اللهم صل على محمد وآل محمد
إنّ الإمام الهادي(عليه السلام) مسؤول عن ترتيب التمهيدات اللازمة لولادة الإمام المهدي(عليه السلام) بحيث يطّلع الأعداء عليها وهم يراقبون بدقة كل تصرفات الإمام الهادي ونشاط ابنه الحسن العسكري(عليهما السلام).
وتشير النصوص الى كيفية تدخّل الإمام الهادي(عليه السلام) لاختيار زوجة صالحة للإمام الحسن العسكري(عليه السلام) بحيث تقوم بالدور المطلوب منها في اخفاء ولادة ابنها المنتظر(1)..
وقد تظافرت نصوص الإمام الهادي(عليه السلام) على أنّ المهدي الذي ينتظر هو حفيده وولد الإمام الحسن العسكري(عليه السلام) وانّه الذي يولد خفية ويقول الناس عنه أنه لم يولد بعد، وانه الذي لا يرى شخصه ولا يحل ذكره باسمه.. وهكذا..
وتضمّنت هذه النصوص جملة من التعليمات الكفيلة بتحقيق غطاء ينسجم مع مهمة الاختفاء والغيبة من قبل الإمام المهدي(عليه السلام).
ومن أجل تحقيق عنصر الارتباط بالإمام في مرحلة الغيبة الاُولى والتي تعرف بالصغرى عمل الإمام على ربط شيعته ببعض وكلائه بشكل خاص وجعله حلقة الوصل بعد كسب ثقة شيعته بهذا الوكيل الذي تولّى مهمة الوكالة للإمام الهادي والعسكري والمهدي(عليهم السلام) معاً، وبذلك يكون قد مهّد لسفارة أوّل سفراء الإمام المهدي(عليه السلام) من دون حدوث مضاعفات خاصة؛ لأن أتباع أهل البيت(عليهم السلام) قد اعتادوا على الارتباط بالإمام المعصوم من خلاله.
وإليك أحد نصوص الإمام الهادي
(عليه السلام) حول قضية الإمام المهدي(عليه السلام):
الكليني، عن علي بن محمد، عن بعض أصحابنا، عن أيوب بن نوح، عن أبي الحسن الثالث(عليه السلام) قال:
إذا رفع علمكم من بين أظهركم فتوقّعوا الفرج من تحت أقدامكم(2).
______________
(1)كمال الدين: 417
مسند الامام الهادي: 104-98.
(2) كمال الدين 379.
تعليق