ما الحكمة في كون النص على إمامة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام باسمه لم يُذكر في القرآن الكريم، مع شدَّة الحاجة إلى معرفته والإيمان به؟
يُثير الوهابية في حواراتهم مع الشيعة إشكالاً مفاده : لماذا لم يُذكر النص على الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام باسمه في القرآن الكريم مع أهمية هذا الأمر وخطورته؟
ونجيب عليهم بما قاله عالمهم الكبير ابن قيم الجوزية، وننبِّه هنا إلى أنَّ ابن القيم لم يتكلم عن الإمامة، بل سُئِلَ عن مسألة أخرى، ولكنَّه في جوابه المجمل ذكر قاعدة تجري في كل الأمور العقائدية.
قال ابن قيم الجوزية في (كتاب الروح ص218 ط. دار عالم الفوائد) : "فصل وأما المسألة الثامنة وهي قول السائل: ما الحكمةُ في كون عذاب القبر لم يذكر في القرآن، مع شدة الحاجة إلى معرفته والإيمان به ليُحذَر ويُتَّقى؟
فالجواب من وجهين: مجمل، ومفصل.
فأما المجمل، فهو أنَّ الله سبحانه أنزل على رسوله وَحْيَين، وأوجب على عباده الإيمان بهما والعمل بما فيهما، وهما الكتابُ والحكمةُ؛ كما قال تعالى: (وأنزل اللهُ عليكَ الكتاب والحكمة) [النساء: 113]. وقال تعالى: (هو الذي بعث في الأمِّيين رسولاً منهم يتلوا عليهم آياته ويزكِّيهم ويُعَلِّمُهُمُ الكتاب والحكمة) [الجمعة: 2]. وقال تعالى: (واذكرنَ ما يُتلى في بيوتِكُنَّ من آيات الله والحكمة) [الأحزاب: 34].
والكتاب هو القرآن، والحكمة هي السنة، باتفاق السلف. وما أخبر به الرسول عن الله، فهو في وجوب تصديقه والإيمان به كما أخبَر به الربُّ تعالى على لسان رسوله. هذا أصلٌ متفق عليه بين أهل الإسلام، لا ينكره إلا من ليس منهم. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إني أوتيتُ الكتابَ ومثلَه معه"".
الوثيقة
أقول : مُلخَّص كلام ابن القيم :
أنَّ الله سبحانه وتعالى أنزلَ على رسوله وَحْيَيْن وأوجب على عباده الإيمان بهما والعمل بما فيهما، وهما : الكتاب والسُّنَّة، وأنَّ ما أخبر به الرسول عن الله، فهو في وجوب تصديقه والإيمان به كالقرآن الكريم، وأنَّ هذا أصلٌ متفق عليه بين أهل السلام، لا ينكره إلا من ليس منهم.
فمن يرفض الاستدلال بالأحاديث النبوية ويصرُّ على أن يكون الاستدلال بآية قرآنية فقد خالف هذا الأصل المتفق عليه بين أهل الإسلام، وهذا الأصل لا ينكره إلا من لم يكن من أهل الإسلام.
ترجمة ابن قيم الجوزية من كتاب شذرات الذهب لابن العماد الحنبلي
يُثير الوهابية في حواراتهم مع الشيعة إشكالاً مفاده : لماذا لم يُذكر النص على الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام باسمه في القرآن الكريم مع أهمية هذا الأمر وخطورته؟
ونجيب عليهم بما قاله عالمهم الكبير ابن قيم الجوزية، وننبِّه هنا إلى أنَّ ابن القيم لم يتكلم عن الإمامة، بل سُئِلَ عن مسألة أخرى، ولكنَّه في جوابه المجمل ذكر قاعدة تجري في كل الأمور العقائدية.
قال ابن قيم الجوزية في (كتاب الروح ص218 ط. دار عالم الفوائد) : "فصل وأما المسألة الثامنة وهي قول السائل: ما الحكمةُ في كون عذاب القبر لم يذكر في القرآن، مع شدة الحاجة إلى معرفته والإيمان به ليُحذَر ويُتَّقى؟
فالجواب من وجهين: مجمل، ومفصل.
فأما المجمل، فهو أنَّ الله سبحانه أنزل على رسوله وَحْيَين، وأوجب على عباده الإيمان بهما والعمل بما فيهما، وهما الكتابُ والحكمةُ؛ كما قال تعالى: (وأنزل اللهُ عليكَ الكتاب والحكمة) [النساء: 113]. وقال تعالى: (هو الذي بعث في الأمِّيين رسولاً منهم يتلوا عليهم آياته ويزكِّيهم ويُعَلِّمُهُمُ الكتاب والحكمة) [الجمعة: 2]. وقال تعالى: (واذكرنَ ما يُتلى في بيوتِكُنَّ من آيات الله والحكمة) [الأحزاب: 34].
والكتاب هو القرآن، والحكمة هي السنة، باتفاق السلف. وما أخبر به الرسول عن الله، فهو في وجوب تصديقه والإيمان به كما أخبَر به الربُّ تعالى على لسان رسوله. هذا أصلٌ متفق عليه بين أهل الإسلام، لا ينكره إلا من ليس منهم. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إني أوتيتُ الكتابَ ومثلَه معه"".
الوثيقة
أقول : مُلخَّص كلام ابن القيم :
أنَّ الله سبحانه وتعالى أنزلَ على رسوله وَحْيَيْن وأوجب على عباده الإيمان بهما والعمل بما فيهما، وهما : الكتاب والسُّنَّة، وأنَّ ما أخبر به الرسول عن الله، فهو في وجوب تصديقه والإيمان به كالقرآن الكريم، وأنَّ هذا أصلٌ متفق عليه بين أهل السلام، لا ينكره إلا من ليس منهم.
فمن يرفض الاستدلال بالأحاديث النبوية ويصرُّ على أن يكون الاستدلال بآية قرآنية فقد خالف هذا الأصل المتفق عليه بين أهل الإسلام، وهذا الأصل لا ينكره إلا من لم يكن من أهل الإسلام.
ترجمة ابن قيم الجوزية من كتاب شذرات الذهب لابن العماد الحنبلي
تعليق