بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
حنان الأم الزائد من الممكن أن يكون سببا في تمادي أبنائها في الخطأ، خصوصا أن هناك عددا كبيرا من الأمهات اللواتي يخبئن على أزواجهن سلوكيات أبنائهن الخاطئة، فيكون الحنان والخوف عليهم من ردة فعل الأب سببا في تمادي الأبناء في السلوك غير الصحيح.
يبين خبراء تربويون أن الطريقة المثلى لتربية الأبناء تربية سليمة تكون من خلال تشاركية الأب والأم فيها، بطريقة تراعي النواحي النفسية والجسدية للأبناء، وتطور مراحلهم العمرية.
تقول الأربعينية أم علاء "أحتار في سلوك أبنائي المراهقين، فهم طائشون، ولا يفكرون بطريقة مناسبة، أو حتى على ما تربوا عليه في طفولتهم".
وتبين أنها تقوم في كثير من الأحيان بالتغطية على تصرفاتهم الخاطئة أمام والدهم الذي لا يسيطر على أعصابه، فهو يكره التدخين، ولا يستوعب أن يكون لديه ابن يدخن، والحال أن ابنها البكر يدخن، وهي لا تستطيع إخبار والده بما يفعل، خوفا منها على الاثنين معا.
وتلفت إلى أن سلوك زوجها الانفعالي بشكل دائم يجعلها تقف حائرة أمامه، فهو لا يعرف إلا التعزير والمنع والقسوة، ولا يتفهم الأمر فيعمل على تقويم الخطأ من دون ضرب، أو مقاطعة أو حتى باللجوء إلى حرمانهم مما يحبون، معتقدة أن الاستمرار في التعامل مع هذا الوضع بهذا الأسلوب قد يجعل الأمر يزداد سوءا، خصوصا وأن أبناءها ما يزالون في مرحلة المراهقة وإثبات الشخصية.
وعن تجربتها، تقول رابعة طوالبة "لدي أربعة أبناء ذكور، تتراوح أعمارهم بين (16 و26 عاما)، وأعترف أني لا أعرف ما السلوك الصحيح الذي ينبغي أن ألجأ إليه: هل أداري على أفعالهم، أم أكون جريئة فأصارح والدهم بها؟!".
وتلفت إلى أنها اكتشفت مؤخرا أن ابنها يستأجر سيارات، ويتغيب عن محاضراته في الجامعة ليقضي وقتا يستمتع فيه بقيادة السيارة برفقة أصدقائه.
وفي المقابل، تعترف طوالبة أنها مخطئة في كتمان مثل هذه المعلومة، وهي من تتحمل المسؤولية الكبرى في كتمان هذا التصرف عن زوجها، لكنها تعلم أن مثل هذا الخبر سيضر زوجها المريض بضغط الدم المرتفع، والذي "يفور لأتفه الأسباب"، على حد قولها.
في حين رأت سلمى غرايبة عندما اكتشفت أن ابنها يهرب من مدرسته ليقف أمام مدارس الفتيات، أن توبخه في البداية قبل أن تخبر والده بفعلته إذا لم يتب عن خطئه ويراجع سلوكه.
وجاء اليوم الذي فاتحت فيه زوجها بسلوك ابنها الخاطئ، بعد أن شرحت له أن الولد يمر بفترة مراهقة التي يمر بها الجميع، داعية إياه لأن يقدر هذا العمر وظروفه، وأن يسعى إلى توجيهه نحو السلوك الصحيح، لكن ردة فعل زوجها جاءت كما توقعتها ليّنة وهادئة ومقنعة.
وعن تجربة، يقول العشريني يوسف عوض "أمي امرأة جيدة وحنونة، إلا أن حبها الشديد لي وخوفها من ردة فعل والدي الذي لو علم أني طالب كسول في دراستي لغضب وضربني، يجعلها تفضل كتمان علاماتي عنه، آملة في أن تتحسن علاماتي فيما بعد".
واليوم يحمّل يوسف الذي يعمل سائق تاكسي، أمه مسؤولية عدم إتمامه الدراسة، لأنه لم يجد منها الحزم في طفولته، وفي مرحلة المراهقة.
اختصاصيون يؤكدون "أن إخفاء الزوجة أخطاء أبنائها والتستر عليهم، سببهما دوافع نفسية عديدة، لكن من المؤكد أن هذا السلوك سوف يحدث خللا اجتماعيا في حياة الأبناء في المستقبل".
ويبين اختصاصي علم النفس د.محمد حباشنة، أن الأم كثيرة العواطف، وهي دائما تحمل مسؤولية الأبناء بشكل أكبر من الأب الذي يقضي معظم وقته خارج المنزل، لكن عطف الأم المفرط لا يحمي الأبناء إلا لحين فقط، لأن عواقبه السيئة أو الوخيمة لا تظهر إلا بعد حين.
ويؤكد حباشنة أن هذه الدوافع تتجسد أكثر عندما تكون العلاقة بين الزوج والزوجة غير مستقرة، وفي ظل غياب الحوار بينهما، فتكون الأم أكثر خوفا على أبنائها من أبيهم، لاعتقادها بأنها تستطيع حل المشكلة من دون اللجوء إلى الأب، ولاعتقادها الخاطئ أن أبناءها جزء من هويتها وحدها، ولذلك ترى في هذا الاعتقاد دافعا قويا للاعتماد على نفسها في تعديل سلوك أبنائها.
وفي هذا السياق، يقول اختصاصي علم الاجتماع، د.محمد جريبيع، إن الأصل في هذا السلوك هو التنشئة الخاطئة للأم والأب معا، ولعدم وجود التوافق بينهما، ولانعدام جسور الثقة بين الطرفين.
ويؤكد أنه يجب أن تكون ثقافة الأم عالية والوعي كبيرا بأن الحياة الزوجية هي حياة تشاركية، وأن التفاهم والصدق من أهم مقوماتها.
وعلى الأم أن تكون شخصا قويا فعالا، وأن تعرف متى تغلب عاطفتها على عقلها، وعليها أن تعلم أن تربية الأبناء تربية صالحة واجب وحق تشترك فيهما مع زوجها.
ومن وجهة نظر تربوية، يقول التربوي د.محمد أبوالسعود "أهم شيء في التربية السلمية أن يكون الأب على دراية تامة بما يقوم به أبناؤه، وأن يتصرف معهم بناء على ذلك، وإن لم يفعل ستفقد الزوجة ثقتها فيه".
وعلى الأم التي تداري خطأ الابن وأن تعلم أنه عندما يعرف ابنها أنها تخفي أمره عن والده، فإن ذلك يعرضه لأن يفقد هو أيضا بعضا من ثقته فيها.
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
حنان الأم الزائد من الممكن أن يكون سببا في تمادي أبنائها في الخطأ، خصوصا أن هناك عددا كبيرا من الأمهات اللواتي يخبئن على أزواجهن سلوكيات أبنائهن الخاطئة، فيكون الحنان والخوف عليهم من ردة فعل الأب سببا في تمادي الأبناء في السلوك غير الصحيح.
يبين خبراء تربويون أن الطريقة المثلى لتربية الأبناء تربية سليمة تكون من خلال تشاركية الأب والأم فيها، بطريقة تراعي النواحي النفسية والجسدية للأبناء، وتطور مراحلهم العمرية.
تقول الأربعينية أم علاء "أحتار في سلوك أبنائي المراهقين، فهم طائشون، ولا يفكرون بطريقة مناسبة، أو حتى على ما تربوا عليه في طفولتهم".
وتبين أنها تقوم في كثير من الأحيان بالتغطية على تصرفاتهم الخاطئة أمام والدهم الذي لا يسيطر على أعصابه، فهو يكره التدخين، ولا يستوعب أن يكون لديه ابن يدخن، والحال أن ابنها البكر يدخن، وهي لا تستطيع إخبار والده بما يفعل، خوفا منها على الاثنين معا.
وتلفت إلى أن سلوك زوجها الانفعالي بشكل دائم يجعلها تقف حائرة أمامه، فهو لا يعرف إلا التعزير والمنع والقسوة، ولا يتفهم الأمر فيعمل على تقويم الخطأ من دون ضرب، أو مقاطعة أو حتى باللجوء إلى حرمانهم مما يحبون، معتقدة أن الاستمرار في التعامل مع هذا الوضع بهذا الأسلوب قد يجعل الأمر يزداد سوءا، خصوصا وأن أبناءها ما يزالون في مرحلة المراهقة وإثبات الشخصية.
وعن تجربتها، تقول رابعة طوالبة "لدي أربعة أبناء ذكور، تتراوح أعمارهم بين (16 و26 عاما)، وأعترف أني لا أعرف ما السلوك الصحيح الذي ينبغي أن ألجأ إليه: هل أداري على أفعالهم، أم أكون جريئة فأصارح والدهم بها؟!".
وتلفت إلى أنها اكتشفت مؤخرا أن ابنها يستأجر سيارات، ويتغيب عن محاضراته في الجامعة ليقضي وقتا يستمتع فيه بقيادة السيارة برفقة أصدقائه.
وفي المقابل، تعترف طوالبة أنها مخطئة في كتمان مثل هذه المعلومة، وهي من تتحمل المسؤولية الكبرى في كتمان هذا التصرف عن زوجها، لكنها تعلم أن مثل هذا الخبر سيضر زوجها المريض بضغط الدم المرتفع، والذي "يفور لأتفه الأسباب"، على حد قولها.
في حين رأت سلمى غرايبة عندما اكتشفت أن ابنها يهرب من مدرسته ليقف أمام مدارس الفتيات، أن توبخه في البداية قبل أن تخبر والده بفعلته إذا لم يتب عن خطئه ويراجع سلوكه.
وجاء اليوم الذي فاتحت فيه زوجها بسلوك ابنها الخاطئ، بعد أن شرحت له أن الولد يمر بفترة مراهقة التي يمر بها الجميع، داعية إياه لأن يقدر هذا العمر وظروفه، وأن يسعى إلى توجيهه نحو السلوك الصحيح، لكن ردة فعل زوجها جاءت كما توقعتها ليّنة وهادئة ومقنعة.
وعن تجربة، يقول العشريني يوسف عوض "أمي امرأة جيدة وحنونة، إلا أن حبها الشديد لي وخوفها من ردة فعل والدي الذي لو علم أني طالب كسول في دراستي لغضب وضربني، يجعلها تفضل كتمان علاماتي عنه، آملة في أن تتحسن علاماتي فيما بعد".
واليوم يحمّل يوسف الذي يعمل سائق تاكسي، أمه مسؤولية عدم إتمامه الدراسة، لأنه لم يجد منها الحزم في طفولته، وفي مرحلة المراهقة.
اختصاصيون يؤكدون "أن إخفاء الزوجة أخطاء أبنائها والتستر عليهم، سببهما دوافع نفسية عديدة، لكن من المؤكد أن هذا السلوك سوف يحدث خللا اجتماعيا في حياة الأبناء في المستقبل".
ويبين اختصاصي علم النفس د.محمد حباشنة، أن الأم كثيرة العواطف، وهي دائما تحمل مسؤولية الأبناء بشكل أكبر من الأب الذي يقضي معظم وقته خارج المنزل، لكن عطف الأم المفرط لا يحمي الأبناء إلا لحين فقط، لأن عواقبه السيئة أو الوخيمة لا تظهر إلا بعد حين.
ويؤكد حباشنة أن هذه الدوافع تتجسد أكثر عندما تكون العلاقة بين الزوج والزوجة غير مستقرة، وفي ظل غياب الحوار بينهما، فتكون الأم أكثر خوفا على أبنائها من أبيهم، لاعتقادها بأنها تستطيع حل المشكلة من دون اللجوء إلى الأب، ولاعتقادها الخاطئ أن أبناءها جزء من هويتها وحدها، ولذلك ترى في هذا الاعتقاد دافعا قويا للاعتماد على نفسها في تعديل سلوك أبنائها.
وفي هذا السياق، يقول اختصاصي علم الاجتماع، د.محمد جريبيع، إن الأصل في هذا السلوك هو التنشئة الخاطئة للأم والأب معا، ولعدم وجود التوافق بينهما، ولانعدام جسور الثقة بين الطرفين.
ويؤكد أنه يجب أن تكون ثقافة الأم عالية والوعي كبيرا بأن الحياة الزوجية هي حياة تشاركية، وأن التفاهم والصدق من أهم مقوماتها.
وعلى الأم أن تكون شخصا قويا فعالا، وأن تعرف متى تغلب عاطفتها على عقلها، وعليها أن تعلم أن تربية الأبناء تربية صالحة واجب وحق تشترك فيهما مع زوجها.
ومن وجهة نظر تربوية، يقول التربوي د.محمد أبوالسعود "أهم شيء في التربية السلمية أن يكون الأب على دراية تامة بما يقوم به أبناؤه، وأن يتصرف معهم بناء على ذلك، وإن لم يفعل ستفقد الزوجة ثقتها فيه".
وعلى الأم التي تداري خطأ الابن وأن تعلم أنه عندما يعرف ابنها أنها تخفي أمره عن والده، فإن ذلك يعرضه لأن يفقد هو أيضا بعضا من ثقته فيها.