بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين وصلى الله على محمد و آله الطيبين الطاهرين .
عظم الله لجميع المؤمنين والمؤمنات في مشارق الأرض ومغاربها بذكرى إستشهاد الموالي والمضحي لأجل أهل البيت (عليهم السلام) الشهيد السعيد ابن السكيت .
لقد أمرنا الله تبارك وتعالى في محكم كتابه المجيد أن نقول الصدق والحق والانصاف ولو كان يؤذي مشاعر أقرب الناس إلينا كالوالدين والأهل ، قال تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ } . (1) .
وقال تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ } . (2) .
وكذلك أمرنا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بالنطق بالحق والصدق ولو كان ذلك في محضر سلطان جائر وظالم ، فقال (صلى الله عليه وآله وسلم) : (( ألا لا يمنعن رجلا مهابة الناس أن يتكلم بالحق إذا علمه ، ألا إن أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر )) . (3) .
وقد حث أهل البيت (عليهم السلام) أيضاً على هذه الصفة الحميدة التي يمتاز بها المؤمن عن المنافق ، وكيف لا يحثون عليها وهم الصادقون الذين قصدهم الله عز وجل بقوله تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ } . (4) . (5) .
قال الإمام الكاظم (عليه السلام) : ( قل الحق وإن كان فيه هلاكك ، فإن فيه نجاتك . ودع الباطل وإن كان فيه نجاتك فإن فيه هلاكك ) . (6) .
وممن سار على نهج أهل البيت في قول الصدق والحق حتى اشترى الصدق بأغلى الاثمان وهو الحياة ومضى شهيدا في ركب النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا هو صاحب الذكرى في مثل هذا اليوم ابن السكيت رحمة الله ورضوانه على روحه الطاهرة .
مكانة ابن السكيت العلمية :
كان من أصحاب الإمامين الجواد والهادي (ع) ، وكان له دور بالغ الأهمّية في جمع أشعار العرب وتدوينها ، مضافاً إلى نشاطاته الملحوظة في النحو واللغة ، وكان عالماً بالقرآن ونحو الكوفيين ، ومن أعلم الناس باللغة والشعر .
وكان شديد التمسّك بالسنة النبوية والعقائد الدينية ، فقام بجمع الروايات ونقلها ، مع اهتمامه بجمع الشعر العربي وتدوينه .
قصة ابن السكيت رحمه الله مع المتوكل العباسي لعنه الله :
اتفق ان المتوكل العباسي الزم ابن السكيت تأديب ولديه المعتز والمؤيد فقال له يوماً أيما أحب إليك ابناي هذان أم الحسن والحسن ؟ فقال والله ان قنبراً خادم علي (عليه السلام) خيرٌ منك ومن ابنيك فقال المتوكل للأتراك سلوا لسانه من قفاه ففعلوا فمات رحمه الله شهيدا . (7) .
وقيل فأمر الأتراك فداسوا بطنه حتى مات . (8) .
شهادته رحمه الله :
استشهد رحمة الله تعالى عليه في / 5 / رجب الأصب / سنة 244ﻫ .
ومن الصدف العجيبة أنّه كان قد نظم البيتين التاليين قبل حادث مقتله ببضعة أيّام :
يُصاب الفتى من عثرةٍ بلسانه - - - وليس يُصاب المرء من عثرة الرِجل .
فعثرته في القول تذهب رأسه - - - وعثرته في الرِجل تبرأ عن مهل .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الآية 135 / من سورة النساء .
(2) الآية 8 / من سورة المائدة .
(3) كنز العمال / حديث رقم 43588 .
(4) الآية 119 / من سورة التوبة .
(5) قال الحاكم الحسكاني / في شواهد التنزيل لقواعد التفضيل / الجزء 1 / الصفحة 341 : أي مع محمد وعلي .
(6) تحف العقول ، ص 408.
(7) الكنى والألقاب / الجزء 1 / الصفحة 314 - - - تاريخ سامراء / الجزء 2 / الصفحة 232 - - - مواقف الشيعة / الجزء 2 / الصفحة 337 - - - الأعلام للزركلي / الجزء8 / الصفحة 195 .
(8) سفينة البحار / الجزء2 / الصفحة 314 - - - الكنى والالقاب / الجزء1 / الصفحة 314 - - - تاريخ الخلفاء / الصفحة 139 - - - الأعلام / للزركلي / الجزء 8 / الصفحة 195 - - - سير أعلام النبلاء / الجزء 12 / الصفحة 18 .
وبه نستعين وصلى الله على محمد و آله الطيبين الطاهرين .
عظم الله لجميع المؤمنين والمؤمنات في مشارق الأرض ومغاربها بذكرى إستشهاد الموالي والمضحي لأجل أهل البيت (عليهم السلام) الشهيد السعيد ابن السكيت .
لقد أمرنا الله تبارك وتعالى في محكم كتابه المجيد أن نقول الصدق والحق والانصاف ولو كان يؤذي مشاعر أقرب الناس إلينا كالوالدين والأهل ، قال تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ } . (1) .
وقال تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ } . (2) .
وكذلك أمرنا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بالنطق بالحق والصدق ولو كان ذلك في محضر سلطان جائر وظالم ، فقال (صلى الله عليه وآله وسلم) : (( ألا لا يمنعن رجلا مهابة الناس أن يتكلم بالحق إذا علمه ، ألا إن أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر )) . (3) .
وقد حث أهل البيت (عليهم السلام) أيضاً على هذه الصفة الحميدة التي يمتاز بها المؤمن عن المنافق ، وكيف لا يحثون عليها وهم الصادقون الذين قصدهم الله عز وجل بقوله تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ } . (4) . (5) .
قال الإمام الكاظم (عليه السلام) : ( قل الحق وإن كان فيه هلاكك ، فإن فيه نجاتك . ودع الباطل وإن كان فيه نجاتك فإن فيه هلاكك ) . (6) .
وممن سار على نهج أهل البيت في قول الصدق والحق حتى اشترى الصدق بأغلى الاثمان وهو الحياة ومضى شهيدا في ركب النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا هو صاحب الذكرى في مثل هذا اليوم ابن السكيت رحمة الله ورضوانه على روحه الطاهرة .
مكانة ابن السكيت العلمية :
كان من أصحاب الإمامين الجواد والهادي (ع) ، وكان له دور بالغ الأهمّية في جمع أشعار العرب وتدوينها ، مضافاً إلى نشاطاته الملحوظة في النحو واللغة ، وكان عالماً بالقرآن ونحو الكوفيين ، ومن أعلم الناس باللغة والشعر .
وكان شديد التمسّك بالسنة النبوية والعقائد الدينية ، فقام بجمع الروايات ونقلها ، مع اهتمامه بجمع الشعر العربي وتدوينه .
قصة ابن السكيت رحمه الله مع المتوكل العباسي لعنه الله :
اتفق ان المتوكل العباسي الزم ابن السكيت تأديب ولديه المعتز والمؤيد فقال له يوماً أيما أحب إليك ابناي هذان أم الحسن والحسن ؟ فقال والله ان قنبراً خادم علي (عليه السلام) خيرٌ منك ومن ابنيك فقال المتوكل للأتراك سلوا لسانه من قفاه ففعلوا فمات رحمه الله شهيدا . (7) .
وقيل فأمر الأتراك فداسوا بطنه حتى مات . (8) .
شهادته رحمه الله :
استشهد رحمة الله تعالى عليه في / 5 / رجب الأصب / سنة 244ﻫ .
ومن الصدف العجيبة أنّه كان قد نظم البيتين التاليين قبل حادث مقتله ببضعة أيّام :
يُصاب الفتى من عثرةٍ بلسانه - - - وليس يُصاب المرء من عثرة الرِجل .
فعثرته في القول تذهب رأسه - - - وعثرته في الرِجل تبرأ عن مهل .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الآية 135 / من سورة النساء .
(2) الآية 8 / من سورة المائدة .
(3) كنز العمال / حديث رقم 43588 .
(4) الآية 119 / من سورة التوبة .
(5) قال الحاكم الحسكاني / في شواهد التنزيل لقواعد التفضيل / الجزء 1 / الصفحة 341 : أي مع محمد وعلي .
(6) تحف العقول ، ص 408.
(7) الكنى والألقاب / الجزء 1 / الصفحة 314 - - - تاريخ سامراء / الجزء 2 / الصفحة 232 - - - مواقف الشيعة / الجزء 2 / الصفحة 337 - - - الأعلام للزركلي / الجزء8 / الصفحة 195 .
(8) سفينة البحار / الجزء2 / الصفحة 314 - - - الكنى والالقاب / الجزء1 / الصفحة 314 - - - تاريخ الخلفاء / الصفحة 139 - - - الأعلام / للزركلي / الجزء 8 / الصفحة 195 - - - سير أعلام النبلاء / الجزء 12 / الصفحة 18 .
تعليق