بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين .
بقلوب ملؤها الفرح والسرور نهنئ للعالم الإسلامي عامة وللشيعة خاصة لا سيما مراجع الدين العظام بذكرى ولادة الإمام الحجة بن الحسن المنتظر المهدي (عليه السلام) .
من المعلوم ان عقيدة خروج وظهور الامام المهدي المنتظر (عليه السلام) عقيدة اسلامية تعتقد بها جميع الفرق والمذاهب الاسلامية ، وهذه العقيدة تعتبر من ضروريَّات الدين الاسلامي ، لأنها ممَّا انعقد عليه إجماع المسلمين ، واتفاقهم على هذه العقيدة اتفاق قطعي ، لا يشوبه شك ، ولا يعتريه ريب . ولم يخالف في هذه العقيدة إلاَّ شرذمة شاذَّة لا يعبأ ولا يعتد بهم لا يعتمد عليهم ولا يَقدَحُ خروج هذه المجموعة من ربقة الإجماع في حجيته .
وقد بلغت أحاديث ظهور وخروج الإمام المهدي المنتظر (عليه السلام) حد التواتر .
كما أن من أنكر هذه العقيدة الثابتة في الروايات النبوية الشريفة فقد حكم عليه بعض العلماء من جميع الفرق الإسلامية بالكفر .
ونكتفي بذكر هذه الرواية من كتب علماء أبناء العامة التي تدل على حكم منكر هذه العقيدة ، ثم نذكر بعدها أقوال علماء السنة والوهابية فيمن أنكر هذه العقيدة .
روى القندوزي الحنفي / في ينابيع المودة لذوي القربى / الجزء 3 / الصفحة 295 / الباب الثامن والسبعون في ايراد ما في كتاب فرائد السمطين وغيره وفي كتاب فرائد السمطين للشيخ محمد بن ابراهم الجويني الخراساني الحمويني المحدث الفقيه الشافعي :
بسنده عن الشيخ أبي إسحاق إبراهيم بن يعقوب الكلابادي البخاري ، بسنده عن جابر ابن عبد الله الأنصاري (ر) قال : قال رسول الله (ص) : (( من أنكر خروج المهدي فقد كفر بما أنزل على محمد ، ومن أنكر نزول عيسى فقد كفر ، ومن أنكر خروج الدجال فقد كفر )) .
أقوال علماء السنة والوهابية في عقيدة ظهور وخروج الإمام المهدي (عليه السلام) :
1 - قال الشوكاني في الفتح الرباني : (( الذي أمكن الوقوف عليه من الأحاديث الواردة في المهدي المنتظر خمسون حديثاً وثمانية وعشرون أثراً ، ثم سردها مع الكلام عليها ، ثم قال : وجميع ما سقناه بالغ حد التواتر كما لا يخفى على من له فضل اطلاع )) . انتهى . (1) وللإمام الشوكاني رسالة في هذا سماها : ( التوضيح في تواتر ما جاء في الأحاديث في المهدي والدجال والمسيح ) .
2 - سئل ابن حجر الهيتمي عمن أنكر المهدي الموعود به فأجاب : (( أن ذلك إن كان لإنكار السنة رأسا فهو كفر يقضى على قائله بسبب كفره وردته فيقتل ، وإن لم يكن لإنكار السنة وإنما هو محض عناد لأئمة الإسلام فهو يقتضي التعزير البليغ ، والإهانة بما يراه الحاكم لائقاً بعظيم هذه الجريمة ، وقبح هذه الطريقة ، وفساد هذه العقيدة ، من حبس وضرب وصفع وغيرها من الزواجر عن هذه القبائح ويرجعه إلى الحق راغماً على أنفه ، ويرده إلى اعتقاده ما ورد به الشرع ردعاً عن كفره )) . انتهى . (2) .
3 - قال الشيخ ابن باز : (( أما إنكار المهدي المنتظر بالكلية كما زعم ذلك بعض المتأخرين فهو قول باطل ; لأن أحاديث خروجه في آخر الزمان ، وأنه يملأ الأرض عدلا وقسطا كما ملئت جورا ، قد تواترت تواترا معنويا وكثرت جدا ، واستفاضت ، كما صرح بذلك جماعة من العلماء , منهم أبو الحسن الآبري السجستاني من علماء القرن الرابع , والعلامة السفاريني ، والعلامة الشوكاني وغيرهم , وهو كالإجماع من أهل العلم )) . انتهى . (3) .
4 - قال ابن تيمية : (( فإن الإيمان بوجوب الواجبات الظاهرة المتواترة ، وتحريم المحرمات الظاهرة المتواترة هو من أعظم أصول الإيمان ، وقواعد الدين والجاحد لها كافر بالإتفاق )) . (4) .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) راجع تحفة الأحوذي في شرح جامع الترمذي / الجزء 6 / الصفحة 485 - - - وراجع أيضا الإمامة وأهل البيت / محمد بيومي / الجزء 1 / الصفحة 254 .
(2) راجع موقع اسلام ويب / مركز الفتوى / عنوان الفتوى : الحكم على من أنكر المهدي / رقم الفتوى : ( 21791 ) .
(3) راجع كتاب التقاء المسيحين في آخر الزمان المسيح عيسى ابن مريم والمسيح الدجال / للشيخ علي احمد عبد العال الطهطاوي / الصفحة 61 - - - وراجع اقتربت الساعة / الصفحة 41 - - - وراجع جريدة عكاظ / تاريخ النشر 18 محرم / سنة 1400 هـ .
(4) مجموع الفتاوى / لابن تيمية / الجزء 7 / الصفحة 219 .
تعليق