الذنوب تقوم بدورين:
الأوّل: تحجب الإنسان عن الله عزّ وجلّ، فلا يتمكن الإنسان من الإقبال على الله عزّ وجلّ والتوجّه إليه ، فإنّ الدعاء من الإقبال على الله عزّ وجلّ والذنوب إذا حجبت صاحبها عن الله، هذا يعني أنّها حجبته عن الدعاء، فلا يتوفق للدعاء.
والثاني: لو فرضنا أنّ الإنسان وفق للدعاء، فأنّ هذه الذنوب تحجب الدعاء عن الصعود إلى الله عزّ وجلّ; لأنّ الدعاء إذا صعد إلى الله عزّ وجلّ تتمّ الإجابة، فليس في ساحة الله عزّ وجلّ عجز أو شحّ إذا صعد إليه دعاء العبد وإنّما العجز في الدعاء عن الصعود.إذاً الذنوب قد تحبس الإنسان عن الدعاء وكذلك قد تحبس الدعاء عن الصعود إلى المولى تبارك وتعالى.ولهذا سُئل الإمام أمير المؤمنين(عليه السلام) عن قوله تعالى {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}(19) ما لنا ندعوا، فلا يستجاب لنا؟
قال(عليه السلام):
«فأيّ دعاء يستجاب لكم وقد سددتم أبوابه وطرقه ؟ فاتقوا الله وأصلحوا أعمالكم وخلصوا سرائركم و أمروا بالمعروف وأنهوا عن المنكر فيستجيب الله دعائكم»(20).
وقد أشارت الروايات إلى مجموعة من الذنوب التي تحبس الدعاء منها عقوق الوالدين، وسوء النية، وخبث السريرة، والنفاق، وتأخير الصلوات المفروضة.(21)
------------------------------------
(19) سورة غافر: 60.
(20) بحار الأنوار: 90، ص377، الطبعة الثانية المصححة.(21) راجع معاني الأخبار: 271.
تعليق