السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وآل محمد
🍃🕊🍃🕊🍃🕊🍃🕊🍃
وفي سنة (6203) في اليوم السابع و العشرين من رجب الذي صادف في يوم النيروز بعث النبي (صلّى اللّه عليه و آله) و عمره الشريف أربعون سنة.
روي عن الحسن العسكري (عليه السّلام) انّه قال: «فلمّا استكمل أربعين سنة و نظر اللّه عز و جل الى قلبه فوجده أفضل القلوب و أجلّها و أطوعها و أخشعها و أخضعها، أذن لأبواب السماء ففتحت، و محمّد ينظر إليها و أذن للملائكة فنزلوا و محمّد ينظر إليهم، و أمر بالرحمة فنزلت عليه من لدن ساق العرش الى رأس محمد و غمرته، و نظر الى جبرئيل الروح الامين المطوّق بالنور طاوس الملائكة هبط إليه و أخذ بضبعه و هزّه و قال: يا محمّد اقرأ، قال: و ما اقرأ؟ قال: يا محمّد {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ } [العلق: 1، 2] - الى قوله- ما لَمْ يَعْلَمْ ثم أوحى إليه ما أوحى إليه ربّه عز و جل ...» .
و في رواية أخرى: «ثم أنزل اللّه تعالى، جبرائيل و ميكائيل (عليهما السّلام)، و مع كل واحد منهما سبعون الف ملك، و أتى بالكرسي و وضع تاجا على رأس محمد (صلّى اللّه عليه و آله)، و أعطى لواء الحمد بيده، فقال: أصعد عليه و أحمد اللّه ، فلمّا نزل عن الكرسي توجّه الى خديجة، فكان كل شيء يسجد له و يقول بلسان فصيح: السلام عليك يا نبيّ اللّه (السلام عليك يا رسول اللّه)، فلمّا دخل الدار، صارت الدار منوّرة فقالت خديجة: و ما هذا النور؟ قال: هذا نور النبوة، قولي لا إله الا اللّه محمدا رسول اللّه، فقالت: طال ما قد عرفت ذلك، ثم أسلمت، فقال: يا خديجة إنّي لأجد بردا، فدثّرت عليه فنام فنودي:
{يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنْذِرْ * وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ} [المدثر: 1 - 3] .
فقام و جعل اصبعه في أذنه و قال: اللّه أكبر، اللّه أكبر، فكان كل موجود يسمعه يوافقه» .
وأظهر النبي (صلّى اللّه عليه و آله) دعوته في سنة (6207) بعد ما كان يدعوهم ثلاث سنين في الخفاء ...
فجاءه جبرئيل بهذه الآية: { فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ * إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ} [الحجر: 94، 95]
فذهب (صلّى اللّه عليه و آله) الى جبل صفا و أنذر الناس و دعاهم الى الدين المبين و تلا عليهم القرآن ...
ولاقى منهم الأذى و العذاب و المشقّة، و ذكره لا يناسب هذا المختصر و قد ذكرنا في النوع الخامس من معجزاته ما يناسب هذا المقام.
و بدأ كفّار قريش بإيذاء و تعذيب المسلمين و كانوا يلبسونهم الدروع و يوقفونهم في الشمس ليتبرّؤوا من محمّد (صلّى اللّه عليه و آله).
يقول المؤلف: سنذكر في شرح احوال اصحاب النبي (صلّى اللّه عليه و آله) و في قصّة عمار ما لاقى المسلمون من المشركين من الاذى و العذاب.
وهاجر أصحاب رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) الى الحبشة في سنة (6208) و ذلك لمّا اشتدّت قريش في أذى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) و اصحابه الذين آمنوا معه بمكّة ... فأمرهم رسول اللّه بالهجرة الى أرض الحبشة، و الأحباش من أهل الكتاب، و النجاشي ملك الحبشة يومئذ و كان لا يظلم أحدا ...
و هذه هي اول هجرة وقعت لبعض المسلمين، و الهجرة الكبرى هي التي هاجر فيها رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) من مكّة الى المدينة.
و من جملة من هاجر الى الحبشة، عثمان بن عفّان و زوجته رقيّة، و أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة مع زوجته سهلة، و رزقه اللّه هناك محمد بن أبي حذيفة و هاجر أيضا الزبير بن العوام، و مصعب بن عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار، و عبد الرحمن بن عوف و أبو سلمة
مع زوجته أم سلمة، و عثمان بن مضعون، و عامر بن ربيعة، و جعفر بن ابي طالب رضى اللّه عنه مع زوجته اسماء بنت عميس، و عمرو بن سعيد بن العاص و أخوه خالد مع زوجتيهما، و عبد اللّه بن جحش مع زوجته أم حبيبة بنت ابي سفيان، و أبو موسى الاشعري ، و أبو عبيدة الجراح، و جمع آخر يزيدون على ثمانين نفر.
فخرجوا من مكّة في شهر رجب و ركبوا السفينة متوجّهين الى الحبشة، فأمنوا هناك من كيد المشركين و عبدوا اللّه مطمئنين.
قال أبو طالب يحضّ النجاشي على نصرة النبي (صلّى اللّه عليه و آله):
تعلم مليك الحبش أنّ محمّدا نبيّ كموسى و المسيح بن مريم
أتى بالهدى مثل الذي أتيا به فكلّ بأمر اللّه يهدى و يعصم
و انّكم تتلونه في كتابكم بصدق حديث لا حديث المرجّم
و انّك ما يأتيك منّا عصابة بفضلك الّا عاودوا بالتكرّم
فلا تجعلوا للّه ندّا و أسلموا فانّ طريق الحقّ ليس بمظلم.
و في سنة (6209) بعد البعثة بخمس سنين، ولدت فاطمة (صلوات اللّه عليها) بنت رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج1،ص72-75.
اللهم صل على محمد وآل محمد
🍃🕊🍃🕊🍃🕊🍃🕊🍃
وفي سنة (6203) في اليوم السابع و العشرين من رجب الذي صادف في يوم النيروز بعث النبي (صلّى اللّه عليه و آله) و عمره الشريف أربعون سنة.
روي عن الحسن العسكري (عليه السّلام) انّه قال: «فلمّا استكمل أربعين سنة و نظر اللّه عز و جل الى قلبه فوجده أفضل القلوب و أجلّها و أطوعها و أخشعها و أخضعها، أذن لأبواب السماء ففتحت، و محمّد ينظر إليها و أذن للملائكة فنزلوا و محمّد ينظر إليهم، و أمر بالرحمة فنزلت عليه من لدن ساق العرش الى رأس محمد و غمرته، و نظر الى جبرئيل الروح الامين المطوّق بالنور طاوس الملائكة هبط إليه و أخذ بضبعه و هزّه و قال: يا محمّد اقرأ، قال: و ما اقرأ؟ قال: يا محمّد {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ } [العلق: 1، 2] - الى قوله- ما لَمْ يَعْلَمْ ثم أوحى إليه ما أوحى إليه ربّه عز و جل ...» .
و في رواية أخرى: «ثم أنزل اللّه تعالى، جبرائيل و ميكائيل (عليهما السّلام)، و مع كل واحد منهما سبعون الف ملك، و أتى بالكرسي و وضع تاجا على رأس محمد (صلّى اللّه عليه و آله)، و أعطى لواء الحمد بيده، فقال: أصعد عليه و أحمد اللّه ، فلمّا نزل عن الكرسي توجّه الى خديجة، فكان كل شيء يسجد له و يقول بلسان فصيح: السلام عليك يا نبيّ اللّه (السلام عليك يا رسول اللّه)، فلمّا دخل الدار، صارت الدار منوّرة فقالت خديجة: و ما هذا النور؟ قال: هذا نور النبوة، قولي لا إله الا اللّه محمدا رسول اللّه، فقالت: طال ما قد عرفت ذلك، ثم أسلمت، فقال: يا خديجة إنّي لأجد بردا، فدثّرت عليه فنام فنودي:
{يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنْذِرْ * وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ} [المدثر: 1 - 3] .
فقام و جعل اصبعه في أذنه و قال: اللّه أكبر، اللّه أكبر، فكان كل موجود يسمعه يوافقه» .
وأظهر النبي (صلّى اللّه عليه و آله) دعوته في سنة (6207) بعد ما كان يدعوهم ثلاث سنين في الخفاء ...
فجاءه جبرئيل بهذه الآية: { فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ * إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ} [الحجر: 94، 95]
فذهب (صلّى اللّه عليه و آله) الى جبل صفا و أنذر الناس و دعاهم الى الدين المبين و تلا عليهم القرآن ...
ولاقى منهم الأذى و العذاب و المشقّة، و ذكره لا يناسب هذا المختصر و قد ذكرنا في النوع الخامس من معجزاته ما يناسب هذا المقام.
و بدأ كفّار قريش بإيذاء و تعذيب المسلمين و كانوا يلبسونهم الدروع و يوقفونهم في الشمس ليتبرّؤوا من محمّد (صلّى اللّه عليه و آله).
يقول المؤلف: سنذكر في شرح احوال اصحاب النبي (صلّى اللّه عليه و آله) و في قصّة عمار ما لاقى المسلمون من المشركين من الاذى و العذاب.
وهاجر أصحاب رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) الى الحبشة في سنة (6208) و ذلك لمّا اشتدّت قريش في أذى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) و اصحابه الذين آمنوا معه بمكّة ... فأمرهم رسول اللّه بالهجرة الى أرض الحبشة، و الأحباش من أهل الكتاب، و النجاشي ملك الحبشة يومئذ و كان لا يظلم أحدا ...
و هذه هي اول هجرة وقعت لبعض المسلمين، و الهجرة الكبرى هي التي هاجر فيها رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) من مكّة الى المدينة.
و من جملة من هاجر الى الحبشة، عثمان بن عفّان و زوجته رقيّة، و أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة مع زوجته سهلة، و رزقه اللّه هناك محمد بن أبي حذيفة و هاجر أيضا الزبير بن العوام، و مصعب بن عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار، و عبد الرحمن بن عوف و أبو سلمة
مع زوجته أم سلمة، و عثمان بن مضعون، و عامر بن ربيعة، و جعفر بن ابي طالب رضى اللّه عنه مع زوجته اسماء بنت عميس، و عمرو بن سعيد بن العاص و أخوه خالد مع زوجتيهما، و عبد اللّه بن جحش مع زوجته أم حبيبة بنت ابي سفيان، و أبو موسى الاشعري ، و أبو عبيدة الجراح، و جمع آخر يزيدون على ثمانين نفر.
فخرجوا من مكّة في شهر رجب و ركبوا السفينة متوجّهين الى الحبشة، فأمنوا هناك من كيد المشركين و عبدوا اللّه مطمئنين.
قال أبو طالب يحضّ النجاشي على نصرة النبي (صلّى اللّه عليه و آله):
تعلم مليك الحبش أنّ محمّدا نبيّ كموسى و المسيح بن مريم
أتى بالهدى مثل الذي أتيا به فكلّ بأمر اللّه يهدى و يعصم
و انّكم تتلونه في كتابكم بصدق حديث لا حديث المرجّم
و انّك ما يأتيك منّا عصابة بفضلك الّا عاودوا بالتكرّم
فلا تجعلوا للّه ندّا و أسلموا فانّ طريق الحقّ ليس بمظلم.
و في سنة (6209) بعد البعثة بخمس سنين، ولدت فاطمة (صلوات اللّه عليها) بنت رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج1،ص72-75.
تعليق