بسم الله الرحمن الرحيم
لقد كان عمل زينب سلام الله عليها عملًا استثنائيّاً، عندما تكلّمت في الكوفة وفي الشام في مجلس يزيد بسليط القول، ولم يُعهد ولم يُعرف عنها قبل ذلك ولا بعده كلام وحديث بين الرجال، إذ كيف يكون لها ذلك و هي ربيبة أسد الرجال وابنة معدن العفّة والحياء!
كيف يكون لها ذلك و قد ارتضعت من ثدي الزهراء الطاهر وكبرت في حجرها!
لقد كان لزينب الكبرى حين حطّت الرحال في صحراء كربلاء خمساً وخمسين سنة- كانت تصغر سيّدالشهداء عليه السلام بسنتين- وباعتبار وفاتها في شهر رجب لسنة اثنتين وستّين بعد واقعة عاشوراء بسنة ونصف، فقد عاشت ما يقارب عمر أخيها الحسين عليه السلام.
وقد عاشت سلام الله عليها هذا العمر المديد في المدينة لم يرها أحد من الرجال، ولم يعهد عنها أنّها شاركت في مجالس الرجال أو تحدّثت بينهم أو تكلّمت في بيان التفسير والحديث في مجالس ضمّت الرجال والنساء، مع كونها عالمة أهل البيت، فقد قال لها السجّاد عليه السلام: يَا عَمَّتَاهُ! أنْتِ بِحَمْدِ اللهِ عَالمةٌ غَيْرُ مُعَلَّمَةٌ وَفَهِمَةٌ غَيْرُ مُفَهَّمَةٌ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
آية الله العلاّمة السيّد محمّد الحسين الحسينيّ الطهرانيّ
نور ملكوت القرآن، ج 1، ص 46.
تعليق