أيُّها القدِّيسُ الغائبُ في فنارِ اللهِ .. متى تثمرُ سدرةُ المنتهى ؟
متى تعشوشبُ أنفاسُ الليلِ المُتهجِّدِ بالنورِ ؟
متى تعانقُ مرافئُ الحنينِ أشرعةَ الخلاص ؟
متى تستيقظُ أرواحُ الكهفِ من سُباتِ الحَجَرْ ؟
متى تَّتقدُ بوصلةُ السماءِ على قبلةِ نزيفِ الطفِّ ؟
قوافلُ الدموعِ أسرَتْ من عيونِ التيه .. الصوتُ ــ النبوءة ــ الذي أوقدَ في روحِها بوصلةَ الهدى تتبعه بقلبِها قبلَ مسراها .. تحثّها (جاذبيته) التي بثّت فيها انتماءها إليه .. تتوقُ له .. تسترجعُ صداهُ في نفسِها وقلبِها وروحِها و..... لتلبِي نداءَ القلبِ المنقذِ الذي ينتشِلُها من جرفِ سيلٍ عارمٍ، وشفا وادٍ سحيق ويقودُها إلى الواحةِ السماويةِ وهي تشيرُ إليها بأفيائها وسطَ الضباب......
إنه شلالُ الطمأنينةِ ينسابُ إلى قلبهِا الوالهِ... لقد عانقتِ الأملُ الذي يشعُّ في عتمةِ الروح ووردت ساقيةَ النجاةِ (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًاً).
محمد طاهر الصفار- بتصرف
تعليق