التكبّر المصدر الأساسي للكثير من الذنوب
* * * ** * * * * * * * * *
لو تأملنا في حالات الأشخاص الّذين يعيشون الحسد، الحرص، بذاءة اللسان، والذنوب الاُخرى لرأينا أنّ الأصل ومصدر جميع هذه الرذائل الأخلاقية تنشأ من صفة التكبّر، فهؤلاء لا يجدون في أنفسهم رغبة لرؤية من هو أفضل منهم، ولهذا فإنّ أيّة نعمة وموهبة وموفقية تكون من نصيب الآخرين فسوف يتعاملون معهم من موقع الحسد.* * * ** * * * * * * * * *
إن هؤلاء ولغرض توطيد أركان حالة الفوقية لشخصياتهم فإنّهم يحرصون على جمع الأموال والثروات.
ولغرض إظهار العلو على الآخرين يبيحون لأنفسهم تحقيرهم ويلوثون ألسنتهم بأنواع البذاءة في الكلام والسبّ والشتم والهتك لإشباع هذه الحاجة والنقص في أنفسهم ولإطفاء هذه النار المستعرة في وجودهم.
ونقرأ في حديث عن أميرالمؤمنين قوله «اَلْحِرْصُ وَالْكِبْرُ وَالْحَسَدُ دَوَاع اِلَى تَقَحُّم الذُّنُوبِ» (1).
ونقرأ في حديث آخر عن الإمام علي (عليه السلام) أيضاً أنّه قال : «التَّكَبُّرُ يُظْهِرُ الرَّذِيلَةَ» (2).
___________________
1. نهج البلاغة، الحكمة 371.
2. غرر الحكم، ح 523.
تعليق