ما معنى سلام النبي (ص) للامام الباقر (ع) .
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وال محمد .
اسعد الله ايامنا وايامكم بذكرى ولادة الامام الباقر (ع) .
لا شك ان السلام هو تحية الاسلام وتحية أهل الجنة - 1 - وهذه التحية خاصة بالمؤمنين والصالحين فيما بينهم - 2 - وهي تحية الصابرين - 3 - و الاولياء - 4 - و للمصطفين الاخيار - 5 - الذين مدحهم الله رب العالمين .
واذا عرفنا ان للسلام ولتحية الاسلام هذه الخصوصية للأصناف المذكورة في القران الكريم يتبين لنا جليا ان من مصاديق هذه الثلة المؤمنة الصالحة المؤمنة المصطفاة عند الله سبحانه وتعالى وعند رسوله الاكرم محمد (ص) هو الامام الباقر (ع) وخصوصا عندما نعرف تاكيد النبي (ص) في ابلاغ السلام للامام الباقر (ع) بالنيابة عنه لمن يدركه في عصره وكذلك تاكيد باقي الائمة المعصومين (ع) على ذلك ايضا كما في الروايات التالية :
*** النبي محمد (ص) يبعث بسلامه الى الامام الباقر (ع) :
روي بطرق عدّة أنّ النبي المصطفى (ص) قد بشّر جابر بن عبد الله الأنصاري بأنّه يدرك زمان الباقر (ع) ، وسمّاه له ولقّبه ، وذكر بأنّه يبقر العلم بقراً ، وأنّ الله يهب له النور والحكمة ، وأبلغه سلامه .
روى الطبري عن أبان بن تغلب ، عن أبي جعفر (ع) ، قال : ( جاءني جابر ابن عبد الله وأنا في الكتّاب ، فقال لي : اكشف لي عن بطنك ، فكشفت له عن بطني فقبّله ، ثمّ قال : إنّ رسول الله (ص) أمرني أن أقرئك السلام ) - 6 -
وروى جابر عن رسول الله (ص) ، قال : ( يا جابر ، يوشك أن تبقى حتّى تلقى ولداً من ولدي ، يقال له محمّد بن علي بن الحسين ، يبقر العلم بقراً ، فإذا رأيته فاقرأه منّي السلام ) . قال جابر رضي الله عنه : فأخّر الله تعالى مدّتي حتّى رأيت الباقر ، فأقرأته السلام عن جدّه رسول الله (ص) .
وروى المديني عن جابر ، أنّه قال للباقر (ع) وهو صغير : رسول الله (ص) يسلّم عليك ، فقيل له : وكيف ذاك ؟ قال : كنت جالساً عنده والحسين في حجره ، وهو يداعبه ، فقال : ( يا جابر ، يولد له مولود اسمه علي ، إذا كان يوم القيامة نادى مناد : ليقم سيّد العابدين ، فيقوم ولده ، ثمّ يولد له ولد اسمه محمّد ، فإن أدركته يا جابر ، فأقرئه منّي السلام ) .
وفي بعض الأحاديث : وإن لقيته فاعلم أنّ بقاءك بعده قليل ، فلم يعش جابر رضي الله عنه بعد ذلك إلّا قليلاً - 7 - ، وذلك من أعلام النبوّة.
*** الائمة الطاهرين (ع) يبعثون بسلامهم الى الامام الباقر (ع) :
ونقل في بعض الأحاديث أنّ آباء الباقر (ع) قد أبلغوه سلام جدّه رسول الله (ص) أيضاً ، ففي وصيّة أمير المؤمنين علي إلى ولده الحسن (ع) : أنّه أخذ بيد علي بن الحسين ، وقال : ( وأمرك رسول الله (ص) أن تدفعها إلى ابنك محمّد بن علي ، فأقرئه من رسول الله ومنّي السلام ) - 8 -
وقال أبو جعفر الباقر (ع) : ( أجلسني جدّي الحسين بن علي في حجره ، وقال لي : رسول الله (ص) يقرئك السلام . وقال لي علي بن الحسين : ( أجلسني علي بن أبي طالب في حجره ، وقال لي : رسول الله (ص) يقرئك السلام ) - 9 -
وفي حديث عن أمير المؤمنين علي (ع) عن رسول الله (ص) : ( أنّه أقبل على الحسين (ع) ، فقال : ( سيولد محمّد بن علي في حياتك ، فأقرئه منّي السلام ) - 10 -
*********************
الهوامش :
1 - كما في قوله تعالى : ( وتحيتهم فيها سلام) سورة يونس ، الاية 10 . وقوله تعالى : ( ونادوا أصحاب الجنة أن سلام عليكم لم يدخلوها وهم يطمعون ) . سورة الأعراف ، الاية 46 . وقوله تعالى : ( وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ ) . سورة ابراهيم ، الاية 23 .
2 - كما في قوله تعالى : ( وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ فَمَا لَبِثَ أَن جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ ) . سورة هود ، الاية 69 . وكما في قوله تعالى : ( الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ ۙ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ) . سورة النحل ، الاية 32 .
3 - كما في قوله تعالى : ( سَلَامٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ ) . سورة الرعد ، الاية 24 .
4 - كما في قوله تعالى : ( وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا ) سورة مريم ، الاية 15 . وقوله تعالى : (
5 - كما في قوله تعالى : ( قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى .... ) . سورة النمل ، الاية 59 .
6 - المنتخب من ذيل المذيل ، الطبري ، ص ١٢٩ *** تاريخ دمشق ، ج 45 ، ص 275.
7 - هذا الحديث مروي بطرق وألفاظ متعدّدة ، قال ابن شهر آشوب : حديث جابر مشهور معروف ، رواه فقهاء المدينة والعراق كلّهم ، وقد أخبرني جدّي شهر آشوب وابن كيابكي الحسيني بطرق كثيرة عن سعيد بن المسيب ، وسليمان الأعمش ، وأبان ابن تغلب ، ومحمّد بن مسلم ، وزرارة بن أعين ، وأبي خالد الكابلي ، ثمّ روى الحديث . راجع : تاريخ أهل البيت عليهم السلام ، ص 80 *** وتاريخ اليعقوبي ، ج 2 ، ص320 *** والكافي ، ج 1 ، ص 469 *** ومعاني الأخبار ، ص280 *** عيون الأخبار ، الدينوري ، ج 1 ، ص 212 *** الإرشاد ، ج 2 ، ص 158 *** الإختصاص ، ص 62 *** رجال الكشي ، ج 41 ، ص 88 *** الأمالي ، الطوسي ، ص 636 ، ح 1314 ، ب 16 *** دلائل الإمامة ، ص 218 *** الهداية ، ص 237 *** روضة الواعظين ، ص 202 و ص 206 *** تذكرة الخواص ، ص 347 *** تاريخ دمشق ، ج 45 ، ص 276 *** مناقب آل أبي طالب ، ج 3 ، ص 327 *** مطالب السؤول ، ص 81 *** الصواعق المحرقة ، ص 120 *** كشف الغمة ، ج 2 ، ص 330 و ص 349 *** الكامل ، ابن عدي ، ج 6 ، ص240 *** تاريخ مواليد الأئمّة عليهم السلام ، ابن الخشاب ، ص 26 *** سير أعلام النبلاء ، ج 4 ، ص 404 *** إعلام الورى ، ج 1 ، ص 505 *** لسان الميزان ، ج 5 ، ص 168 *** نور الأبصار ، ص 143 *** عمدة الطالب ، ص 194 *** مجمع الزوائد ، ج 10 ، ص 22 *** سبائك الذهب في معرفة قبائل العرب ، السويدي ، ص 329 وغيرها الكثير .
8 - كتاب سليم ، ص 444 *** الكافي ، ج 1 ، ص 297 *** التهذيب ، ج 9 ، ص176 و ص 714.
9 - تاريخ دمشق ، ج 45 ، ص 275 *** سير أعلام النبلاء ، ج 4 ، ص 404 .
10 - الغيبة ، النعماني ، ص 80 ، ح 10 .
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وال محمد .
اسعد الله ايامنا وايامكم بذكرى ولادة الامام الباقر (ع) .
لا شك ان السلام هو تحية الاسلام وتحية أهل الجنة - 1 - وهذه التحية خاصة بالمؤمنين والصالحين فيما بينهم - 2 - وهي تحية الصابرين - 3 - و الاولياء - 4 - و للمصطفين الاخيار - 5 - الذين مدحهم الله رب العالمين .
واذا عرفنا ان للسلام ولتحية الاسلام هذه الخصوصية للأصناف المذكورة في القران الكريم يتبين لنا جليا ان من مصاديق هذه الثلة المؤمنة الصالحة المؤمنة المصطفاة عند الله سبحانه وتعالى وعند رسوله الاكرم محمد (ص) هو الامام الباقر (ع) وخصوصا عندما نعرف تاكيد النبي (ص) في ابلاغ السلام للامام الباقر (ع) بالنيابة عنه لمن يدركه في عصره وكذلك تاكيد باقي الائمة المعصومين (ع) على ذلك ايضا كما في الروايات التالية :
*** النبي محمد (ص) يبعث بسلامه الى الامام الباقر (ع) :
روي بطرق عدّة أنّ النبي المصطفى (ص) قد بشّر جابر بن عبد الله الأنصاري بأنّه يدرك زمان الباقر (ع) ، وسمّاه له ولقّبه ، وذكر بأنّه يبقر العلم بقراً ، وأنّ الله يهب له النور والحكمة ، وأبلغه سلامه .
روى الطبري عن أبان بن تغلب ، عن أبي جعفر (ع) ، قال : ( جاءني جابر ابن عبد الله وأنا في الكتّاب ، فقال لي : اكشف لي عن بطنك ، فكشفت له عن بطني فقبّله ، ثمّ قال : إنّ رسول الله (ص) أمرني أن أقرئك السلام ) - 6 -
وروى جابر عن رسول الله (ص) ، قال : ( يا جابر ، يوشك أن تبقى حتّى تلقى ولداً من ولدي ، يقال له محمّد بن علي بن الحسين ، يبقر العلم بقراً ، فإذا رأيته فاقرأه منّي السلام ) . قال جابر رضي الله عنه : فأخّر الله تعالى مدّتي حتّى رأيت الباقر ، فأقرأته السلام عن جدّه رسول الله (ص) .
وروى المديني عن جابر ، أنّه قال للباقر (ع) وهو صغير : رسول الله (ص) يسلّم عليك ، فقيل له : وكيف ذاك ؟ قال : كنت جالساً عنده والحسين في حجره ، وهو يداعبه ، فقال : ( يا جابر ، يولد له مولود اسمه علي ، إذا كان يوم القيامة نادى مناد : ليقم سيّد العابدين ، فيقوم ولده ، ثمّ يولد له ولد اسمه محمّد ، فإن أدركته يا جابر ، فأقرئه منّي السلام ) .
وفي بعض الأحاديث : وإن لقيته فاعلم أنّ بقاءك بعده قليل ، فلم يعش جابر رضي الله عنه بعد ذلك إلّا قليلاً - 7 - ، وذلك من أعلام النبوّة.
*** الائمة الطاهرين (ع) يبعثون بسلامهم الى الامام الباقر (ع) :
ونقل في بعض الأحاديث أنّ آباء الباقر (ع) قد أبلغوه سلام جدّه رسول الله (ص) أيضاً ، ففي وصيّة أمير المؤمنين علي إلى ولده الحسن (ع) : أنّه أخذ بيد علي بن الحسين ، وقال : ( وأمرك رسول الله (ص) أن تدفعها إلى ابنك محمّد بن علي ، فأقرئه من رسول الله ومنّي السلام ) - 8 -
وقال أبو جعفر الباقر (ع) : ( أجلسني جدّي الحسين بن علي في حجره ، وقال لي : رسول الله (ص) يقرئك السلام . وقال لي علي بن الحسين : ( أجلسني علي بن أبي طالب في حجره ، وقال لي : رسول الله (ص) يقرئك السلام ) - 9 -
وفي حديث عن أمير المؤمنين علي (ع) عن رسول الله (ص) : ( أنّه أقبل على الحسين (ع) ، فقال : ( سيولد محمّد بن علي في حياتك ، فأقرئه منّي السلام ) - 10 -
*********************
الهوامش :
1 - كما في قوله تعالى : ( وتحيتهم فيها سلام) سورة يونس ، الاية 10 . وقوله تعالى : ( ونادوا أصحاب الجنة أن سلام عليكم لم يدخلوها وهم يطمعون ) . سورة الأعراف ، الاية 46 . وقوله تعالى : ( وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ ) . سورة ابراهيم ، الاية 23 .
2 - كما في قوله تعالى : ( وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ فَمَا لَبِثَ أَن جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ ) . سورة هود ، الاية 69 . وكما في قوله تعالى : ( الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ ۙ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ) . سورة النحل ، الاية 32 .
3 - كما في قوله تعالى : ( سَلَامٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ ) . سورة الرعد ، الاية 24 .
4 - كما في قوله تعالى : ( وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا ) سورة مريم ، الاية 15 . وقوله تعالى : (
5 - كما في قوله تعالى : ( قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى .... ) . سورة النمل ، الاية 59 .
6 - المنتخب من ذيل المذيل ، الطبري ، ص ١٢٩ *** تاريخ دمشق ، ج 45 ، ص 275.
7 - هذا الحديث مروي بطرق وألفاظ متعدّدة ، قال ابن شهر آشوب : حديث جابر مشهور معروف ، رواه فقهاء المدينة والعراق كلّهم ، وقد أخبرني جدّي شهر آشوب وابن كيابكي الحسيني بطرق كثيرة عن سعيد بن المسيب ، وسليمان الأعمش ، وأبان ابن تغلب ، ومحمّد بن مسلم ، وزرارة بن أعين ، وأبي خالد الكابلي ، ثمّ روى الحديث . راجع : تاريخ أهل البيت عليهم السلام ، ص 80 *** وتاريخ اليعقوبي ، ج 2 ، ص320 *** والكافي ، ج 1 ، ص 469 *** ومعاني الأخبار ، ص280 *** عيون الأخبار ، الدينوري ، ج 1 ، ص 212 *** الإرشاد ، ج 2 ، ص 158 *** الإختصاص ، ص 62 *** رجال الكشي ، ج 41 ، ص 88 *** الأمالي ، الطوسي ، ص 636 ، ح 1314 ، ب 16 *** دلائل الإمامة ، ص 218 *** الهداية ، ص 237 *** روضة الواعظين ، ص 202 و ص 206 *** تذكرة الخواص ، ص 347 *** تاريخ دمشق ، ج 45 ، ص 276 *** مناقب آل أبي طالب ، ج 3 ، ص 327 *** مطالب السؤول ، ص 81 *** الصواعق المحرقة ، ص 120 *** كشف الغمة ، ج 2 ، ص 330 و ص 349 *** الكامل ، ابن عدي ، ج 6 ، ص240 *** تاريخ مواليد الأئمّة عليهم السلام ، ابن الخشاب ، ص 26 *** سير أعلام النبلاء ، ج 4 ، ص 404 *** إعلام الورى ، ج 1 ، ص 505 *** لسان الميزان ، ج 5 ، ص 168 *** نور الأبصار ، ص 143 *** عمدة الطالب ، ص 194 *** مجمع الزوائد ، ج 10 ، ص 22 *** سبائك الذهب في معرفة قبائل العرب ، السويدي ، ص 329 وغيرها الكثير .
8 - كتاب سليم ، ص 444 *** الكافي ، ج 1 ، ص 297 *** التهذيب ، ج 9 ، ص176 و ص 714.
9 - تاريخ دمشق ، ج 45 ، ص 275 *** سير أعلام النبلاء ، ج 4 ، ص 404 .
10 - الغيبة ، النعماني ، ص 80 ، ح 10 .
تعليق