تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين .
قال بعض علماء اهل السنة بتفضيل عائشة على جميع النساء مطلقا و نقلوا - بحسب الحديث المتداول عندهم - ان فضلها على سائر النساء كفضل الثريد على سائر أنواع الطعام ؟؟ وقال بعضهم الأخر بالتوقف في المسألة أو التساوي في الفضل بين خديجة وعائشة وهذا قول ابن تيمية (1) ، بينما ذهب بعضهم الى القول بالتفصيل وبالنحو التالي :
أولاً : نقل ابن حجر عن ابن القيِّم أنّه قال في معرض التفضيل بين عائشة وخديجة :
(( إنْ أُريد بالتفضيل كثرة الثواب عند الله فذاك أمر لا يُطَّلع عليه ، فإنّ عمل القلوب أفضل من عمل الجوارح، وإنْ أُريد كثرة العلم فعائشة لا محالة .
وتعقّبه بأنّ ما امتازت به عائشة من فضل العلم فإنّ لخديجـة ما يقابله ، وهي أنّها أوّل من أجاب إلى الاِسلام ودعا إليه وأعان على ثبوته بالنفس والمال والتوجّه التامّ ، فلها مثل أجر من جاء بعدها ، ولا يقدّر قدر ذلك إلاّ الله . انتهى . (2) .
ثانياً : قال ابن القيم في معرض التفضيل بين عائشة وفاطمة :
(( فالتفضيل بدون التفصيل لا يستقيم ، فإن أريد بالفضل كثرة الثواب عند الله عز وجل : فذلك أمر لا يطلع عليه إلا بالنص ؛ لأنه بحسب تفاضل أعمال القلوب لا بمجرد أعمال الجوارح وكم من عاملين أحدهما أكثر عملا بجوارحه والآخر أرفع درجة منه في الجنة .
وإن أريد بالتفضيل التفضيل بالعلم فلا ريب أن عائشة أعلم وأنفع للأمة وأدّت إلى الأمة من العلم ما لم يؤد غيرها واحتاج إليها خاص الأمة وعامتها .
وإن أريد بالتفضيل شرف الأصل وجلالة النسب : فلا ريب أن فاطمة أفضل فإنها بضعة من النبي صلى الله عليه وسلم وذلك اختصاص لم يشركها فيه غير أخواتها .
وإن أريد السيادة : ففاطمة سيدة نساء الأمة .
وإذا ثبتت وجوه التفضيل وموارد الفضل وأسبابه صار الكلام بعلم وعدل ...... الى أن يقول : وقيل : إنعقد الإجماع على أفضلية فاطمة )) . (3) .
5835 - (( فاطمة سيدة نساء أهل الجنة إلا مريم) وفي رواية لأحمد والطبراني إلا ما كان من مريم (بنت عمران) ، فعلم أنها أفضل من عائشة لكونها بضعة منه وخالف فيه بعضهم قال السبكي : الذي نختاره وندين الله به أن فاطمة أفضل ثم خديجة ثم عائشة ولم يخف عنا الخلاف في ذلك ولكن إذا جاء نهر الله بطل نهر معقل إلى هنا انتهى كلامه )) . (4) .
واذا اتضح لك ما تقدم اقول : من حقهم ان يمثلوا فضل عائشة بالثريد لأنهم لا ينالون تمثيلها بفضل النساء اللاتي بلغن الثريا . والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) راجع كتاب ثمانون قصة من قصص البخاري / للشيخ علي أحمد عبد العال الطهطاوي / الصفحة 194 - - - النور الساري من فيض صحيح البخاري / للشيخ حسن العدوي الحمزاوي / الجزء 7 / الصفحة 136 .
(2) فتح الباري في شرح صحيح البخاري / الجزء 7 / الصفحة 136 .
(3) بدائع الفوائد / الجزء 3 / الصفحة 682 ، 683 - - - تحفة الاحوذي في شرح سنن الترمذي / كتاب المناقب / باب فضل خديجة رضي الله عنها / الجزء 10 / الصفحة 265 .
(4) فيض القدير شرح الجامع الصغير / للمناوي / الجزء 4 / الصفحة 555 .
وبه نستعين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين .
قال بعض علماء اهل السنة بتفضيل عائشة على جميع النساء مطلقا و نقلوا - بحسب الحديث المتداول عندهم - ان فضلها على سائر النساء كفضل الثريد على سائر أنواع الطعام ؟؟ وقال بعضهم الأخر بالتوقف في المسألة أو التساوي في الفضل بين خديجة وعائشة وهذا قول ابن تيمية (1) ، بينما ذهب بعضهم الى القول بالتفصيل وبالنحو التالي :
أولاً : نقل ابن حجر عن ابن القيِّم أنّه قال في معرض التفضيل بين عائشة وخديجة :
(( إنْ أُريد بالتفضيل كثرة الثواب عند الله فذاك أمر لا يُطَّلع عليه ، فإنّ عمل القلوب أفضل من عمل الجوارح، وإنْ أُريد كثرة العلم فعائشة لا محالة .
وتعقّبه بأنّ ما امتازت به عائشة من فضل العلم فإنّ لخديجـة ما يقابله ، وهي أنّها أوّل من أجاب إلى الاِسلام ودعا إليه وأعان على ثبوته بالنفس والمال والتوجّه التامّ ، فلها مثل أجر من جاء بعدها ، ولا يقدّر قدر ذلك إلاّ الله . انتهى . (2) .
ثانياً : قال ابن القيم في معرض التفضيل بين عائشة وفاطمة :
(( فالتفضيل بدون التفصيل لا يستقيم ، فإن أريد بالفضل كثرة الثواب عند الله عز وجل : فذلك أمر لا يطلع عليه إلا بالنص ؛ لأنه بحسب تفاضل أعمال القلوب لا بمجرد أعمال الجوارح وكم من عاملين أحدهما أكثر عملا بجوارحه والآخر أرفع درجة منه في الجنة .
وإن أريد بالتفضيل التفضيل بالعلم فلا ريب أن عائشة أعلم وأنفع للأمة وأدّت إلى الأمة من العلم ما لم يؤد غيرها واحتاج إليها خاص الأمة وعامتها .
وإن أريد بالتفضيل شرف الأصل وجلالة النسب : فلا ريب أن فاطمة أفضل فإنها بضعة من النبي صلى الله عليه وسلم وذلك اختصاص لم يشركها فيه غير أخواتها .
وإن أريد السيادة : ففاطمة سيدة نساء الأمة .
وإذا ثبتت وجوه التفضيل وموارد الفضل وأسبابه صار الكلام بعلم وعدل ...... الى أن يقول : وقيل : إنعقد الإجماع على أفضلية فاطمة )) . (3) .
5835 - (( فاطمة سيدة نساء أهل الجنة إلا مريم) وفي رواية لأحمد والطبراني إلا ما كان من مريم (بنت عمران) ، فعلم أنها أفضل من عائشة لكونها بضعة منه وخالف فيه بعضهم قال السبكي : الذي نختاره وندين الله به أن فاطمة أفضل ثم خديجة ثم عائشة ولم يخف عنا الخلاف في ذلك ولكن إذا جاء نهر الله بطل نهر معقل إلى هنا انتهى كلامه )) . (4) .
واذا اتضح لك ما تقدم اقول : من حقهم ان يمثلوا فضل عائشة بالثريد لأنهم لا ينالون تمثيلها بفضل النساء اللاتي بلغن الثريا . والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) راجع كتاب ثمانون قصة من قصص البخاري / للشيخ علي أحمد عبد العال الطهطاوي / الصفحة 194 - - - النور الساري من فيض صحيح البخاري / للشيخ حسن العدوي الحمزاوي / الجزء 7 / الصفحة 136 .
(2) فتح الباري في شرح صحيح البخاري / الجزء 7 / الصفحة 136 .
(3) بدائع الفوائد / الجزء 3 / الصفحة 682 ، 683 - - - تحفة الاحوذي في شرح سنن الترمذي / كتاب المناقب / باب فضل خديجة رضي الله عنها / الجزء 10 / الصفحة 265 .
(4) فيض القدير شرح الجامع الصغير / للمناوي / الجزء 4 / الصفحة 555 .
تعليق