بسم الله الرحمن الرجيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين ..
كثير من الناس يقضي ستين أو سعين أو حتى مائة سنة من عمره ولا يملأها بالخبر وطاعة رب العباد ، فأذا ما أقعده المرض تحسر على ذلك العمر الذي ضيعه في المعاصي ليرى نفسه وقد حرمت لطف الله وطردت من رحمة الله تلك الرحمة التي وسعت كل شيء ، لينال بما صنعت يداه في ذلك العمر المديد غضب الله وسخطه ليقيم مخلدا بمصير أسود في عذابٍ أليم وويلٍ وجحيم ..
يا من تحسرت على عمر طويل ضيعته في المعاصي ألا ترى الزهرة ذا تلعمر القصير كيف ملأت الدنيا طيباً وزينتها جمالاً لم يعقها قصر عمرها من أن تعطي ما أراده الله منها ، ها هي ذي تفوح عطراً زكياً تسعد به القلوب وتريح به النفوس وها هي ذي تتفتح بألوان الطيف الجميلة لتبدي بذلك جمال وعظمة صنع الله ، لترسم بتناسق الألوان الزاهية البسمة على شفاه المرضى والفرحة على الوجوه الترحى فكانت بذلك أجمل هدية تهدى في مناسبات الأفراح والأتراح ..
لو تأملت أيها المتحسر في حياة الزهرة وعمرها القصير ونظرت لعطائها العظيم وعاهدتَ الله أن تعطي لنفسك كما أعطت لملأت ذلك العمر بما يوجب لك رحمة الرحمن ورضوان الرب الغفار ولفزت خالدا في نعيم مقيم مع من أنعم الله عليهم من عباده المؤمنين ولكنت مجاوراً للنبي الأمين وآله الطيبين الطاهرين ولما قلبت كفَّيك على ما صرفت من عمرك في لهو وطرب ومعاصٍ عظام أوجبت لك الخلود في دركات الجحيم ..
تعليق