بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد واله الطيبين الطاهرين
وعجل فرجهم ياكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في الواقع كثر في زماننا قتل الابرياء والصلحاء من قبل المتشددين المتطرفيتن الذين لم يعرفوا حقيقة الاسلام وسبب تماديهم وخروجهم على الاحكام الالهية هو الغلو؟ لانهم غالوا في شخصيات بعيده كل البعد عن تعاليم الاسلام امثال ابن تيمية وقلدوه تقليد الاعمى, فلذلك ذهبوا عن الحق بعيدا وضلوا ضلالاً مبيناً
والغلوّ هو عبارة عن الخروج عن حدّ الوسط وهو يتمثّل تارة في الإفراط، وإليه يشير سبحانه بقوله: (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ )، وأُخرى في التفريط ومن ابرز مصاديقه بخس حقوق الناس بذرائع واهية، ونحن نذكر نماذج من هذا النوع من التطرّف ليكون عبرة للمعاصرين.
1. محنة الطبري (224 ـ 310 هـ)
قبل أن نشير إلى محنة محمد بن جرير بن يزيد بن كثير الطبري، نودّ أن نتعرّف على مكانته العلمية من خلال كلمات بعض الأعلام. قال الخطيب البغدادي في حقّه: أحد أئمة العلماء، يحكم بقوله، ويرجع إلى رأيه لمعرفته وفضله، وكان قد جمع من العلوم ما لم يشاركه فيه أحدٌ من أهل عصره، وكان حافظاً لكتاب الله، عارفاً بالقراءات، بصيراً بالمعاني، فقيهاً في أحكام القرآن، عالماً بالسنن وطرقها، صحيحها وسقيمها، وناسخها ومنسوخها، عارفاً بأقوال الصحابة والتابعين... . عارفاً بأيام الناس وأخبارهم .
وقال الذهبي: كان من أفراد الدهر علماً، وذكاء، وكثرة تصانيف. قلّ أن ترى العيون مثله. ثم قال: جمع طرق حديث غدير خم في أربعة أجزاء، رأيت شطره، فبهرني سعة رواياته، وجزمت بوقوع ذلك. وأضاف: وكانت الحنابلة حزبَ أبي بكر بن أبي داود، فكثروا وشغَّبوا على ابن جرير، وناله أذى، ولزم بيته، نعوذ بالله من الهوى.
وكان ابن جرير قد دفن ليلاً بداره لأنّ العامّة ـ كما ذكر ابن مِسكويه ـ اجتمعت ومنعت من دفنه نهاراً، واتهموه بأمرين:
أ. ادّعوا عليه الرفض.
ب. ادّعوا عليه الإلحاد.
وكان علي بن عيسى يقول: والله لو سُئل هؤلاء عن معنى الرفض والإلحاد ما عرفوه ولا فهموه.
أمّا ابن الأثير فعلّل دفنه ليلاً بداره، بالقول: إنّ بعض الحنابلة تعصّبوا عليه، ووقعوا فيه فتبعهم غيرهم، ولذلك سبب، وهو أنّ الطبري جمع كتاباً ذكر فيه اختلاف الفقهاء، لم يصنّف مثله ولم يذكر فيه أحمد بن حنبل، فقيل له في ذلك، فقال: لم يكن فقيهاً، وإنّما كان محدّثاً، فاشتدّ ذلك على الحنابلة، وكانوا لا يُحصون كثرة ببغداد، فشغبوا عليه وقالوا ما قالوا.
حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه *** فالناس أعداء له وخصوم
كضرائر الحسناء قلن لوجهها *** حسداً وبغياً إنّه لدميم
اللهم صلِ على محمد واله الطيبين الطاهرين
وعجل فرجهم ياكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في الواقع كثر في زماننا قتل الابرياء والصلحاء من قبل المتشددين المتطرفيتن الذين لم يعرفوا حقيقة الاسلام وسبب تماديهم وخروجهم على الاحكام الالهية هو الغلو؟ لانهم غالوا في شخصيات بعيده كل البعد عن تعاليم الاسلام امثال ابن تيمية وقلدوه تقليد الاعمى, فلذلك ذهبوا عن الحق بعيدا وضلوا ضلالاً مبيناً
والغلوّ هو عبارة عن الخروج عن حدّ الوسط وهو يتمثّل تارة في الإفراط، وإليه يشير سبحانه بقوله: (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ )، وأُخرى في التفريط ومن ابرز مصاديقه بخس حقوق الناس بذرائع واهية، ونحن نذكر نماذج من هذا النوع من التطرّف ليكون عبرة للمعاصرين.
1. محنة الطبري (224 ـ 310 هـ)
قبل أن نشير إلى محنة محمد بن جرير بن يزيد بن كثير الطبري، نودّ أن نتعرّف على مكانته العلمية من خلال كلمات بعض الأعلام. قال الخطيب البغدادي في حقّه: أحد أئمة العلماء، يحكم بقوله، ويرجع إلى رأيه لمعرفته وفضله، وكان قد جمع من العلوم ما لم يشاركه فيه أحدٌ من أهل عصره، وكان حافظاً لكتاب الله، عارفاً بالقراءات، بصيراً بالمعاني، فقيهاً في أحكام القرآن، عالماً بالسنن وطرقها، صحيحها وسقيمها، وناسخها ومنسوخها، عارفاً بأقوال الصحابة والتابعين... . عارفاً بأيام الناس وأخبارهم .
وقال الذهبي: كان من أفراد الدهر علماً، وذكاء، وكثرة تصانيف. قلّ أن ترى العيون مثله. ثم قال: جمع طرق حديث غدير خم في أربعة أجزاء، رأيت شطره، فبهرني سعة رواياته، وجزمت بوقوع ذلك. وأضاف: وكانت الحنابلة حزبَ أبي بكر بن أبي داود، فكثروا وشغَّبوا على ابن جرير، وناله أذى، ولزم بيته، نعوذ بالله من الهوى.
وكان ابن جرير قد دفن ليلاً بداره لأنّ العامّة ـ كما ذكر ابن مِسكويه ـ اجتمعت ومنعت من دفنه نهاراً، واتهموه بأمرين:
أ. ادّعوا عليه الرفض.
ب. ادّعوا عليه الإلحاد.
وكان علي بن عيسى يقول: والله لو سُئل هؤلاء عن معنى الرفض والإلحاد ما عرفوه ولا فهموه.
أمّا ابن الأثير فعلّل دفنه ليلاً بداره، بالقول: إنّ بعض الحنابلة تعصّبوا عليه، ووقعوا فيه فتبعهم غيرهم، ولذلك سبب، وهو أنّ الطبري جمع كتاباً ذكر فيه اختلاف الفقهاء، لم يصنّف مثله ولم يذكر فيه أحمد بن حنبل، فقيل له في ذلك، فقال: لم يكن فقيهاً، وإنّما كان محدّثاً، فاشتدّ ذلك على الحنابلة، وكانوا لا يُحصون كثرة ببغداد، فشغبوا عليه وقالوا ما قالوا.
حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه *** فالناس أعداء له وخصوم
كضرائر الحسناء قلن لوجهها *** حسداً وبغياً إنّه لدميم
تعليق