بسم الله الرحمن الرحيم
السؤال : يقول بعض المؤلّفين: إنّ قوله تعالى: «وَلَقَد هَمَّتْ به وَهَمَّ بهَا لَولا' أنْ رَءَا بُرهَانَ رَبِّه»(3) معناه: «أنّ يوسف (ع) تحرّك بغريزته وبما هو بشر اندفاعاً من شهوته الجنسية نحو العمل بعد الإغراء عليه، إلا أنّه لمّا رأى برهان ربّه امتنع عن المعصية» وهذا المقدار ـ وهو وجود الداعي للمعصية ـ لا دليل على عدمه بالنسبة للمعصوم بل المنافي للعصمة هو المعصية الخارجية.
ما هي عقيدة الشيعة في مسألة العصمة وحدودها؟
الجواب من سماحة آية الله العظمى الشيخ جواد التبريزي [قدس] :
باسمه تعالى
المراد بالعصمة هي أنّ الأنبياء والأئمة (عليهم السلام) بلغوا من العلم واليقين حدّاً لا تنقدح في نفوسهم الدواعي للمعصية فضلاً من فعلها، وهذا لا يتنافى مع قدرة الإنسان على المعصية، كما أنّ الإنسان العادي معصوم عن بعض الأفعال القبيحة كأكل القاذورات مثلاً مع قدرته عليها، لكنّه لشدّة قبحها في نظره لا ينقدح في نفسه الداعي لفعلها فضلاً عن القيام.
وإنّما أعطى اللّه تعالى الأنبياء والأئمة (عليهم السلام) هذه الخصوصية لعلمه جلّ وعلا بأنّهم يمتازون على سائر البشر بشدّة طاعتهم له بقطع النظر عن هذه الخصوصية، وهذا لا ينافي قدرتهم على المعصية كما ذكرنا.
وأمّا الآية التي استدلّ بها في السؤال وهي قوله تعالى: «وَلَقَد هَمَّتْ به وَهَمَّ بهَا لَولا' أنْ رَءَا بُرهَانَ رَبِّه» فهي على عكس المطلوب أدلّ؛ لأنّ لفظ (لولا) دال على امتناع همّه بالمعصية لرؤية برهان ربّه.
وهذه هي عقيدة الشيعة المستفادة من الآيات والأخبار، خصوصاً آية التطهير الواردة في عصمة أهل البيت (عليهم السلام). وكلّ كلام يخالف ما ذكرنا فهو مخالف لمسلّمات المذهب.
--------------------------------
اعتقادنا
تعليق