بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة على محمد واله الطاهرين
أسباب أذى المهدي (عليه السلام) من كلماته (7)
السبب الخامس: عموم الذنوب.
إن من طبيعة الإنسان المؤمن أنه يبغض الذنوب لذاتها، ولذلك تجده ينفر منها حتى لو صدرت من غيره، فيتأذى..
إلى الحدّ الذي أخذ القرآن يُصبّر النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) فيقول له:
(فَلَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ عَلىٰ آثارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً.) [الكهف 6]
(أي مهلك وقاتل نفسك على آثار قومك الذين قالوا : لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعاً ، تمردا منهم على ربهم ( إن لم يؤمنوا ) أي : إن لم يصدقوا ( بهذا الحديث ) أي : بهذا القرآن الذي أنزل عليك ( أسفاً ) أي حزناً وتلهفاً ووجْداً ، بإدبارهم عنك ، وإعراضهم عن قبول ما آتيتهم به)
ومن هنا، وجدنا أن الذنوب هي مما يُدخل الحزن والألم على قلب المعصومين (عليهم السلام)
وعن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: «إنَّ أعمال العباد تُعرَض علىٰ نبيِّكم كلَّ عشية الخميس، فليستحي أحدكم أن تُعرَض علىٰ نبيِّه العمل القبيح».
عَنْ سَمَاعَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ الله (عليه السلام) قَالَ: سَمِعْتُه يَقُولُ:
مَا لَكُمْ تَسُوؤُونَ رَسُولَ الله (صلى الله عليه وآله)! فَقَالَ رَجُلٌ: كَيْفَ نَسُوؤُه؟ فَقَالَ (صلوات الله عليه):
أمَا تَعْلَمُونَ أَنَّ أَعْمَالَكُمْ تُعْرَضُ عَلَيْه، فَإِذَا رَأَى فِيهَا مَعْصِيَةً سَاءَه ذَلِكَ، فَلَا تَسُوؤُوا رَسُولَ الله وسُرُّوه.
ومن نفس هذا المنطلق، نعلم يقيناً أن الذنوب التي تصدر من الناس عموماً، ومن الشيعة خصوصاً، هي مما يُدخل الحزن والغمّ على قلب المولى (عجل الله تعالى فرجه)..
بل هو ما صرّح به (عليه السلام) في مكاتبته للشيخ المفيد (قدس سره) حيث يقول:
«ولو أنَّ أشياعنا وفَّقهم الله لطاعته علىٰ اجتماع من القلوب في الوفاء بالعهد عليهم لما تأخَّر عنهم اليمن بلقائنا، ولتعجَّلت لهم السعادة بمشاهدتنا علىٰ حقِّ المعرفة وصدقها منهم بنا.
فما يحبسنا عنهم إلَّا ما يتَّصل بنا ممَّا نكرهه ولا نُؤثِره منهم، والله المستعان، وهو حسبنا ونعم الوكيل».
حريٌّ بينا إذاً أن نتحرى مواضع رضا الله تبارك وتعالى، إذ هي ما يُقربنا منه جل وعلا، وهي أيضاً ما يُدخل السرور على قلب المولى (عليه السلام)، والأمر تُرك لاختيارنا...
إنتهى الجواب ولله الحمد...
والصلاة على محمد واله الطاهرين
أسباب أذى المهدي (عليه السلام) من كلماته (7)
السبب الخامس: عموم الذنوب.
إن من طبيعة الإنسان المؤمن أنه يبغض الذنوب لذاتها، ولذلك تجده ينفر منها حتى لو صدرت من غيره، فيتأذى..
إلى الحدّ الذي أخذ القرآن يُصبّر النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) فيقول له:
(فَلَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ عَلىٰ آثارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً.) [الكهف 6]
(أي مهلك وقاتل نفسك على آثار قومك الذين قالوا : لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعاً ، تمردا منهم على ربهم ( إن لم يؤمنوا ) أي : إن لم يصدقوا ( بهذا الحديث ) أي : بهذا القرآن الذي أنزل عليك ( أسفاً ) أي حزناً وتلهفاً ووجْداً ، بإدبارهم عنك ، وإعراضهم عن قبول ما آتيتهم به)
ومن هنا، وجدنا أن الذنوب هي مما يُدخل الحزن والألم على قلب المعصومين (عليهم السلام)
وعن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: «إنَّ أعمال العباد تُعرَض علىٰ نبيِّكم كلَّ عشية الخميس، فليستحي أحدكم أن تُعرَض علىٰ نبيِّه العمل القبيح».
عَنْ سَمَاعَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ الله (عليه السلام) قَالَ: سَمِعْتُه يَقُولُ:
مَا لَكُمْ تَسُوؤُونَ رَسُولَ الله (صلى الله عليه وآله)! فَقَالَ رَجُلٌ: كَيْفَ نَسُوؤُه؟ فَقَالَ (صلوات الله عليه):
أمَا تَعْلَمُونَ أَنَّ أَعْمَالَكُمْ تُعْرَضُ عَلَيْه، فَإِذَا رَأَى فِيهَا مَعْصِيَةً سَاءَه ذَلِكَ، فَلَا تَسُوؤُوا رَسُولَ الله وسُرُّوه.
ومن نفس هذا المنطلق، نعلم يقيناً أن الذنوب التي تصدر من الناس عموماً، ومن الشيعة خصوصاً، هي مما يُدخل الحزن والغمّ على قلب المولى (عجل الله تعالى فرجه)..
بل هو ما صرّح به (عليه السلام) في مكاتبته للشيخ المفيد (قدس سره) حيث يقول:
«ولو أنَّ أشياعنا وفَّقهم الله لطاعته علىٰ اجتماع من القلوب في الوفاء بالعهد عليهم لما تأخَّر عنهم اليمن بلقائنا، ولتعجَّلت لهم السعادة بمشاهدتنا علىٰ حقِّ المعرفة وصدقها منهم بنا.
فما يحبسنا عنهم إلَّا ما يتَّصل بنا ممَّا نكرهه ولا نُؤثِره منهم، والله المستعان، وهو حسبنا ونعم الوكيل».
حريٌّ بينا إذاً أن نتحرى مواضع رضا الله تبارك وتعالى، إذ هي ما يُقربنا منه جل وعلا، وهي أيضاً ما يُدخل السرور على قلب المولى (عليه السلام)، والأمر تُرك لاختيارنا...
إنتهى الجواب ولله الحمد...