بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
ليلة ١٥ شعبان:لا يُردُّ فيها سائِلٌ
هي ليلة عظيمة وشريفة وجليلة، لا تزيدها في العظمة والجلالة إلّا ليلة القدر الكبرى، فيها يمنح الله العباد فضله، ويغفر لهم بمنِّه، ليلةٌ آلى اللهعزّ وجلّ على نفسه أن لا يردَّ سائلاً فيها، ما لم يسأل الله المعصية..
إنّها ليلة الخامس عشر من شعبان المعظّم، التي انبلج في فجرها نور حجّة الله وبقيّة الأطهار مولانا الإمام المهديّ عجل الله تعالى فرجهالشريف، وأشرقت شمسه التي لن تغيب حتّى يملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعدما مُلئت ظلماً وجوراً..
فقد روي عن الإمام الباقر عليه السلام أنّه قال: "هي أفضل ليلة بعد ليلة القدر، يمنح الله العبادَ فضلَه، ويغفرُ لهم بمنِّه، فاجتهدوا في القربةإلى الله تعالى فيها، فإنّها ليلة آلى الله عزّ وجلّ على نفسه أن لا يردَّ سائلاً فيها ما لم يسأل الله المعصية، وإنّها الليلة التي جعلها الله لنا أهلالبيت بإزاء ما جعل ليلة القدر لنبيّنا صلى الله عليه وآله وسلم، فاجتهدوا في الدعاء والثناء على الله"(1)..
وروي عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال: "من أحيا ليلة العيد وليلة النصف من شعبان، لم يمت قلبه يوم تموت القلوب"(2)..
إنّ هذه الليلة الشريفة ليلة تُفتَّحُ فيها مصاريع السماء، ينظر الله عز ّوجلّ فيها بالرحمة إلى عباده، يجيبهم إذا ناجوه، ويلبّيهم إذا نادوه،ويستجيب لهم إذا دعوه. فحريٌّ بعباد الله أن يملؤوا في هذه الليلة ويومها المساجدَ والمصلّيات، ويتزوّدوا من الباقيات الصالحات، ويكثروا منالبرِّ والحسنات، ويكونوا أهلاً لكلّ عمل زكيّ، وخُلُق مرضيّ، وسلوكٍ سويّ..
1.مصباح المتهجّد، الطوسي، ص831.
2.ثواب الأعمال، الصدوق، ص76.
تعليق