يس) فأجاب القاسم ((عليه السلام) ) ما قرأت عند مكروب إلا نفس الله كربه .(الكافي ج3 ص126ح5) وهذا يدل على علم القاسم وعلو قدره بل هو من خواص ابيه الإمام الكاظم ((عليه السلام) ) .
وذكر الرجالي الكبير السيد الامام الخوئي (قده) في معجمه قال : القاسم بن موسى بن جعفر : عليهما السلام : ذكره المفيد في الارشاد باب ذكر عدد أولاده عليه السلام وطرف من أخبارهم وقال في ذيل الباب : ولكل واحد من ولد أبي الحسن موسى عليه السلام فضل ومنقبة مشهورة.وقد جعله الامام موسى بن جعفر (عليه السلام) متوليا على صدقته بعد وفاة على او ابراهيم الكافي ج7 ب صدقات النبي صلى الله عليه واله 35 ح8 والفقيه باب الوقف والصدقة والنحل ح647.رواها في العيون ج1
وجاء في كتاب مستدركات علم رجال الحديث - الشيخ علي النمازي الشاهر ودي - ج 6 - ص 262 -تحت تسلسل (11814) قال : القاسم بن موسى بن جعفر بن محمد الصادق عليهم السلام : لم يذكروه . سيد جليل القدر كان يحبه أبوه ويرأف به كما يظهر من الرواية التي رواها المامقاني وما في الكافي ج 1 باب الإشارة والنص على أبي الحسن الرضا عليه السلام ص 314 عن يزيد بن سليط عن الكاظم عليه السلام في حديث شريف بعد بيان النص على الرضا عليه السلام : ولو كان الأمر إلي لجعلته في القاسم ابني لحبي إياه ورأفتي عليه . ولكن ذلك إلى الله عز وجل يجعله حيث يشاء
{مدة حياته مع ابيه واخيه عليهم السلام }
عاش سيدنا القاسم ((عليه السلام) ) مع والده الإمام الكاظم((عليه السلام) ) تقريبا(24) عاما اذا قلنا انه ولد سنة (155هـ) إلي سنة (179هـ) وهي سنة اخذ الإمام الكاظم ((عليه السلام) ) مقيدا إلي البصرة وعاش مع اخيه الإمام الرضا((عليه السلام) ) (4) سنوات وهي مدة حبس الإمام الكاظم في البصرة وبغداد و(6) سنوات مع اخيه الإمام الرضا((عليه السلام) ) تقريبا إلي يوم وفاته (رض) في منطقة سورى .(تثقيف الامة ص355)
{نزوله في منطقة سورا وإخفاء نسبه}
ولمّا استُشهد الإمام موسى الكاظم سلام الله عليه في سجن هارون الرشيد توارى القاسم عن الأعداء وهاجر((عليه السلام) ) من مدينة جده المصطفى ((صلى الله عليه وآله) ) صوب العراق مع القوافل التجارية التي فارقها عند مشارف الكوفة ليسير بمحاذاة نهر الفرات قاطعاً المسافات الطوال تاركا كل قرية أو مدينة يمر بها حتى وصل إلى منطقة سورى إذ وجد بنتين تستقيان الماء فقالت أحداهن للأخرى ( لا وحق صاحب بيعة الغدير ما كان الأمر كذا وكذا فسر لسماع هذا القسم وتقدم باستحياء ليسأل التي أقسمت (من تعنين بصاحب بيعة الغدير ؟)
فأجابته انه سيدي ومولاي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه أفضل الصلاة والسلام ) عندها أطمأن قلبه وهفت نفسه لأهل هذا الحي الذي يسمى (حي باخمرا ) نسبة الى كثرة خمار الطين (وهو التراب المخلوط بالماء والتبن المستخدم في البناء والملج واللبخ ) .طلب القاسم ((عليه السلام) ) من البنت صاحبة القسم ان تدله على مضيف رئيس الحي واستجابت لطلبه قائلة (إن رئيس الحي هو أبي ) والذي رحب بدوره بالقاسم ((عليه السلام) ) وأحسن ضيافته وانتظر القاسم ((عليه السلام) ) حتى مضت ثلاثة أيام.
{عمله في منطقة (سورى)}
فلما كان اليوم الرابع دنى القاسم من الشيخ وقال له : يا شيخ أنا سمعت ممن سمع من رسول الله أن الضيف ثلاثة وما زاد على ذلك يأكل صدقة وأني أكره أن آكل الصدقة وأني أريد أن تختار لي عملا أشتغل فيه لئلا يكون ما آكله صدقة فقال الشيخ : أختر لك عملا فقال له القاسم : اجعلني أسقي الماء في مجلسك فبقي القاسم على هذا إلى إن كانت ذات ليله خرج الشيخ في نصف الليل في قضاء حاجة له فرأى القاسم صافا قدميه ما بين قائم وقاعد وراكع وساجد فعظم في نفسه وجعل الله محبة القاسم في قلب الشيخ . فجذب الإمام القاسم((عليه السلام) ) بورعه وتقواه وعبادته وعلمه أنظار اهل الحي وفي مقدمتهم رئيسهم الذي يوليه اهتماما بالغا وكان كلما تفقده ليلا وجده صافا قدميه قائما قاعدا راكعا ساجدا ونوره ساطع الى عنان السماء ثم انه يمضي نهاره صائما غالب الأيام
{علو شأنه بين الناس وكراماته}
ظهرت من الامام القاسم ((عليه السلام) ) كرامات وصفات لم تجتمع لشخص خلال وجوده في الحي فقد وفرت مياههم وزادت غلتهم وبورك في مجهود إضافة إلى ما تمتع به ((عليه السلام) ) من حسن شمائل وطيب معشر وسمو أخلاق وغزارة علم أفاضت على أهل الحي .
ناهيك عن شجاعة القاسم ((عليه السلام) ) التي وصلت أن يرد بمفرده ما سلبه الغزاة من الحي بعد ان قاتلهم وشتت جمعهم إذا وقعت الحادثة بغياب رجال الحي واستنجاد النسوة بالقاسم ((عليه السلام) ) الذي تبع الغزاة واسترجع ما بأيديهم لتقص النساء ما حدث للرجال عند عودتهم وما كان من شجاعته ونخوته فاكبروا مقامه وأجلّوا شخصه أكثر .
اللهم صل على محمد وال محمد
***************************
ولد الإمام القاسم ((عليه السلام) ) عام 150 هـ وقيل في (تثقيف الامة بسيرة ابناء الائمة ص353) في المدينة المنورة في اول شهر محرم وعاصر خلال حياته الشريفة أربعة من خلفاء بني العباس وهم المنصور المهدي الهادي و الرشيد لم تحدّد لنا المصادر تاريخ يوم ولادته فهوا لقاسم بن الامام موسى بن جعفر(عليهما السلام) والدته تكتم وهي من أهل المغرب وهي ام الامام الرضا(ع) وأخته السيدة الجليلة الفاضلة فاطمة بنت الإمام موسى الكاظم ((عليه السلام) ) المعروفة بمعصومة قم المقدسة.اقول: من انها تكنى ب(ام البنين)
{منزلته عند الامام الكاظم}
روى الكليني بسنده عن الإمام الكاظم ((عليه السلام) انه قال لأبي عُمارة: أُخبرك يا أبا عُمارة أنّي خرجتُ من منزلي فأوصيتُ إلى ابني عليّ الإمام الرضا صلوات الله عليه وأشركتُ معه بَنِيَّ في الظاهر وأوصَيتُه في الباطن وأفرَدتُه وحدَه ولو كان الأمر إليّ جعلتُه ( أي أمر الإمامة ) في القاسم ابني لحبّي إيّاه ورأفتي عليه ولكنّ ذلك إلى الله تعالى يجعله حيث يشاء.ولقد جاءني بخبره رسول الله (ص واله) قال : وقال لي : ولو كانت الامامة بالمحبة لكان اسماعيل احب إلي ابيك منك ولكن ذلك إلي الله عز وجل . ( إعلام الورى بأعلام الهدى للطبرسي 48:2، الكافي للكليني 250:1 / ح14 باب النص على امام الرضا((عليه السلام )). وكثر المحبة لولد دون الاخر لا تنافي العصمة لأنه أمر غريزي يجبل عليه الإنسان وهذا الخبر يدل على أن القاسم والإمام الرضا(عليهما السلام ) كانا ومقارنين بالسن وحتى يلبس على العباسيين أمر الإمام ادرجه مع اخيه الإمام الرضا ((عليه السلام) ) وإدراجه مع اخيه الإمام الرضا في الامامة دلالة على عظم منزلته وانه يأتي بعد اخيه الإمام بالفضل والعلم .
وقد كان الإمام القاسم ((عليه السلام) ) عالما جليل القدر رفيع المنزلة وكان أبوه الإمام الكاظم ((عليه السلام) ) يحبه حبا شديدا وادخله في وصاياه وأطلعه على صدقاته .وهذا فيه دلالة واضحة على فقه القاسم وعلميته وفي رواية أبي سليمان الجعفري الواردة في بحار الأنوار انه قال كنا عند الامام الكاظم ((عليه السلام) ) في المدينة ساعة احتضار ولده إبراهيم فقال ((عليه السلام) ) لولده القاسم قم وأقرأ عند رأس أخيك (والصافات ) فقلنا بابن رسول الله عهدنا إذا احتضر المرء يقرأ عند رأسه (يس) فأجاب القاسم ((عليه السلام) ) ما قرأت عند مكروب إلا نفس الله كربه .(الكافي ج3 ص126ح5) وهذا يدل على علم القاسم وعلو قدره بل هو من خواص ابيه الإمام الكاظم ((عليه السلام) ) .
وذكر الرجالي الكبير السيد الامام الخوئي (قده) في معجمه قال : القاسم بن موسى بن جعفر : عليهما السلام : ذكره المفيد في الارشاد باب ذكر عدد أولاده عليه السلام وطرف من أخبارهم وقال في ذيل الباب : ولكل واحد من ولد أبي الحسن موسى عليه السلام فضل ومنقبة مشهورة.وقد جعله الامام موسى بن جعفر (عليه السلام) متوليا على صدقته بعد وفاة على او ابراهيم الكافي ج7 ب صدقات النبي صلى الله عليه واله 35 ح8 والفقيه باب الوقف والصدقة والنحل ح647.رواها في العيون ج1
وجاء في كتاب مستدركات علم رجال الحديث - الشيخ علي النمازي الشاهر ودي - ج 6 - ص 262 -تحت تسلسل (11814) قال : القاسم بن موسى بن جعفر بن محمد الصادق عليهم السلام : لم يذكروه . سيد جليل القدر كان يحبه أبوه ويرأف به كما يظهر من الرواية التي رواها المامقاني وما في الكافي ج 1 باب الإشارة والنص على أبي الحسن الرضا عليه السلام ص 314 عن يزيد بن سليط عن الكاظم عليه السلام في حديث شريف بعد بيان النص على الرضا عليه السلام : ولو كان الأمر إلي لجعلته في القاسم ابني لحبي إياه ورأفتي عليه . ولكن ذلك إلى الله عز وجل يجعله حيث يشاء
{مدة حياته مع ابيه واخيه عليهم السلام }
عاش سيدنا القاسم ((عليه السلام) ) مع والده الإمام الكاظم((عليه السلام) ) تقريبا(24) عاما اذا قلنا انه ولد سنة (155هـ) إلي سنة (179هـ) وهي سنة اخذ الإمام الكاظم ((عليه السلام) ) مقيدا إلي البصرة وعاش مع اخيه الإمام الرضا((عليه السلام) ) (4) سنوات وهي مدة حبس الإمام الكاظم في البصرة وبغداد و(6) سنوات مع اخيه الإمام الرضا((عليه السلام) ) تقريبا إلي يوم وفاته (رض) في منطقة سورى .(تثقيف الامة ص355)
{نزوله في منطقة سورا وإخفاء نسبه}
ولمّا استُشهد الإمام موسى الكاظم سلام الله عليه في سجن هارون الرشيد توارى القاسم عن الأعداء وهاجر((عليه السلام) ) من مدينة جده المصطفى ((صلى الله عليه وآله) ) صوب العراق مع القوافل التجارية التي فارقها عند مشارف الكوفة ليسير بمحاذاة نهر الفرات قاطعاً المسافات الطوال تاركا كل قرية أو مدينة يمر بها حتى وصل إلى منطقة سورى إذ وجد بنتين تستقيان الماء فقالت أحداهن للأخرى ( لا وحق صاحب بيعة الغدير ما كان الأمر كذا وكذا فسر لسماع هذا القسم وتقدم باستحياء ليسأل التي أقسمت (من تعنين بصاحب بيعة الغدير ؟)
فأجابته انه سيدي ومولاي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه أفضل الصلاة والسلام ) عندها أطمأن قلبه وهفت نفسه لأهل هذا الحي الذي يسمى (حي باخمرا ) نسبة الى كثرة خمار الطين (وهو التراب المخلوط بالماء والتبن المستخدم في البناء والملج واللبخ ) .طلب القاسم ((عليه السلام) ) من البنت صاحبة القسم ان تدله على مضيف رئيس الحي واستجابت لطلبه قائلة (إن رئيس الحي هو أبي ) والذي رحب بدوره بالقاسم ((عليه السلام) ) وأحسن ضيافته وانتظر القاسم ((عليه السلام) ) حتى مضت ثلاثة أيام.
{عمله في منطقة (سورى)}
فلما كان اليوم الرابع دنى القاسم من الشيخ وقال له : يا شيخ أنا سمعت ممن سمع من رسول الله أن الضيف ثلاثة وما زاد على ذلك يأكل صدقة وأني أكره أن آكل الصدقة وأني أريد أن تختار لي عملا أشتغل فيه لئلا يكون ما آكله صدقة فقال الشيخ : أختر لك عملا فقال له القاسم : اجعلني أسقي الماء في مجلسك فبقي القاسم على هذا إلى إن كانت ذات ليله خرج الشيخ في نصف الليل في قضاء حاجة له فرأى القاسم صافا قدميه ما بين قائم وقاعد وراكع وساجد فعظم في نفسه وجعل الله محبة القاسم في قلب الشيخ . فجذب الإمام القاسم((عليه السلام) ) بورعه وتقواه وعبادته وعلمه أنظار اهل الحي وفي مقدمتهم رئيسهم الذي يوليه اهتماما بالغا وكان كلما تفقده ليلا وجده صافا قدميه قائما قاعدا راكعا ساجدا ونوره ساطع الى عنان السماء ثم انه يمضي نهاره صائما غالب الأيام
{علو شأنه بين الناس وكراماته}
ظهرت من الامام القاسم ((عليه السلام) ) كرامات وصفات لم تجتمع لشخص خلال وجوده في الحي فقد وفرت مياههم وزادت غلتهم وبورك في مجهود إضافة إلى ما تمتع به ((عليه السلام) ) من حسن شمائل وطيب معشر وسمو أخلاق وغزارة علم أفاضت على أهل الحي .
ناهيك عن شجاعة القاسم ((عليه السلام) ) التي وصلت أن يرد بمفرده ما سلبه الغزاة من الحي بعد ان قاتلهم وشتت جمعهم إذا وقعت الحادثة بغياب رجال الحي واستنجاد النسوة بالقاسم ((عليه السلام) ) الذي تبع الغزاة واسترجع ما بأيديهم لتقص النساء ما حدث للرجال عند عودتهم وما كان من شجاعته ونخوته فاكبروا مقامه وأجلّوا شخصه أكثر .
تعليق