تويت
تشويه الإسلام من عدة محاور:
-----------------
العاقل هو من ينظر إلى المشهد من أعلى, ليرى المشهد الكامل قدر الاستطاعة, وبالتالي يتمكن من ربط الأمور ببعضها, ونحن في هذا المقال نحاول تذكير القارئ الكريم بما يحدث للإسلام العزيز من تشويهات, وهذه التشويهات لها عدة محاور:
المحور الأول: التيارات المتطرفة, حيث يبرز الإسلام بصورة دموية متطرفة لا رأفة فيه ولا رحمة. وتغذية أعداء الإسلام لهذه التيارات أصبح واضحًا جليًا لكل منصف. وإن كانت (داعش) في الوقت الراهن هي الصورة الأبرز للتيار الإرهابي المتطرف, إلا أن التطرف والإرهاب له صور متعددة ومجالات مختلفة, ويحاول أعداء الإسلام الترويج للتطرف ونشره بين صفوف مختلف المذاهب, ولذا تجد في المذاهب المختلفة من يحتكر الحق لنفسه, وينصب نفسًا ممثلًا وحيدًا للمذهب, ويخرج من المذهب كل من لا يؤمن ببعض أفكاره أو مواقفه.
والحاصل: هذا المحور يسعى لترويج الحروب الفكرية والاجتماعية والعسكرية بين صفوف المتدينين من مختلف المذاهب.
المحور الثاني: التيارات المنفتحة, حيث يسعى أعداء الدين لتربية أجيال من الشباب المنفتحين على (حرية الرأي, وتعدد القراءات في الدين, وعدم الوصاية على الدين) بحيث يكون لكل شخص مهما كان أن يبدي رأيه في أي مسألة من مسائل الدين, وبدون أي قيد أو شرط. فلك الحق – وبدون مراجعة القرآن أو السنة- أن تصدر ما تشاء من أحكام ورؤى ومواقف, وتحاكم من تشاء بما تشاء كما تشاء.
والحاصل: هذا المحور يسعى لإذهاب أي هيبة أو مكانة للدين, فالإنسان ليصدر حكمًا في أي موضوع بحاجة إلى بعض الشهادات أو المؤهلات أو الدراسات المخبرية أو الميدانية أو ما شابه, ويستثنى من ذلك (الإسلام) فمن حق كل إنسان وبلا استثناء أن يقرأه ويفسره ويحكم فيه ويكون من المنظرين له بما يشاء بلا قيد ولا شرط.
المحور الثالث: التيارات الجاهلة, حيث يسعى الجهلة للحصول على مكاسب دنيوية مؤقتة عبر وسائل رخيصة, واستغلال سذاجة بعض الناس, فيتم الترويج للدين عبر (الأحلام) مثلاً, وادعاء مقابلة الإمام المهدي – عجّل الله فرجه- أو السفارة عنه.
والحاصل: هذا المحور يؤدي إلى تحويل الدين إلى أحلام ودعاوى لا يمكن إثباتها والبرهنة عليها.
المحور الرابع: التيارات المغرضة: كل من يراقب التيار الجارف لتزوير وكذب الأحاديث وترويجها بين الناس, يدرك جيدًا أن المسألة ليست اعتباطية, بل هناك من يقف وراءها بقوة, لذا تجد بعض الأحاديث المكذوبة (إنتاج عام 2015) تنتشر بين الناس أكثر بكثير من انتشار الأحاديث الصحيحة.
لا سيما وبعض هذه التزويرات تحضى برعاية التيار الجاهل, والتيار المتطرف.
ولنأت بمثال:
قامت جهة باختلاق وكذب الكرامة التالية:
كان أحد زوّار الإمام الحسين – عليه السلام- في زيارة الأربعين مريضًا, فرأى الإمام في المنام, وأخبره أن شفاءه هو أن يقوم بغسل جوراب لأحد المشاة في الزيارة, ويشرب ماء غسيل الجوراب ليشفى.
ومن يحاول الإنكار على هذا الكذب, سيواجه بمحاربة من بعض المتطرفين وبعض الجهلة باعتباره ينكر فضيلة وكرامة للإمام الحسين- عليه السلام- .
والحاصل: أين نحن الآن؟
الآن أي شخص يستطيع أن يخترع أي طريقة, وينشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي, وفي خلال أسبوع سيصبح آلاف من الناس يعملون بتلك الطريقة.
مثلًا: يكتب : (طريقة مجربة, والله العظيم, قل كذا , وستحصل على ذلك, انشر تؤجر)
بعد أسبوع ستجد هذه الطريقة المكذوبة يعمل بها الآلاف في كل مختلف الأماكن.
مثال آخر:
قام شخص باختراع الحديث التالي ونسبه لأمير المؤمنين (لا تعاشر نفسًا شبعت بعد جوع, فإنّ الخير فيها دخيل، وعاشر نفسًا جاعت بعد شبع فإنّ الخير فيها أصيل)
أرجو منك أن تبحث في قوقل عن هذا الحديث, لترى بنفسك كيف يصفق الناس لهذا الحديث, ويعتبرونه حكمة عظيمة, مع أنه ليس من الأحاديث أبدًا, ومعناه باطل أساسًا ومخالف للأخلاق الإسلامية. هل يمكن أن ينهى الدين عن معاشرة الفقراء بعد غناهم, بحجة أن الخير فيهم دخيل!!!!! منذ متى كان الفقر والغنى هو المقياس في المعاشرة في الإسلام ؟؟!!!
إذن وصل لدينا الضعف لهذه الدرجة, بحيث نروّج ونصفق لأحاديث مكذوبة 2015 م , بدون أن نتأمل في معناها.
مثال آخر:
لو وصلك برودكاست, يقول فيه :
آداب الصدقة: قبل الصدقة اقرأ الفاتحة سبع مرات, وبعد الصدقة اقرأ التوحيد خمسة عشر مرة, وسيصلك خبر سار خلال أسبوع.
للأسف سيقوم الكثير بالترويج لذلك, وحجتهم أن قراءة السور القرآنية لا يضر.
وهكذا يتم اختراع صلوات لقضاء الحوائج, ونحن نقول: لا مانع من ذلك, فهي صلاة.
وأصبحت المباركة بدخول شهر ربيع الأول أو شهر رجب توجب دخول الإنسان الجنة!!!
ونحن نقول ما المانع من ذلك؟ لا ضرر في المباركة بشهر ربيع أو رجب!!
الآن أجبني: إذا تابعنا على هذا المنوال, ناس يكذبون آداب وصلوات وأدعية وثواب, ونحن نروّج بحجة أنه دعاء, ولا يضر, هي صلاة ولا تضر.... الخ
ما هو الدين الذي سينشأ عليه أجيال الواتساب والفيس بوك؟
سيأتي شخص يكذب التالي: (من أوصل لسانه لأرنبة أنفه دخل الجنة)
وسنقول: لا مانع, لنجرب, يمكن الحديث صحيح, وندخل الجنة.
وسيأتي شخص يكذب التالي (من تصدّق وهو لابس لثوب لونه أخضر وأصفر قضيت حاجته, أقسم بالله أنها مجربة مية بالمية) وسنقول لا مانع من ذلك, فهي صدقة مستحبة.
يا أمة ضحكت من جهلها الأمم
24 / جمادى الأولى / 1436 هـ
-----------------
العاقل هو من ينظر إلى المشهد من أعلى, ليرى المشهد الكامل قدر الاستطاعة, وبالتالي يتمكن من ربط الأمور ببعضها, ونحن في هذا المقال نحاول تذكير القارئ الكريم بما يحدث للإسلام العزيز من تشويهات, وهذه التشويهات لها عدة محاور:
المحور الأول: التيارات المتطرفة, حيث يبرز الإسلام بصورة دموية متطرفة لا رأفة فيه ولا رحمة. وتغذية أعداء الإسلام لهذه التيارات أصبح واضحًا جليًا لكل منصف. وإن كانت (داعش) في الوقت الراهن هي الصورة الأبرز للتيار الإرهابي المتطرف, إلا أن التطرف والإرهاب له صور متعددة ومجالات مختلفة, ويحاول أعداء الإسلام الترويج للتطرف ونشره بين صفوف مختلف المذاهب, ولذا تجد في المذاهب المختلفة من يحتكر الحق لنفسه, وينصب نفسًا ممثلًا وحيدًا للمذهب, ويخرج من المذهب كل من لا يؤمن ببعض أفكاره أو مواقفه.
والحاصل: هذا المحور يسعى لترويج الحروب الفكرية والاجتماعية والعسكرية بين صفوف المتدينين من مختلف المذاهب.
المحور الثاني: التيارات المنفتحة, حيث يسعى أعداء الدين لتربية أجيال من الشباب المنفتحين على (حرية الرأي, وتعدد القراءات في الدين, وعدم الوصاية على الدين) بحيث يكون لكل شخص مهما كان أن يبدي رأيه في أي مسألة من مسائل الدين, وبدون أي قيد أو شرط. فلك الحق – وبدون مراجعة القرآن أو السنة- أن تصدر ما تشاء من أحكام ورؤى ومواقف, وتحاكم من تشاء بما تشاء كما تشاء.
والحاصل: هذا المحور يسعى لإذهاب أي هيبة أو مكانة للدين, فالإنسان ليصدر حكمًا في أي موضوع بحاجة إلى بعض الشهادات أو المؤهلات أو الدراسات المخبرية أو الميدانية أو ما شابه, ويستثنى من ذلك (الإسلام) فمن حق كل إنسان وبلا استثناء أن يقرأه ويفسره ويحكم فيه ويكون من المنظرين له بما يشاء بلا قيد ولا شرط.
المحور الثالث: التيارات الجاهلة, حيث يسعى الجهلة للحصول على مكاسب دنيوية مؤقتة عبر وسائل رخيصة, واستغلال سذاجة بعض الناس, فيتم الترويج للدين عبر (الأحلام) مثلاً, وادعاء مقابلة الإمام المهدي – عجّل الله فرجه- أو السفارة عنه.
والحاصل: هذا المحور يؤدي إلى تحويل الدين إلى أحلام ودعاوى لا يمكن إثباتها والبرهنة عليها.
المحور الرابع: التيارات المغرضة: كل من يراقب التيار الجارف لتزوير وكذب الأحاديث وترويجها بين الناس, يدرك جيدًا أن المسألة ليست اعتباطية, بل هناك من يقف وراءها بقوة, لذا تجد بعض الأحاديث المكذوبة (إنتاج عام 2015) تنتشر بين الناس أكثر بكثير من انتشار الأحاديث الصحيحة.
لا سيما وبعض هذه التزويرات تحضى برعاية التيار الجاهل, والتيار المتطرف.
ولنأت بمثال:
قامت جهة باختلاق وكذب الكرامة التالية:
كان أحد زوّار الإمام الحسين – عليه السلام- في زيارة الأربعين مريضًا, فرأى الإمام في المنام, وأخبره أن شفاءه هو أن يقوم بغسل جوراب لأحد المشاة في الزيارة, ويشرب ماء غسيل الجوراب ليشفى.
ومن يحاول الإنكار على هذا الكذب, سيواجه بمحاربة من بعض المتطرفين وبعض الجهلة باعتباره ينكر فضيلة وكرامة للإمام الحسين- عليه السلام- .
والحاصل: أين نحن الآن؟
الآن أي شخص يستطيع أن يخترع أي طريقة, وينشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي, وفي خلال أسبوع سيصبح آلاف من الناس يعملون بتلك الطريقة.
مثلًا: يكتب : (طريقة مجربة, والله العظيم, قل كذا , وستحصل على ذلك, انشر تؤجر)
بعد أسبوع ستجد هذه الطريقة المكذوبة يعمل بها الآلاف في كل مختلف الأماكن.
مثال آخر:
قام شخص باختراع الحديث التالي ونسبه لأمير المؤمنين (لا تعاشر نفسًا شبعت بعد جوع, فإنّ الخير فيها دخيل، وعاشر نفسًا جاعت بعد شبع فإنّ الخير فيها أصيل)
أرجو منك أن تبحث في قوقل عن هذا الحديث, لترى بنفسك كيف يصفق الناس لهذا الحديث, ويعتبرونه حكمة عظيمة, مع أنه ليس من الأحاديث أبدًا, ومعناه باطل أساسًا ومخالف للأخلاق الإسلامية. هل يمكن أن ينهى الدين عن معاشرة الفقراء بعد غناهم, بحجة أن الخير فيهم دخيل!!!!! منذ متى كان الفقر والغنى هو المقياس في المعاشرة في الإسلام ؟؟!!!
إذن وصل لدينا الضعف لهذه الدرجة, بحيث نروّج ونصفق لأحاديث مكذوبة 2015 م , بدون أن نتأمل في معناها.
مثال آخر:
لو وصلك برودكاست, يقول فيه :
آداب الصدقة: قبل الصدقة اقرأ الفاتحة سبع مرات, وبعد الصدقة اقرأ التوحيد خمسة عشر مرة, وسيصلك خبر سار خلال أسبوع.
للأسف سيقوم الكثير بالترويج لذلك, وحجتهم أن قراءة السور القرآنية لا يضر.
وهكذا يتم اختراع صلوات لقضاء الحوائج, ونحن نقول: لا مانع من ذلك, فهي صلاة.
وأصبحت المباركة بدخول شهر ربيع الأول أو شهر رجب توجب دخول الإنسان الجنة!!!
ونحن نقول ما المانع من ذلك؟ لا ضرر في المباركة بشهر ربيع أو رجب!!
الآن أجبني: إذا تابعنا على هذا المنوال, ناس يكذبون آداب وصلوات وأدعية وثواب, ونحن نروّج بحجة أنه دعاء, ولا يضر, هي صلاة ولا تضر.... الخ
ما هو الدين الذي سينشأ عليه أجيال الواتساب والفيس بوك؟
سيأتي شخص يكذب التالي: (من أوصل لسانه لأرنبة أنفه دخل الجنة)
وسنقول: لا مانع, لنجرب, يمكن الحديث صحيح, وندخل الجنة.
وسيأتي شخص يكذب التالي (من تصدّق وهو لابس لثوب لونه أخضر وأصفر قضيت حاجته, أقسم بالله أنها مجربة مية بالمية) وسنقول لا مانع من ذلك, فهي صدقة مستحبة.
يا أمة ضحكت من جهلها الأمم
24 / جمادى الأولى / 1436 هـ