اللهم صل على محمد وآل محمد
روى السيد ابن طاوس في الإقبال عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في بيان فضل شهر رجب أنَّه قال : (( إن الله تعالى نصب في السماء السابعة ملكاً يقال له الداعي ، فإذا دخل شهر رجب ينادي ذلك الملك كل ليلة منه إلى الصباح :
( طوبى للذّاكرين طوبى للطائعين ، يقول الله تعالى : أنا جليس من جالسني ، ومطيع من أطاعني ، غافر من أستغفرني ، الشهر شهري والعبد عبدي ، والرَّحمة رحمتي ، فمن دعاني في هذا الشهر أجبته ، ومن سألني أعطيته ، ومن أستهداني هديته ، وجعلت هذا الشهر حبلاً بيني وبين عبادي ، فمن أعتصم به وصل إليّ )
أقول : لو لم يكن في بيان فضل شهر رجب إلّا هذه الرواية العظيمة لكفى ، وكان ذلك كبيراً ، فأن الله عزَّ وجل يخاطب الذاكرين ، والمطيعبن أنا جليس من جالسني ، ومطيع من أطاعني)، إنما يكون الله تعالى جليس من يتفرّغ إلى عبادته ، وقراءة قرآنه ، والدعاء ، واﻹستغفار ، والأعمال الصالحة ، ولا سيما الصيام ، ويكون مطيعاً - اي تحت حسن ظن عبده بإستجابة دعوته ودفع البلاء عنه ، والإحسان إليه - لمن أطاعه في اداء الواجبات والإبتعاد عن المحرمات ، والعمل بالتكليف ، وامتثال وظيفة الامر بالمعروف ، والنهي عن المنكر
إذاً أيها الأحبة نحن بين يدي دعوة كريمة ، تمتد طيلة هذا الشهر المبارك شهر رجب
ويالها من دعوة عظيمة تجعل المؤمن يشد العزم ، ويُشَمِّر عن ساعد الجد ليجيب داعي الله تبارك وتعالى ذلك الملك المبجّل ليلتحق بصف الذاكرين ، والطائعين ، فطوبى له ولهم
ولذا ذكر الميرزا التبريزي في مراقباته معقباً على هذه الرواية : (أقول فيا حسرةً على ما فرّطنا في جنب الله ، أين الشاكرون ، أين المجتهدون ، أين العقلاء الذين يقدّرون هذا النداء حق التقدير ؟ مالي لا أرى من يجيبني على ندائي ، أين العارفون الذين يعرفون ان هذه النعمة لا يمكن لأحد شكرها ؟ اين المعترفون المقرون بالقصور ، والتقصير ؟ ألا فليجيبوا هذا المنادي فيقولوا : لبيك ، وسعديك ، والصلاة ، والسلام عليك أيها المنادي من الله الجليل ملك الملوك أرحم الراحمين الحليم الكريم الرفيق الشفيق كريم العفو مبدّل السيئات بالحسنات المتفضل بذلك على عبيده العصاة رهائن الشهوات ، وأسرى الغفلات ...
إلى أن يقول : (يا منادي ربنا نحييك ، ونفديك بالنفوس ، والأرواح حيث نبهتنا الى ذكر مالكنا الكريم ، وطاعة سيدنا الرؤوف الرحيم ، يا داعي ربنا ، وأين نحن ، وتلك المكانة السامية ... أين المتلطّخ بالأقذار من مجالس الأطهار أين المكبَّل الأسير من عالم الأحرار ، ألا أن كرم ربّنا عز وجل أقتضى الإذن لنا في ذكره ، فما أشدها فضيحة إن نحن قصرنا ولم تجب دعوة ربنّا تقدست أسماؤه وجلّت عظمته وآلاؤه ..)
اقول : وبعد كلِّ هذا فهل لنا من عذر في التسامح ، والتماهل أمام إستجابة نداء ربّنا ، فلا زال شهر رجب في غرّته فتسابقوا إلى موائده ، وأغترفوا منها بما وسعت قلوبكم ، وعقولكم
قال تعالى: (( أَنَزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَٱحْتَمَلَ ٱلسَّيْلُ زَبَداً رَّابِياً وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي ٱلنَّارِ ٱبْتِغَآءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِّثْلُهُ كَذٰلِكَ يَضْرِبُ ٱللَّهُ ٱلْحَقَّ وَٱلْبَاطِلَ فَأَمَّا ٱلزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَآءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ ٱلنَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي ٱلأَرْضِ كَذٰلِكَ يَضْرِبُ ٱللَّهُ ٱلأَمْثَالَ )) الرعد : 17
----------------------------
الشيخ ميثم الفريجي
روى السيد ابن طاوس في الإقبال عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في بيان فضل شهر رجب أنَّه قال : (( إن الله تعالى نصب في السماء السابعة ملكاً يقال له الداعي ، فإذا دخل شهر رجب ينادي ذلك الملك كل ليلة منه إلى الصباح :
( طوبى للذّاكرين طوبى للطائعين ، يقول الله تعالى : أنا جليس من جالسني ، ومطيع من أطاعني ، غافر من أستغفرني ، الشهر شهري والعبد عبدي ، والرَّحمة رحمتي ، فمن دعاني في هذا الشهر أجبته ، ومن سألني أعطيته ، ومن أستهداني هديته ، وجعلت هذا الشهر حبلاً بيني وبين عبادي ، فمن أعتصم به وصل إليّ )
أقول : لو لم يكن في بيان فضل شهر رجب إلّا هذه الرواية العظيمة لكفى ، وكان ذلك كبيراً ، فأن الله عزَّ وجل يخاطب الذاكرين ، والمطيعبن أنا جليس من جالسني ، ومطيع من أطاعني)، إنما يكون الله تعالى جليس من يتفرّغ إلى عبادته ، وقراءة قرآنه ، والدعاء ، واﻹستغفار ، والأعمال الصالحة ، ولا سيما الصيام ، ويكون مطيعاً - اي تحت حسن ظن عبده بإستجابة دعوته ودفع البلاء عنه ، والإحسان إليه - لمن أطاعه في اداء الواجبات والإبتعاد عن المحرمات ، والعمل بالتكليف ، وامتثال وظيفة الامر بالمعروف ، والنهي عن المنكر
إذاً أيها الأحبة نحن بين يدي دعوة كريمة ، تمتد طيلة هذا الشهر المبارك شهر رجب
ويالها من دعوة عظيمة تجعل المؤمن يشد العزم ، ويُشَمِّر عن ساعد الجد ليجيب داعي الله تبارك وتعالى ذلك الملك المبجّل ليلتحق بصف الذاكرين ، والطائعين ، فطوبى له ولهم
ولذا ذكر الميرزا التبريزي في مراقباته معقباً على هذه الرواية : (أقول فيا حسرةً على ما فرّطنا في جنب الله ، أين الشاكرون ، أين المجتهدون ، أين العقلاء الذين يقدّرون هذا النداء حق التقدير ؟ مالي لا أرى من يجيبني على ندائي ، أين العارفون الذين يعرفون ان هذه النعمة لا يمكن لأحد شكرها ؟ اين المعترفون المقرون بالقصور ، والتقصير ؟ ألا فليجيبوا هذا المنادي فيقولوا : لبيك ، وسعديك ، والصلاة ، والسلام عليك أيها المنادي من الله الجليل ملك الملوك أرحم الراحمين الحليم الكريم الرفيق الشفيق كريم العفو مبدّل السيئات بالحسنات المتفضل بذلك على عبيده العصاة رهائن الشهوات ، وأسرى الغفلات ...
إلى أن يقول : (يا منادي ربنا نحييك ، ونفديك بالنفوس ، والأرواح حيث نبهتنا الى ذكر مالكنا الكريم ، وطاعة سيدنا الرؤوف الرحيم ، يا داعي ربنا ، وأين نحن ، وتلك المكانة السامية ... أين المتلطّخ بالأقذار من مجالس الأطهار أين المكبَّل الأسير من عالم الأحرار ، ألا أن كرم ربّنا عز وجل أقتضى الإذن لنا في ذكره ، فما أشدها فضيحة إن نحن قصرنا ولم تجب دعوة ربنّا تقدست أسماؤه وجلّت عظمته وآلاؤه ..)
اقول : وبعد كلِّ هذا فهل لنا من عذر في التسامح ، والتماهل أمام إستجابة نداء ربّنا ، فلا زال شهر رجب في غرّته فتسابقوا إلى موائده ، وأغترفوا منها بما وسعت قلوبكم ، وعقولكم
قال تعالى: (( أَنَزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَٱحْتَمَلَ ٱلسَّيْلُ زَبَداً رَّابِياً وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي ٱلنَّارِ ٱبْتِغَآءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِّثْلُهُ كَذٰلِكَ يَضْرِبُ ٱللَّهُ ٱلْحَقَّ وَٱلْبَاطِلَ فَأَمَّا ٱلزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَآءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ ٱلنَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي ٱلأَرْضِ كَذٰلِكَ يَضْرِبُ ٱللَّهُ ٱلأَمْثَالَ )) الرعد : 17
----------------------------
الشيخ ميثم الفريجي
تعليق