بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد واله الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لو رجعنا الى القران الكريم سوف نجد انه يصنّف الصحابة إلى اصناف مختلفة، فهو يتكلّم عن السابقين الأوّلين، والمبايعين تحت الشجرة، والمهاجرين المهجّرين عن ديارهم وأموالهم،وأصحاب الفتح، إلى غير ذلك من الأصناف المثالية، الذين يثني عليهم ويذكرهم بالفضل والفضيلة، وفي مقابل ذلك يذكر أصنافاً اُخرى يجب أن لا تغيب عن أذهاننا وتلك الأصناف هي التالية:
اللهم صلِ على محمد واله الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لو رجعنا الى القران الكريم سوف نجد انه يصنّف الصحابة إلى اصناف مختلفة، فهو يتكلّم عن السابقين الأوّلين، والمبايعين تحت الشجرة، والمهاجرين المهجّرين عن ديارهم وأموالهم،وأصحاب الفتح، إلى غير ذلك من الأصناف المثالية، الذين يثني عليهم ويذكرهم بالفضل والفضيلة، وفي مقابل ذلك يذكر أصنافاً اُخرى يجب أن لا تغيب عن أذهاننا وتلك الأصناف هي التالية:
- المنافقون المعروفون1.
- المنافقون المتستّرون الذين لا يعرفهم النبىّ2.
- ضعفاء الإيمان ومرضى القلوب3.
- السمّاعون لأهل الفتنة4.
- المجموعة الذين خلطوا عملا صالحاً وآخر سيئاً5.
- المشرفون على الارتداد عندما دارت عليهم الدوائر6.
- الفاسق أو الفسّاق الذين لا يصدق قولهم ولا فعلهم7.
- المسلمون الذين لم يدخل الإيمان في قلوبهم8.
- المؤلّفة قلوبهم الذين يظهرون الإسلام ويتآلفون بدفع سهم من الصدقة إليهم لضعف يقينهم9.
- المولّون أمام الكفّار10.
هذه الأصناف إذا انضمّت إلى الأصناف المتقدّمة، تعرب عن أنّ صحابة النبىّ الأكرم لم يكونوا على نمط واحد، بل كانوا مختلفين من حيث قوّة الإيمان وضعفه، والقيام بالوظائف والتخلّي عنها، فيجب اخضاعهم لميزان العدالة الّذي توزن به أفعال جميع الناس، وعندئذ يتحقّق انّ الصحبة لا تعطي لصحابها منقبة إلاّ إذا كان أهلا لها، ومع ذلك فكيف يمكن رمي الجميع بسهم واحد واعطاء الدرجة الواحدة للجميع، وهذا هو رأي الشيعة فيهم، وهو نفس النتيجة الّتي يخرج بها الإنسان المتدبّر للقرآن الكريم .
2- إنّ الآيات الّتي تناولت المهاجرين والأنصار، وغيرهم بالمدح والثناء، لا تدلّ على أزيد من أنّهم كانوا حين نزول القرآن مُثلا للفضل والفضيلة ولكن الاُمور انّما تعتبر بخواتيمها، فيحكم عليهم ـ بعد نزول الآيات ـ بالصلاح والفلاح إذا بقوا على ما كانوا عليه من الصفات، وأمّا لو ثبت عن طريق السنّة أو التاريخ الصحيح انّه صدر عن بعضهم ما لا تحمد عاقبته، فحينئذ لا مندوحة لنا إلاّ الحكم بذلك، ولا يعد مثل ذلك معارضاً للقرآن الكريم لأنّه ناظر إلى أحوالهم في ظروف خاصّة، لافي جميع فصول حياتهم، فليس علينا رفع اليد عن السنّة والتاريخ الصحيح بحجّة أنّ القرآن الكريم مدحهم وأنّ اللّه رضي عنهم، لما عرفت من أنّ المقياس القاطع للقضاء هو دراسة جميع أحوالهم، فكم من مؤمن زلّ قدمه في الحياة، فعاد منافقاً، أو مرتدّاً، وكم من ضالّ شملته العناية الإلهية فبصر الطريق وصار رجلا إلهياً، وبالجملة فمن ثبت عن طريق الدليل الصحيح انحرافه وزيغه عن الصراط المستقيم وشوب ايمانه بالظلم والعيث والفساد، فيؤخذ بما هو الثابت في ذينك المصدرين، وأمّا من لم يثبت زيغه فلا نتكلّم في حقّه بشيء سوى ما أمر اللّه به سبحانه من طلب الرحمة لهم حيث قال: ﴿ ... رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ ... ﴾ 11.
3- ومن سوء الحظ انّ شرذمة قليلة من الصحابة، زلّت أقدامهم وانحرفوا عن الطريق، فلا تمس دراسة أحوال هؤلاء القليلين، وتبيين مواقفهم، وانحرافهم عن الطريق المستقيم بكرامة الباقين، ولعلّ عدد المنحرفين (غير المنافقين) لا يتجاوز العشرة إلاّ بقليل .
أفيسوغ في ميزان النصفة رمي الشيعة بأنّهم يكفّرون الصحابة ويفسّقونهم بحجّة أنّهم يدرسون حياة عدّة قليلة منهم ويذكرون مساوئ أعمالهم، وما يؤاخذ عليهم على ضوء الكتاب والسنّة والتاريخ الصحيح .
وما نسب إلى الحسن البصري فهو أولى بالاعراض عنه إذ لو كانت النجاة في ترك ذكرهم فلماذا اهتمّ ببيان أفعالهم وصفاتهم التاريخ المؤلّف بيد السلف الصالح الذين كانوا يحترمون الصحابة مثلما يحترمهم الخلف، فلو كان الحق ترك التكلّم فيهم واعذارهم بالاجتهاد، فلماذا وصف النبي الأكرم بعضهم بالارتداد، كما رواه بخاري وغيره 12.
وإذا دار الأمر بين كون القرآن أو النبي أسوة، أو الكلمة المأثورة عن الحسن البصري، فالأوّل هو المتعيّن، ويضرب بالثاني عرض الجدار .
المصادر
1. المنافقون / 1.
2. التوبة / 101.
3. الأحزاب/ 11.
4. التوبة / 45 ـ 47.
5. التوبة / 102.
6. آل عمران / 154.
7. الحجرات / 6، السجدة / 18.
8. الحجرات / 14.
9. التوبة / 60.
10. الأنفال / 15 ـ 16.
11. القران الكريم: سورة الحشر (59)، الآية: 10، الصفحة: 547.
12. صحيح البخاري 5 / 118 ـ 119 في تفسير سورة النور.