(إن من أقلّ ما يمكن القيام به لخدمة الإمام المهديّ المنتظر عجّل الله تعالي فرجه الشريف هو أن يخصّص كل واحد منكم مقداراً من المال يطبع به كتاباً عنه عجّل الله تعالي فرجه الشريف، ولا يشترط أن يكون الكتاب ضخماً بل كل حسب سعته).
ومما يسعى إليه المؤمنون ويشكل أحد أهم أحلامهم وأكبر أمنياتهم هو اللقاء بالإمام المنتظر (عج)، لأن حصول هذا اللقاء يؤكد الرضا الإلهي عمّن يلتقي بالإمام، وهذه إشارة مؤكدّة على نجاح الإنسان في الاختبار الدنيوي، أما كيف يتحقق هذا اللقاء المبارك، فإن أداء واجبات المؤمن تجاه إمام العصر والزمان هو الإجراء الأهم في حياة الإنسان كي ينال مرتبة القبول والرضوان الإلهي.
كما في (إذا أردنا أن نتشرّف بلقاء الإمام المهديّ عجّل الله تعالي فرجه الشريف، فعلينا أن نسعى في تقليل نقاط الضعف وإصلاح النفس، فلو أصلحنا أنفسنا فإن الإمام عجّل الله تعالي فرجه الشريف هو الذي سيأتي إلينا قبل أن نذهب إليه).
رضا الله من رضا الإمام المنتظر
من الأهمية بمكان أن يتقن المؤمن مهمته تجاه إمامه المنتظر (عج)، حتى يضمن الرضا الرباني، ويطمئن بأنه سيجتاز الاختبار بنجاح في الدار الأولى، بالطبع درجة النجاح سوف ترتبط بمدى ثقة الإنسان المؤمن بأنه قام بواجباته تجاه إمامه على النحو المطلوب، لذلك ينبغي أن يراعي المؤمن واجباته كما يجب حتى لا يفقد الفرصة المتاحة له، وكي يضمن رضا الوسيط الأعظم بينه وبين خالقه، وبالتالي سيكون ممن فاز في الامتحان الشاق وعبر إلى شاطئ الأمان.
فثمة مسؤولية ينبغي أن يفهمها الإنسان المؤمن أولا، ومن ثم عليه أن يتصدى لهذه المسؤولية بثقة ودقة واستعداد تام، وتهيئة روحية وقلبية إيمانية خالصة، تقي الإنسان من العثرات الدنيوية التي قد تأخذ بقدميه وقلبه نحو الزلل، لذلك فإن فهم الواجبات الملقاة على عاتقنا اشتراط بالغ الأهمية، ويعدله في الأهمية نفسها اشتراط التطبيق الدقيق والتام للواجبات بعد معرفتها بإتقان.
لذلك يقول سماحة المرجع الشيرازي:
(إن أردنا ونحن في عصر الغيبة أن نكسب رضا مولانا الإمام المهديّ عجّل الله تعالي فرجه الشريف فعلينا أن نكون كما يحبّ صلوات الله عليه، وهذا الأمر يرتبط أولاً ارتباطاً وثيقاً بمدي معرفتنا لمسؤوليتنا والواجب الملقي علينا، وثانياً بتطبيقهما والعمل بهما).
كما أننا مطالبون في هذا اليوم المبارك، يوم ولادة الإمام الحجة المنتظر، بإعادة النظر في الأفكار والسلوكيات الخاطئة التي قد تبدر منا، لهذا السبب أو ذاك، ونجعل من هذا اليوم المبارك نقطة انطلاق لتصحيح المسارات المنحرفة إن وجدت، فالإنسان طالما أنه يعيش في غابة المصالح ومتاهات الطمع والجشع، وتضارب المصالح، فإنه قد يخطئ في بعض قراراته، وقد يرتكب الظلم أو الأذى أو التجاوز على حقوق الآخرين، حتى لو كان متحرزّا من اقتراف الأخطاء، لذلك هذا اليوم الفريد من نوعه لا يتكرر إلا مرة واحدة بالسنة، وما على الإنسان المؤمن سوى استثمار هذه الفرصة الكبيرة لتصحيح ما يرتكبه من أخطاء بحق نفسه والآخرين لأي سبب كان، حتى يضمن أنه يسير في الجادة الصواب.
يطالبنا سماحة المرجع الشيرازي بأن:
(نعاهد الله في ذكرى مولد الإمام المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف على أن نبدأ بسلوك طريق الحقّ؛ فلعلنا نبلغ المقصود بعد زمان طال أو قصر، فإن من سلك الطريق لا بد وأن يصل).السلام أن يقوم به.