بسم الله الرحمن الرحيم
من المعروف بين أهل السلوك أن ترويض الخيال والسيطرة عليه تعد من مهمات السير إلى الله .
ذلك لأن بقاء طائر الخيال متفلتاً ومتنقلاً بين أغصان الأفكار والوساوس ، يحرم السالك من جني ثمار العبادة . حيث أن الوساوس والخيالات الفاسدة أو الباطلة تمنع من حضور القلب في الصلاة والذكر والعبادة .
وبدون حضور القلب عند الله وحضور الله فيه ، لا تتحقق العبادة بالقبول كما في الحديث : " إن لك من صلاتك ما أقبلت عليه بقلبك "
ولأجل معالجة هذه المشكلة
الصعبة ، ينصح أهل السلوك بأمرين ؛
الأول : العمل بالضد ، من خلال مطاردة هذا الخيال وارجاعه إلى حيث بدأ كلما حاول الانتقال من فكرة إلى فكرة ومن صورة إلى أخرى . فإذا داوم السالك على هذه الرياضة مدة ، يحصل على نتائج مهمة .
والثاني : أن يسعى لاقتلاع تلك الشجرة التي هي محل طيران طائر الخيال . وهي شجرة حب الدنيا بأغصانها المتشعبة .