اللهم صل على محمد وآل محمد
لزوم الثبات والاستقامة في أدوار التمحيص والامتحان في الغيبة: منها:
ما رواه النعماني بسنده عن أبي بصير، قال:
سمعت أبا جعفر محمّد بن عليّ عليه السلام يقول:
*والله! لتميّزنّ، والله لتمحّصنّ، والله لتغربلنّ كما يغربل الزؤان من القمح*.
-والزّؤان هو الحبّ الذي يشبه الحنطة ويصغر عنه حجماً ينبت بين الحنطة-.
وروي عن عبد الله بن أبي يعفور، عن أبي عبد الله عليه السلام أنّه سمعه يقول:
*ويل لطغاة العرب من شرّ قد اقترب*، قلت:
جعلت فداك، كم مع القائم من العرب؟ قال:
*شيء يسير*.
فقلت: والله إنّ من يصف هذا الأمر منهم لكثير، فقال:
*لا بدّ للنّاس من أن يمحّصوا ويميّزوا ويغربلوا ويخرج من الغربال خلق كثير*.
وفي رواية اُخرى لمّا قيل له:
إنّ شيعته كثير، فقال أبو عبد الله عليه السلام:
*أما لو كملت العدّة الموصوفة ثلاثمائة وبضعة عشر كان الذي تريدون، ولكنّ شيعتنا من*
*لا يعدو صوته سمعه*،
*ولا شحناؤه بدنه*،
*ولا يمدح بنا معلناً*،
*ولا يخاصم بنا قالياً*،
*ولا يجالس لنا عايباً*،
*ولا يُحدِّث لنا ثالباً*،
*ولا يحبّ لنا مبغضا*ً،
*ولا يبغض لنا محبّاً*.
فقلت:
فكيف أصنع بهذه الشيعة المختلفة الذين يقولون إنّهم يتشيّعون؟ فقال:
*فيهم التمييز*،
*وفيهم التمحيص*،
*وفيهم التبديل*،
*يأتي عليهم سنون تفنيهم*،
*وسيف يقتلهم*،
*واختلاف يبدّدهم*،
*إنّما شيعتنا من لا يهرّ هرير الكلب*،
*ولا يطمع طمع الغراب*،
*ولا يسأل النّاس بكفّه، وإن مات جوعاً*.
وهذه الرواية حاسمة في بيان علامة الاستقامة على ولاية أهل البيت عليهم السلام، والرواية تنبأ عن مروق كثير من الشيعة من التشيّع لتولّيهم المخالفين ومعاداتهم للموالين تحت شعارات خدّاعة، وعناوين ملتبسة تنطوي على شرائح كثيرة لا تبصر الحقيقة من الدجل.
----------------------------
فقه علائم الظهور.
المؤلف : الشيخ محمد السند.
ص : ٥٩-٦٠.