بسم الله الرحمن الرحيم
ما هو البرزخ ⁉
البرزخ هو الحاجز والحدّ الفاصل بين الشّيئين.
قال تعالى:
﴿مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ * بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَّا يَبْغِيَانِ﴾. (سورةالرحمن - 19، 20).
فقد فسرت هذه الآية بأنّه الحاجز بين الماء المالح والماء العذب.
وقيل: إنّ البرزخ هو الحدّ الفاصل بين الدُّنيا والآخرة، أو بين الموت والبعث،
قال تعالى:
﴿حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ﴾،
(سورة المؤمنون- 99، 100).
وفي تفسير هذه الآية قال الإمام السَّجاد عليه السلام:
"هو القبر، وإنّ لهم فيه لمعيشة ضنكاً، والله، إنّ القبر لروضة من رياض الجنّة، أو حفرة من حفر النَّار...".
( بحار اﻷنوار-ج6، ص159)
وقيل: إنّه الحاجز لهم من الرُّجوع إلى الدُّنيا والإمهال إلى يوم القيامة، وكلُّ هذه المعاني متقاربة ترجع إلى معنى واحد ظاهراً.
عذاب البرزخ
كتب أمير المؤمنين عليه السلام لمحمّد بن أبي بكر:
"يا عباد الله: ما بعد الموت لمن لا يُغفر له أشدّ من الموت القبر فاحذروا ضيقه وضنكه وظلمته وغربته".
(بحار اﻷنوار -ج6، ص218).
وفيما يلي سوف نشير إلى بعض أهوال البرزخ:
وحشة القبر🖤
إنّ الأعمال الّتي يقوم بها الإنسان في نشأة عالم الدُّنيا، تظهر آثارها في نشأة عالم البرزخ، فإذا كانت أعماله خيّرة فرح واستبشر، وإذا كانت سيِّئة استوحش منها واغتمّ.
ووحشة القبر هي أوّل المنازل الّتي يمرُّ بها الإنسان وقد عبّر عنها في الرّوايات بتعابير متعدِّدة وهذه التَّعابير إمّا هي أهوال مستقلَّة بذاتها أو هي تعبِّر عن وحشة القبر ولكن بألفاظ متعدِّدة.
روي أنَّ السَّيِّدة الزَّهراء عليها السلام لمّا احتضرت أوصت أمير المؤمنين عليه السلام فقالت:
"إذا أنا متُّ فتولَّى أنت غسلي وجهِّزني وصلِّ عليَّ وأنزلني قبري وألحدني وسوِّي التَّراب عليَّ واجلس عند قبالة وجهي فأكثر من تلاوة القرآن والدُّعاء فإنَّها ساعة يحتاج الميت فيها إلى أنس الأحياء".
(عباس القمي- اﻷنوار البهية ، ط1، ص60).
--------------------
يتبــ؏....