إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الامام علي وابعاد الولاية الإلهية

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الامام علي وابعاد الولاية الإلهية

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صلِ على محمد واله الطاهرين الطاهرين

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    ورد في الحديث عن الإمام الكاظم “عليه السلام”: (جميع ما حرّم الله في القرآن هو الظاهر، والباطن من ذلك أئمة الكفر، وجميع ما أحل الله تعالى في الكتاب هو الظاهر والباطن من ذلك أئمة الحق)
    فالإمامة في مفهومنا الإسلامي عنوان مقدس لارتباطها بالمسار العام للأمة الإسلامية فإن كان الإمام صالحاً كانت الأمة كذلك, وإن كان فاسداً صارت الأمة فاسدة... والتاريخ الإنساني العام, وتاريخنا الإسلامي الخاص شاهد على ذلك, خصوصاً بعد انتهاء مرحلة الخلفاء الأربعة وصيرورة الحكم في الإسلام متوارثاً بين العائلات من الأموية والعباسية وصولاً إلى السلطنة العثمانية حيث انقطع نظام الخلافة كلياً, وصارت الأمة الواحدة الموحدة بالإسلام دولاً وكيانات وطنية وقومية وذات أفكار مستوردة من هنا وهناك بحيث صار الإسلام جامعاً فوقياً فقط بمعنى أنه صار عنواناً بدون معنون وشعاراً بلا مضمون بل نتجرأ ونقول بأنه صار عاًملاً سلبياً بدلاً من أن يكون عاملاً ايجابياً لأن المسالة ليست مسالة شعارات نطرحها بل المسألة هي بالثمار النتائج الإيجابية النافعة للأمة من وراء الشعارات المطروحة.
    من هذه المقدمة الموجزة ندخل إلى قضية " الولاية والإمامة" لتفسير معناها أولاً, ثم لنبين مقامها في العقيدة الإسلامية ثانياً, ومن بعدها ثم الانتقال إلى بُعدها العملي والتطبيقي في حياة الأمة ككل.
    أولاً: معنى الإمامة: فالإمام هو ما يتبع ولا فرق بين أن يكون هذا الشيء إنساناً يتبع قوله أو فعله أو كتاباً أو شيئاً آخر, ولا فرق في صدق هذا اللفظ بين أن يكون المتبع حقاً أم باطلاً، أما بالنسبة إلى الإنسان بالخصوص فالإمام هو الأسوة والقدوة والهادي إلى الرشد والتكامل إن كان الإمام صالحاً, أو إلى الانحطاط والتقهقر إن كان الإمام فاسداً ولذا نجد أن القرآن الكريم طرح مفهوم الإمامة بجانبيه "الإيجابي" كما في قوله للنبي إبراهيم “عليه السلام”: ﴿ ... إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا ... ﴾ ، "والسلبي" كما في قوله تعالى: ﴿ وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ ... ﴾ كما في حالة فرعون وغيره.
    ولا بد من الإشارة في هذا المجال إلى أن أعمال الإنسان لها ظاهر وباطن حتى التوحيد, فجسمه هو الإقرار باللسان وروحه التصديق بمحتوى كلمة التوحيد وتجسيد ذلك فعلاً وقولاً وكذلك الصلاة فظاهرها الأفعال والحركات وروحها هو النهي عن المنكر والفحشاء من خلال التوجّه الخالص لله عز وجل.
    بعد بيان معنى كلمة الإمام يتضح لنا أن الإمامة بمعنى " الولاية والقيادة" ليست مسألة عادية في المنظار العقائدي الإسلامي بل لها مكانة دقيقة جداً طالما أن ارتقاء الأمة وانحطاطها منوط بها, وعليه تكون الإمامة هي: (روح ولب وقلب جميع عقائد وأفعال الإنسان المسلم)، ومن هنا نفهم معنى الحديث الوارد عند السنة والشيعة عن رسول الله “صلى الله عليه وآله” بأنه: (من مات بغير إمام مات ميتة جاهلية)، وهذا الحديث نقله أحمد بن حنبل في مسنده والمراد من الجاهلية هنا ليس الجهل الذي هو في مقابل العلم , بل الكفر في مقابل الإيمان لأن أهل الجاهلية لم يكونوا جاهلين بالقراءة والكتابة بل كانوا كافرين ومشركين وعبدة أصنام وأوثان وعليه فمعنى الحديث أن سلخ الولاية عن الإسلام هو إفراغ لهذا الدين من مضمونه ومحتواه وإعادة الأمور إلى زمن الجاهلية لكن بلباس إسلامي سطحي وظاهري.
    فالإسلام هو دين الحياة ودين الآخرة أيضاً, ولا بد لمن يعمل على تطبيق هذا الإسلام أن يكون إنساناً كاملاً تاماً مبرء من كل عيب ونقص حتى يستطيع أن يعكس هذا الإسلام ويجسده عملاً صحيحاً سليماً موافقاً للمواصفات والشروط الإلهية وهذا يفترض بمن يسهر على التطبيق ويراقب التنفيذ ان يكون إنساناً معصوماً على حد عصمة الأنبياء “عليهم السلام” ولذا ورد في الحديث عن الإمام زين العابدين ”عليه السلام”: (الإمام منا لا يكون إلا معصوماً وليست العصمة في ظاهر الخلق فيعرف بها, لذا وجب أن يكون منصوصاً) وإذا كان الإمام متصفاً بصفة العصمة فسوف يكون التزامه بأحكام الإسلام التزاماً دقيقاً وكاملاً وسيحرص على أن يطبقه المسلمون كذلك, وسيدفع عن هذا الدين كلما يمكن أن يثار حوله شبهات وشكوك لأن من مقام عصمته قادر على أداء كل تلك المهمات بدون عجز أو احتياج إلى المساعدة من أحد, وهذا واضح لمن يراجع سيرة الأئمة الإثني عشر عليهم السلام.
    يضاف إلى ذلك أن الإمامة بمعنى الولاية والقيادة والقدوة هي شرط لقبول الأعمال من المسلم وقد نقل السنة والشيعة أخباراَ عن هذه المسالة وينقل الطبري في كتاب " الأوسط" عن طريق أبي ليلى عن الإمام الحسين”عليه السلام” عن رسول الله ”صلى الله عليه وآله” (إلزموا مودتنا أهل البيت فإنه من لقي الله عز وجل وهو يودّنا دخل الجنة بشفاعتنا والذي نفسي بيده لا ينفع عبداً عمله إلا بمعرفة حقّنا)، وقد نقلها أيضاً من علماء أهل السنة "الهيثمي" "وإبن حجر" "والحضرمي"
    والمراد من المودة هنا ليست " المحبة" فقط, بل المراد هو المولاة والاتباع والإقتداء لأنهم كما ورد عن النبي حول الأئمة “عليهم السلام”: (بأنهم سفينة النجاة من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق وهوى)، ولذا نرى ما يؤكد هذا المعنى فيما قال رسول الله “صلى الله عليه وآله” لسلمان الفارسي ....(يا سلمان من مات من أمتي وليس له إمام منهم يعرفه فهي ميتة جاهلية, فإن جهله وعاداه فهو مشرك وإن جهله ولم يعاده ولم يوالِ له عدواً فهو جاهل وليس مشرك).
    وبناء على ذلك فالإمامة من الإسلام هي بمنزلة الروح من الجسد فكما أن الجسد لا حياة فيه ولا حراك ولا قيمة له بدون الروح, فالإسلام كذلك بدون الإمامة والولاية ولذا أجمع المسلمون على الولاية في الإسلام, وإن كانوا قد اختلفوا في تحديد من هم الأئمة والأولياء بعد رسول الله “صلى الله عليه وآله” وفقاً لمقولتي "النص" و"الشورى".

    السَّلامُ عَلَى مَحَالِّ مَعْرِفَةِ اللهِ ، وَمَسَاكِنِ بَرَكَةِ اللهِ ، وَمَعَادِنِ حِكْمَةِ اللهِ ، وَحَفَظَةِ سِرِّ اللهِ ، وَحَمَلَةِ كِتَابِ اللهِ ، وَأَوْصِيَاءِ نَبِيِّ اللهِ ، وَذُرِّيَّةِ رَسُولِ اللهِ .

  • #2

    اللهم صل على محمد وال محمد
    احسنتم
    بارك الله بكم
    شكرا لكم كثيرا

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X