بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين ..
أيُعقل أن ينتصر الفسق على الإيمان !؟!؟!؟
لنرى من المنتصر: مَن خُضِّب بدمائه أمَّن سلَّ سيف البغي على إمام زمانه ..
في صبيحة يوم العاشر من المحرم سنة 61 اندفع جيش الفسق بسلاحه وعتاده نحو إمام الحق المدافع عن بيضة الدين بأهل بيته وقلة ممن اشتروا مرضاة الله وبذلوا مهجهم في سبيل الله ، ما إن مضت ساعة إلا وإمام الحق وحيداً بين ثلاثين ألف متوحش ، السيوف والرماح أنيابهم ، الحجارة والسهام مخالبهم ، مالوا بها على ابن بنت بنيهم فقابلهم برباطة جأش وقوة إيمان ، لما تكاثروا عليه بأنيابهم ومخالبهم أدموا قلبه فخر صريعاً يخور في دمه ، اعتلى صدره زنيم بنعليه وحزَّ رأسه بسيفه ..
ما إن قتل الحسين عليه السلام إلا واعتلى صوت التكبير من حناجر الفساق مبدين به نشوة الإنتصار ، تبعتها نشوة على وجه الفاسق ابن ازياد لتتجلى بعدها على وجه ابن البغي يزيد العهر في الشام ..
لكن هل يا ترى دامت تلك النشوة على وجوه الطغاة أم أوقفت من قبل اعلام الحق المظهر بأن المنتصر الحقيقي هو من رُفع رأسه على رمح طويل وطيف به في البلدان ..
نعم: بمجرد ان صُرع الحسين بدأ الإعلام الزينبي يبث برامجه المضاد لبرامج إعلام الضلال ..
أظهرت الحوراء عليها السلام سفالة وحقارة جيش البغي من خلال توجيه خطابها له بأن يواري جثمان سيد الشهداء مع انها تعلم بأن لا يلي المعصوم إلا معصوماً لكنها أرادت أن تبين للأجيال أن هذا الجيش الحقير لا يحمل من الإنسانية إلا الصورة ليظهر ذلك في جوابه للحوراء بوطئه لصدر الحسين بخيول الأعوجية ..
أبدت العقيلة عليها السلام للعالم في أي مكان كان كان وفي أي زمان أن الحسين قُتل في سبيل الله ودفاعاً عن دين الله وفي مرضاة الله وذلك من خلال رفعها لجثمانه الطاهر ودعائها بأن يتقبله الله قرباناً قليلاً في سبيله ..
في الكوفة أخرست زينب فاه ابن زياد وبددت بخطابها له نشوة الإنتصار ، ليُعجل بإرسالها ومن في معيتها إلى الشام ..
في الشام: وبعد أن أظهر يزيد العهر الشماتة وأبدى بالزينة والفرح انتصاره وقفت كعبة الأحزان بثباتٍ إيمان لتقرع أسماعه بخطاب بليغ البيان لا يتفوه به أمام الحاكم الباغي إلا من هو متيقن بأن الله معه وهو حاميه وحافظه من شر ذلك السلطان ..
خطاب زينب في الشام تبعه خطاب زين العابدين عليهما السلام ليبدداً به انتصار الظالم ويظهرا به انتصار المظلوم الخالداً على مر الزمان ..
لو سألنا منصفي العالم وأحرارها اليوم من المنتصر؟ أسيف يزيد ام دم الحسين؟ لرأينا جوابهم قد تجلى واضحاً بأن دم الحسين هو المنتصر لأنه سُفك في سبيل الإصلاح ليرسم به خارطة الإنتصار للأحرار على مر العصور وتعاقب الزمان ، أما سيف يزيد فقد أكله الصدأ فتناثرت أجزاؤه على جثمان يزيد العفن ليلفظه التأريخ في مزابله ويسقظه فعله المشين على منخريه في أسفل دركات الجحيم وعذاب النار ..