السؤال: قيامه بالثورة دون غيره من الأئمة (عليه السلام)
لقد سألني أحد الاخوة السنة بهذا السؤال:
حول ثورة الحسين رضي الله عنه وخروجه في وجه يزيد حتى ادى الامر الى مقتله واهل بيته يجيبوننا انه قام بثورته تلك لان يزيد كان يريد هدم الدين ولانه كان ظالما
يستبيح الحرمات وان له ولاة ظلمة منهم عبيد الله بن زياد الى غير ذلك طيب نحن نعلم ان الامويين منهم بيتان البيت السفياني ومنه معاوية ويزيد وهؤلاء عاصرهم علي والحسن والحسين ثم هناك البيت المرواني من سلالة مروان بن الحكم وهو البيت الاقوى والاشد وصانع الدولة الاموية اذ امتد حكمه من سنة 65ه الى 132ه والبيت المرواني عاصره السجاد والباقر والصادق.
السؤال المطروح هنا هو لماذا لم يقم السجاد مثلا بالثورة على عبد الملك بن مروان ما دام عبد الملك لا يقل عن يزيد اذ هاجم الكعبة وسلط واليه المعروف الحجاج بن يوسف على اهل العراق يسومهم سوء العذاب ورغم ذلك لم نسمع بثورة مثل ما قام به الحسين في وجه يزيد؟
هذا اولا وثانيا كلنا يعلم ان الفترة المروانية كانت هي الاطول في الدولة الاموية فهل يعقل ان لا يقوم المعصومون بثورة فيها هل كانت الامور فيها على ما يرام وكلنا يعلم ان زيد بن السجاد واخو الباقر ثار على هشام بن عبد الملك حتى قتل بينما الباقر لم يقم هو ولا ابنه الصادق باي ثورة؟ فما هو السبب يا ترى؟
فما هو الجواب على هذا الاشكال يرحمكم الله؟؟
الجواب:
إن الاختلاف بين الأئمة (عليهم السلام) في الأدوار التي قاموا به يتضح من خلال النقاط الآتية:
1- إن اختلاف الظروف المحيطة بالإمام تجعل هناك تغايراً في العمل بين إمام وأخر.
2- إن الدور الذي قام به الإمام الحسين (عليه السلام) هو كشف حقيقة الخلافة الأموية، وإنها غير شرعية، وإنها لا تمثل الدين الإسلامي الصحيح، وهذا الأمر تحقق بثورة الحسين (عليه السلام) فلا يحتاج بعدها إلى نفس هذا العمل لأن الأمر بات واضحاً.
3- إن القيام بالثورة يحتاج إلى إعداد نفسي وتعبئة للجماهير لفهم الظالم من المظلوم،ولو لم يحصل هذا الإعداد لاختلاط الأمر ولم يعرف الظالم من المظلوم، بل يصبح قتال بين فئتين ولعله يقال عنهما مؤمنتين فيلتبس الحق بالباطل، وهذا الإعداد حصل من خلال الإمام الحسن (عليه السلام) حيث صالح معاوية واشترط عليه شروط منها رجوع الخلافة إليه وإلى الحسين (عليهما السلام).
4- إن الثورات التي تلاحقت بعد ثورة الحسين (عليه السلام) من قبل العلويين وغيرهم ما هي الا نتاج لثورة الحسين (عليه السلام) ولا يشترط في الثورات أن يقوم بها الإمام بنفسه بل في غيره الكفاية.
5- إن الأئمة (عليهم السلام) كان لديهم علم بامتداد دولة بني أمية ودولة بني العباس فالقيام بالثورة لأجل الانتصار العسكري غير موجود في حسابات الأئمة (عليهم السلام).
6- إن هناك أولويات لدى كل إمام فالأهم لابد من تقديمه على المهم وليست الثورات هي الأهم لدى جميع الأئمة.
موقع مركز الابحاث العقائدية
تعليق