نتيجة الجمع بين اية (لا ينال عهدي الظالمين) وبين (واولي الامر منكم) .
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وال محمد .
لقد صور شخص حاقد على مذهب الشيعة الامامية الاثنى عشرية - والمقصود به هو احمد الكاتب تحديدا - وجود التناقض في بعض المسائل العقائدية التي عندنا وبالخصوص مسألة عصمة الانبياء والائمة (ع) وذلك من خلال كلامه التالي :
( كانت فلسفة العصمة تقوم على مفهوم الاطلاق في طاعة اولي الامر، وعدم جواز امكانيّة النسبيّة فيها ، وذلك مثل الرد على الامام ، ورفض طاعته في المعاصي والمنكرات لو أمر بها، والاخذ على يده عند ظهور فسقه وانحرافه ، وهذا المفهوم .... أوقع فلاسفة الشيعة في شبهة التناقض ، بين ضرورة طاعة الله الذي يأمر بطاعة اُولي الامر في الاية ، وبين ضرورة طاعة الحكّام بصورة مطلقة حتّى في المعاصي والمحرّمات ) .
ويمكن الجواب على المتوهم احمد الكاتب بالجواب التالي :
1 - أنّ الكاتب لم يفهم معنى العصمة عندنا ، وإلاّ لما قال هذا الكلام ، لانّ العصمة عندنا هي : (عصمتهم ـ الائمّة ـ عن جميع القبائح والفواحش من الصغر إلى الموت عمداً أو سهواً) - 1 - ، وهذا المعنى مأخوذ من النص القرآني (لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) .
2 - والامامة هي العهد الالـهي كما يقول الرازي - 2 - ، وصرّح به الزمخشري بقوله : (أي من كان ظالماً من ذرّيّتك لا يناله استخلافي وعهدي إليه بالامامة ، وإنّما ينال من كان عادلاً برئياً من الظلم ) - 3 -
فمفهوم الامام المعصوم هو الامام العادل البريء من الظلم ، صغيراً كان الظلم أو كبيراً ، وهذا هو المراد من (أُولِى الامْرِ) الذين أمر الله بطاعتهم .
إذن ، لا يوجد اي تناقض حتّى يقع الشيعة فيه ; لانّ اُولئك الذين أمر الله بطاعتهم ليس الحكّام والجبابرة حتّى توفّق الشيعة بين طاعة الله وطاعتهم التي أمر الله بها ، بل اُولئك هم الائمّة المعصومون المطهّرون من كلّ رجس صغيراً كان أو كبيراً ، وعلى أحمد الكاتب أن يوضّح كيف يوفّق بين طاعة الله في الاية وطاعة اُولئك الذين أمر الله بطاعتهم ; لانّ عنده أنّ اُولي الامر هم من ينتخبه الشورى ، فلابدّ له أن يثبت كيف قرن الله طاعته بطاعة اُولئك إن لم يكونوا معصومين مطهّرين .
3 - قال الشيخ الصدوق : (إنّ الدليل على أنّ الامام يجب أن يكون معصوماً هو أنّه لو جاز عليه فعل الخطيئة، فإن وجب الانكار عليه سقط محلّه من القلوب فلا يتبع) - 4 -
فلا معنى لان يجعل الكاتب المعصوم هو الحاكم الذي يقع في الخطأ والمعاصي والمنكرات، فهذا ليس معصوماً حتّى يشكل أحمد الكاتب على مبنى الشيعة في ذلك.
*******************************************
الهوامش :
1 - نهج الحقّ وكشف الصدق ، ص 164.
2 - تفسير الفخر الرازي ، ج 4 ، ص 31 ـ 42.
3 - الكشّاف ، ج 1 ، ص 183.
4 - النكت الاعتقاديّة ، ص 40.
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وال محمد .
لقد صور شخص حاقد على مذهب الشيعة الامامية الاثنى عشرية - والمقصود به هو احمد الكاتب تحديدا - وجود التناقض في بعض المسائل العقائدية التي عندنا وبالخصوص مسألة عصمة الانبياء والائمة (ع) وذلك من خلال كلامه التالي :
( كانت فلسفة العصمة تقوم على مفهوم الاطلاق في طاعة اولي الامر، وعدم جواز امكانيّة النسبيّة فيها ، وذلك مثل الرد على الامام ، ورفض طاعته في المعاصي والمنكرات لو أمر بها، والاخذ على يده عند ظهور فسقه وانحرافه ، وهذا المفهوم .... أوقع فلاسفة الشيعة في شبهة التناقض ، بين ضرورة طاعة الله الذي يأمر بطاعة اُولي الامر في الاية ، وبين ضرورة طاعة الحكّام بصورة مطلقة حتّى في المعاصي والمحرّمات ) .
ويمكن الجواب على المتوهم احمد الكاتب بالجواب التالي :
1 - أنّ الكاتب لم يفهم معنى العصمة عندنا ، وإلاّ لما قال هذا الكلام ، لانّ العصمة عندنا هي : (عصمتهم ـ الائمّة ـ عن جميع القبائح والفواحش من الصغر إلى الموت عمداً أو سهواً) - 1 - ، وهذا المعنى مأخوذ من النص القرآني (لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) .
2 - والامامة هي العهد الالـهي كما يقول الرازي - 2 - ، وصرّح به الزمخشري بقوله : (أي من كان ظالماً من ذرّيّتك لا يناله استخلافي وعهدي إليه بالامامة ، وإنّما ينال من كان عادلاً برئياً من الظلم ) - 3 -
فمفهوم الامام المعصوم هو الامام العادل البريء من الظلم ، صغيراً كان الظلم أو كبيراً ، وهذا هو المراد من (أُولِى الامْرِ) الذين أمر الله بطاعتهم .
إذن ، لا يوجد اي تناقض حتّى يقع الشيعة فيه ; لانّ اُولئك الذين أمر الله بطاعتهم ليس الحكّام والجبابرة حتّى توفّق الشيعة بين طاعة الله وطاعتهم التي أمر الله بها ، بل اُولئك هم الائمّة المعصومون المطهّرون من كلّ رجس صغيراً كان أو كبيراً ، وعلى أحمد الكاتب أن يوضّح كيف يوفّق بين طاعة الله في الاية وطاعة اُولئك الذين أمر الله بطاعتهم ; لانّ عنده أنّ اُولي الامر هم من ينتخبه الشورى ، فلابدّ له أن يثبت كيف قرن الله طاعته بطاعة اُولئك إن لم يكونوا معصومين مطهّرين .
3 - قال الشيخ الصدوق : (إنّ الدليل على أنّ الامام يجب أن يكون معصوماً هو أنّه لو جاز عليه فعل الخطيئة، فإن وجب الانكار عليه سقط محلّه من القلوب فلا يتبع) - 4 -
فلا معنى لان يجعل الكاتب المعصوم هو الحاكم الذي يقع في الخطأ والمعاصي والمنكرات، فهذا ليس معصوماً حتّى يشكل أحمد الكاتب على مبنى الشيعة في ذلك.
*******************************************
الهوامش :
1 - نهج الحقّ وكشف الصدق ، ص 164.
2 - تفسير الفخر الرازي ، ج 4 ، ص 31 ـ 42.
3 - الكشّاف ، ج 1 ، ص 183.
4 - النكت الاعتقاديّة ، ص 40.
تعليق