حبُّ الوطن في الإسلام
وقد حرص الإسلام في تربيته على تعزيز هذا الحبّ وتعيمقه، وفي ذلك ورد: "حبُّ الوطن من الإيمان".
لذا، لم يكن غريباً أن يسكن هذا الحبّ ويتوطَّن في قلب رسول الله(ص)، حتى وهو يواجه المصاعب والأخطار من أهل وطنه، فقد ورد في السّيرة النبويّة، أنَّ رسول الله(ص) لما خرج من وطنه مكَّة إلى المدينة، وقبل أن يتجاوز حدود مكَّة، توجَّه إليها قائلاً: "ما أطيبك من بلد وأحبَّك إليَّ! ولولا أنَّ قومي أخرجوني منك، ما سكنت غيرك"، رغم أنّه لاقى ما لاقى من أهلها، حتى وصل الأمر إلى قرارهم باغتياله.
وتضيف السّيرة النبويَّة، أنَّ رسول الله لما بلغ الجحفة وهو في طريقه إلى المدينة، اشتدَّ حنينه وشوقه إلى مكَّة، فأنزل الله عليه قرآناً ليطمئنه، فقال: {إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ}، أي لرادّك إلى مكَّة التي أخرجك أهلها منها. وعندما وصل رسول الله(ص) إلى المدينة واستقرَّ فيها، كان دعاؤه: "اللّهمَّ حبّب إلينا المدينة كحبّ مكَّة".
وورد عن الإمام عليّ(ع): "من كرم المرء، بكاؤه على ما مضى من زمانه، وحنينُهُ إلى أوطانه، وحفظه قديم إخوانه". فالإنسان يحظى بالكرامة إن بقي حنينه لوطنه.
والقرآن الكريم حفل بالكثير من الآيات الّتي أظهرت موقع الوطن في حسابات الله سبحانه، عندما اعتبر أنَّ إخراج الإنسان من وطنه، يبرِّر له الجهاد والتّضحية بالنّفس العزيزة من أجله {قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ الله وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا}
🌠🌠🌠🌠🌠🌠
تعليق