إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

من هـو الإمام (الزهــري)

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • من هـو الإمام (الزهــري)

    من هـو الإمام (الزهــري) ؟

    سنتناول شخصية هذا الرجل (محمد بن مسلم ابن شهاب الزهري) بإختصار:
    • أصل هذا الرجل من سكان المدينة المنورة من (بني زهرة). ذكر المؤرخون أنه ولد في المدينة النبوية سنة ( 58هـ) حسب المشهور.
    • الأب : كان أبوه نعاراً في الفتن. والنعار هو الرجل المنافق اللئيم الذي يكون شديد السعي في إثارة الفتنة وخلق المشاكل بين الناس. وقيل أن النعار هو الرجل كثير الصراخ والصياح (بمعنى يفتعل المشاكل). ذكر المؤرخون : دخل (الزهري) على الخليفة الأموي (عبد الملك بن مروان) فسأله من أنت ؟ ، فقال: أنا (محمد بن مسلم ابن شهاب الزهري) وذكر نسبه، فقال (عبد الملك بن مروان): إن كان أبوك لنعـاراً فـي الفتـن.
    • الجـد: أما جده فكان من إشد إعداء النبي (ص) وهو الذي ضرب النبي (ص) على رأسه فجرحه في (غـزوة أحـد). ذكر المؤرخون أنه كان من الذين ضربوا النبي (ص) بعد أن حاصروه في (غـزوة أحـد). قال ابنُ إسحاق:‏ هو الذي شج رسول الله (ص) في وجهه ، وابن قَمِيئة جرَح وجنته، وعُتبة كسر رَبَاعِيَته‏. معنى (شج وجهه) أي ضربه وشق جلـد وجهِه ممـا يتسبب بخروج الـدم. ومعنى (كسر رباعيته) أي كسر بعض الأسنان الأمامية التي في مقدمة الفك. كان شديد البغض للنبي (ص) وتعاهد مع بعض الكفار على قتل النبي (ص) . حيث ذكر المؤرخون أنه كان أحد النفر الذين تعاقدوا يوم أحد لئن رأوا رسول الله (ص) ليقتلنه أو ليقتلن دونه. وهم: عبد الله بن شهاب، وأبى بن خلف، وابن قمئة، وعتبة بن أبى وقاص.
    • نشأ (محمد بن مسلم ابن شهاب الزهري) في أجواء عائلية صعبة وقلقة. فمن جهة كانت عائلته فقيرة معدمة، ومن جهة أخرى فأن أجواء العائلة غير مريحة فقد كان أباه مشهوراً بأنه يفتعل المشاكل والفتن بين الناس ، وذكرى جده الذي كان مبغضاً للنبي (ص) لاتفارق مخيلته.
    • فأقبل في صباه على المسجد وسمع القرآن والاحاديث من بعض الصحابة المعمرين ومن التابعين. ذكر المؤرخون انه كان سريع الحفظ ولبق اللسان.
    • مرت الأيام فأصاب أهل المدينة قحط شديد – قلة المطر - الجفاف – نقص المؤنة وأثقلت الديون كاهله وضاق الحال عليه بسبب شدة فقره.
    • فقرر (الزهري) الخروج الى بلاد الشام ليبحث عن الرزق والمال الوفير، فوجد غايته في بلاط حكام الدولة الاموية.
    • بالمقابل ، وجد حكام بني أمية غايتهم في (الزهري) فهو فقير معدم وغريب في هذا البلد وهو مستعد للعمل في خدمتهم. وهو يحفظ الأحاديث وتفسير القرآن وأصله من المدينة المنورة وهو طموح يسعى للمال والمنصب والشهرة.
    • فكم من عالم فقيه أفسد نفسه ليكون من وعاظ السلاطين طمعاً في الدنيا وملذاتها.
    • قام حكام بني أمية بتخصيص راتب له ومميزات مالية وهدايا وجوائز مقابل خدمتهم. كما قام حكام بني أمية بسداد جميع ديونه وشراء دار له ليستقر به.
    • فتغيرت أحواله من الفقر الى الغنى وأصبح يعيش حياة الرفاهية والبذخ في ظل حكومة الدولة الأموية.
    • أستغل حكام بني أميه هذا الرجل لوضع الأحاديث الموافقة لأهوائهم وأصدار الفتاوي بما يخدم مصالحهم.
    • ذكر بعض المؤرخين بأن حكام بني أمية جعلوه صاحب الشرطة – بمنصب وزير الداخلية حالياً – بهدف التخلص من مناوؤيهم وأعدائهم.
    • خلال فترة قصيرة من الزمن ، أصبح (الزهري) من أشهر علماء الأمة والمحدثين (الرواة) في ظل مباركة ورضى حكام بني أمية عنه فهو الناطق الرسمي والمفتي العام للدولة الأموية.
    • أصبح مُـقرباً من الحكام الأمويين في ذلك الوقت. ولا يخدم الدولة الأموية في ذلك الوقت سوى وعاظ السلاطين وعبيد الدرهم والدينار.
    • كما أصبح معلم أولادهم ، يدخل بيوت السلاطين وياكل ويشرب في بيت السلطان.
    • في تلك الفترة كان نظام الحكم الأسلامي يتبع (نظام الوراثة بالحكم) ولم يعترض (الزهري) على ذلك.
    • في تلك الفترة إشتهر حكام بني أمية بجرائمهم وسفكهم الدماء وقتلهم المسلمين الإبرياء وأنتهاك الحرمات ، ولم يعترض (الزهري) على ذلك بل كان مناصراً لنظام الحكم.
    • في تلك الفترة إشتهر حكام بني أمية بالفساد المالي والأخلاقي ، ولم يعترض (الزهري) على ذلك وأن سكوته على فسادهم ومنكراتهم كان يمثل دعماً لهم.
    • في تلك الفترة إشتهر حكام بني أمية بدورهم المشبوه بتشويه السنة النبوية ووضع الأحاديث المدسوسة والأسرائيليات وتحريف معاني القرآن الكريم ، ولم يعترض (الزهري) على ذلك.
    • في تلك الفترة إشتهر حكام بني أمية بأنهم - نواصب – بسبب سبهم وشتمهم ولعنهم آل البيت النبوي (ع) على المنابر، ولم يعترض (الزهري) على ذلك.
    • أشتهرعن (الزهري) بإعتباره أحد المنحرفين عن آل البيت (ع) ، وكان ينال منهم ويضع الأحاديث في الحط من قدرهم، وفي وضع الأحاديث في فضل غيرهم وتقديم غيرهم عليهم.
    • أما (النواصب) المبغضين لآل البيت (ع) فأنهم يعتبرون الإمام (الزهري) من أعظم علمائهم ورمزاً من رموزهم. لذلك تجد أن أكثر المدافعين عن سيرة هذا الرجل هم (النواصب) أو الذين نشأوا في بيئة (النواصب) .
    • أشتهرعن (الزهري) بإعتباره أحد كهنة وشيوخ السطان الأموي.
    • ولأجل كونه من عمال بني أمية ومشيدي سلطانهم كتب إليه الإمام زين العابدين - السجاد - (ع) كتاباً يعظه فيه وينصحه ، نذكر بعض مما جاء فيه : « واعلم أن أدنى ما كتمت وأخف ما احتملت أن آنست وحشةَ الظالم ، وسهلت له طريق الغي . . . أو ليس جعلوك قطباً أداروا بك رحى مظالمهم ، وجسراً يعبرون عليك إلى بلاياهم ، وسُلماً إلى ضلالتهم ، داعياً إلى غيهم ، سالكاً سبيلهم . . . إحذر ، فقد نُبئت ، وبادر ، فقد أُجلت . . . ولا تحسب أني أردت توبيخك وتعنيفك وتعييرك ، لكنّي أردت أن ينعش اللّه ما قد فات من رأيك ، ويردّ إليك ما عزب من دينك . . . أما ترى ما أنت فيه من الجهل والغرّة ، وما الناس فيه من البلاء والفتنة ....؟ !
    • أما الزهري ، فـأنه كان يدافع عن نفسه ويقول : أنا شريك في خيرهم دون شرهم (المقصود هنا بني أمية).

    سؤال : ما هو رأي علماء المسلمين بالإمام (محمد بن مسلم ابن شهاب الزهري) ؟
    لقد طعن فيه إمام الشاميّين (مكحول)، قال: أي رجل هو لولا أنه أفسد نفسه بصحبة الملوك.
    وعلق (الذهبي) على كلامه بقوله: بعض من لا يُعتد به لم يأخذ عن (الزهري) ، لكونه كان مداخلاً للخلفاء، ولئن فعل ذلك فهو الثبت الحجة.
    وعاب بعض علماء الحديث على الزهري أنه كان مدلساً .
    فقد وصفه الشافعي والدارقطني بأنه كان مدلساً.
    كما ذكر ذلك العلامة الذهبي في " ميزان الاعتدال " فقال عنه : محمد بن مسلم الزهري الحافظ الحجة كان يدلس في النادر " (الذهبي – ميزان الاعتدال ج 6 ص 335). المعنى (في النادر : كان يدلس قليلاً) . ونحن نقول هنا للتوضيح وعلى سبيل المثال عندما نصف رجلاً: هو كان حرامي ولكنه كان يسرق قليلاً. أو نقول هو فاسق – زاني – ولكنه كان يزني قليلاً.
    فهل هذا مقبول للقاريء ؟ (هو مدلس ولكن كان يدلس قليلاً).
    وقد ذكره العلامة (العلائي) في الطبقة الثانية من طبقات المدلسين .
    وقد صنفه الحافظ (ابن حجر العسقلاني) في الطبقة الثالثة من المدلسين - كتاب (طبقات المدلسين).
    أما (المؤيد بالله) في كتاب شرح التجريد فقد قال: الزهري عندنا في غاية السقوط.
    وأما (القاسم بن محمد) من أئمة (الزيدية) قال: أما الزهري فلا يختلف المحدثون وأهل التاريخ في أنه كان مدلساً ، وأنه كان من أعوان ظلمة بني أمية ، وقد أقروه على شرطتهم.
    أما (علماء الشيعة) فأنهم يعتبرون (الزهري) في غاية السقوط ومن المنافقين - النواصب - المبغضين لآل البيت (ع) وهو ممن يضعون الأحاديث والروايات المكذوبة لصالح الحكام ، وكان بوقاً للطواغيت الظالمين ، يبرر ظلمهم وكفرهم ويزينه في أعين الناس.
    قال (يحيى بن سعيد القطان): "مرسل الزهري شرٌ من مرسل غيره، لأنه حافظ ، وكل ما قدر أن يُسمي سمى، وإنما يترك من لا يحب أن يسميه". بمعنى أنه يتلاعب ويزور الأحاديث حسب هواه.
    وفي رواية أخرى قال (يحيى بن سعيد القطان) قال: "مرسل الزهري يشبه لا شيء"
    وقال (الذهبي): "مراسيل الزهري كالمعضل، لأنه قد سقط منه اثنان ولا يسوغ أن نظن به أنه أسقط الصحابي فقط ، ولو كان عنده عن صحابي لأوضحه، ولما عجز عن وصله"، ثم ذكر الذهبي قول الشافعي: "يقول نُحابي، ولو حابينا لحابينا الزهري، وإرسال الزهري ليس بشيء".
    وقال (علي بن المديني): "مرسلات الزهري رديئة".
    وقال (يحيى بن معين) في معرفة رجاله: هجا (عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود) كل من: (الزهري) و(صالح بن كيسان)، و(معاوية بن عبد الله بن جعفر)، في بيت واحد فقال:

    ليس بإخوان الثقات ابن مسلم * ولا صالح ولا الطويل معاوية

    فنفى (يحيى بن معين) الوثاقة عن (محمد بن مسلم بن شهاب الزهري) على لسان الشاعر، وأن (يحيى بن معين) لو لم يوافق الشاعر ولم يعتقده لم ينقله أو كان رد عليه، لكنه لم يفعل.
    وروى (عمر بن رُديح) قال: كنت مع (ابن شهاب الزهري ) نمشي ، فرآني عمرو بن عُبيد ، فلقيني بعد ذلك، فقال: ما لك ولمنديل الأمراء؟ يعني (ابن شهاب الزهري).
    قال الذهبي في ميزان الاعتدال في ترجمة (خارجة بن مصعب): قدمت على (الزهري) وهو صاحب شرطة بني أمية، فرأيته ركب وفي يديه حربة ، وبين يديه الناس ، وفي أيديهم الكافر كوبات! فقلت: قبح الله ذا من عالم ، فلم أسمع منه (المقصود : أنه رفض أخذ العلم من الزهري أو ان يدرس عنده).
    ومعنى عبارة (قبح الله ذا من عالم) : أبعده الله عن كل خير - ويقصد به (الزهري) – القبيح تعني عكس الحسن – السيء .
    وربما سبب ذلك انه رأى (الزهري) وهو صاحب الشرطة لبني أمية وبيده الحربة وكان بين يديه بعض الناس الابرياء يقودهم بالسلاسل الى السجن. فلم يعجبه هذا المنظر وقال عنه (قبحه الله ذا من عالم) ورجع ولم يأخذ عنه العلم.

    وذكره (عبدالحق الدهلوي) في قوله : ( إنه قد أبتلي بصحبة الأمراء وبقلة الديانة ، وكان أقرانه من العلماء والزهاد ياخذون عليه وينكرون ذلك منه ، وكان يقول : أنا شريك في خيرهم دون شرهم ! فيقولون : ألا ترى ما هم فيه وتسكت ).

    ومن هنا قـدح فيه (يحيى ابن معين) فقـد حكى الحاكم ما يلي :
    قال (يحيى ابن معين) : أجود الأسانيد – الأعمش ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبد الله.
    فقال له إنسان وهو يسأله: الأعمش مثل الزهري ؟
    فقال (يحيى ابن معين): تريـد من الأعمش أن يكون مثل الزهري ؟!!
    الزهري يرى العرض والإجازة ، ويعمل لبني أمية.
    والأعمش فقير صبور ، مجانب للسلطان ورع عالم بالقرآن.

    الشرح : شخص عادي يسأل العلامة (يحيى ابن معين) عن المقارنة بين شخصيتين. ويجب أن نفهم معنى (المقارنة).
    المقارنة بين شيئين تعني ذكر الإختلافات في المواصفات.
    فمثلاً نقول أن (زيد) طويل وأن (سعد) قصير ، أو نقول أن (زيد) هاديء الطباع وأن (عمر) حاد الطباع عصبي ... ألخ ، فهذه تسمى (مقارنة). وهنا لا مجال لذكر الصفات المشتركة.

    الآن ننتقل لشرح معنى قول (يحيى ابن معين) للسائل:
    أما قول (يحيى ابن معين) في وصف (الزهري) : يرى العرض والإجازة - ويعمل لبني أمية - فهذا يعنى أنه (ليس بثقة) وأنه من (علماء السلاطين).
    مقارنة بـ (الأعمش) الذي هو (ثقة) وأنه من (العلماء الربانيين).
    أما قول (يحيى ابن معين) في وصف (الأعمش) : فقير - صبور - مجانب للسلطان - ورع - عالم بالقرآن.
    فهو يقصد بالمقارنة: أصبح الزهري غني من الأثرياء - أخرق - ملازم للسلطان - فاجر ، فاسق - ويحفظ القران ولا يعمل به.
    هذا هو المعنى الحقيقي لمفهوم (المقارنة) بين هذين الشخصين.
    فكم من عالم فقيه أفسد نفسه ليكون من وعاظ السلاطين طمعاً في الدنيا وملذاتها.

    قال ابن عساكر في تأريخه في ترجمة ( سلمة بن دينار):
    وكان سلمة يتكلم عن علماء اليهود ، قال: ... حيث كان أمراؤهم يأتون إلى علمائهم رغبة في علمهم، فلما أنكسوا وانتكسوا وسقطوا من عين الله تعالى وآمنوا بالجبت والطاغوت، فكان علماؤهم يأتون إلى أمرائهم فشاركوهم في دنياهم وشركوا معهم في فتكهم ،
    فقال (ابن شهاب الزهري) يا (أبا حازم) لعلك إياي تعني أو بي تعرض،
    فقال: ما إياك اعتمدت ولكن هو ما تسمع،
    قال سليمان: يا (ابن شهاب): تعرفه ،
    قال: نعم، جاري منذ ثلاثين سنة ما كلمته كلمة قط ،
    قال أبو حازم: إنك نسيت الله فنسيتني، ولو أحببت الله لأحببتني،
    قال ابن شهاب: يا أبا حازم شتمتني، قال سليمان: ما شتمتك ، ولكن أنت شتمت نفسك.

    فالزهري يعلم أن الكلام موجه إليه ، وأنه يشبه علماء بني إسرائيل (كهنة اليهود)، وإنّ علماءهم شاركوا أمراءهم في دنياهم وشاركوا معهم في فتكهم ، والقرينة التي تدل على ذلك قوله: (هو ما تسمع) ولم ينف أبو حازم التهمة عنه.

    وقد كتب كثير من الباحثين والمحققين فيه يذمونه بإعتباره أحد كهنة وشيوخ السلطان الأموي حيث عمل لصالح أربعة من حكام بني أمية:
    • عبد الملك بن مروان الأموي
    • الوليد بن عبد الملك بن مروان الأموي
    • سليمان بن عبد الملك بن مروان الأموي
    • عمر بن عبد العزيز الأموي
    وكان (ابن شهاب الزهري) يسمع بأخبار (الحجاج بن يوسف الثقفي) المشهور بجرائمه بقتل المسلمين وسفك الدماء وهو الذي حاصر البيت الحرام ثم ضرب الكعبة بالمنجنيق حتى هدمها. وقد أحصى المؤرخون عدد ما قتلهم (الحجاج الثقفي) ظلما صبرا سوى من قتل في حروبه فكانوا (120,000) مائة وعشرون ألف من المسلمين ، ومات في السجون ما يقارب (50,000) خمسون ألف سجين و (30,000) ثلاثون ألف أمرأة بعضهن كن مجردات من الثياب (عاريات).
    لذلك كثرت في (ابن شهاب الزهري) المطاعن وفي أمانته وانحيازه السياسي لحكومة بني أمية. إن تبعية (ابن شهاب الزهري) لآل أمية وخضوعه المطلق لهم ، إضافة إلى جهوده لحفظ السلطة الأموية أعطته مكانة مرموقة في دار الخلافة.
    بالإضافة الى أن (ابن شهاب الزهري) كان مبغضاً للإمام (عليّ بن أبي طالب). ومن الطبيعي أن يكره الإمام (علي ابن أبي طالب) بل ويطعن فيه ويسبه على الملأ وهذا ليس غريباً على من عاش في الشام خصوصاً في القرنين الأول والثاني.
    فقد أشار المستشرق (جولد زيهر) بأن صلة الإمام (ابن شهاب الزهري) بالأمويين هي التي مكنت لهم أن يستغلوه في وضع الأحاديث الموافقة لأهوائهم حيث قال : " ولم يكن الأمويون وأتباعهم ليهمهم الكذب في الحديث الموافق لوجهات نظرهم ، فالمسألة كانت في إيجاد هؤلاء الذين تنسب إليهم ، وقد استغل الأمويون أمثال الإمام الزهري بدهائهم في سبيل وضع الأحاديث .... " .
    وعليه لايمكن لإي باحث ان ينكر وجود علاقات وصلات بين الإمام (ابن شهاب الزهري) وبين حكام بني أمية ، استمرت طيلة ما يقارب أربعين عاماً.
    وسنتناول هنا مثال على تحريف معاني القرآن الكريم من حكام بني أمية بحضور الزهري [1]:
    فقد روى ابن عساكر في تاريخ دمشق ، و الذهبي في السير عن الشافعي قال : حدثنا عمي ، قال :
    دخل ( سليمان بن يسار) على (هشام بن عبد الملك – هو أموي من النواصب المبغضين لآل البيت (ع)) في مجلسه وكان الحديث عن قوله تعالى : ( والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم ) سورة النور:
    فقال (هشام بن عبد الملك): يا سليمان من الذي تولى كبره منهم ؟
    قال ( سليمان بن يسار): هـو (عبد الله بن أبي ابن سلول - المنافق)
    قال (هشام بن عبد الملك): كذبت هو (علي بن أبي طالب )
    قال ( سليمان بن يسار): أمير المؤمنين أعلم بما يقول .

    فدخل (ابن شهاب الزهري ) الى المجلس الذي كان منعـقـداً :
    فسأله (هشام بن عبد الملك): نفس السؤال (من الذي تولى كبره منهم ؟)
    فقال (ابن شهاب الزهري ) : هو (عبد الله بن أبي ابن سلول – المنافق)
    قال (هشام بن عبد الملك): : كذبت هو (علي بن أبي طالب )
    فقال (ابن شهاب الزهري ) : أنا أكذب !! لا أبا لك ،
    فو الله لو نادى مناد من السماء أن الله أحل الكذب ما كذبت ، حدثني سعيد بن المسيب ، و عروة بن الزبيـر وعبيد الله بن عبد الله ، و علقمة بن وقاص عن عائشة أن الذي تولى كبره منهم هو" عبد الله بن أبي " .
    قال : فلم يزل القوم يغرون به .
    فقال له هشام : ارحل فو الله ما كان ينبغي لنا أن نحمل على مثلك.

    فهذه الحادثـة وأمثالها تظهر لنا مدى أستهتار حكام ( بني امية) بالقران الكريم وجرأتهم على تحريف آيات القرآن الكريم والتلاعب بالنصوص لحرفها عن معناها الحقيقي.
    وبالرغم من أن هذه الحادثـة تثبت لنا شجاعة (ابن شهاب الزهري) في مواجهة أحد حكام بني أمية ، ولكن كيف لنا أن نصدق بأن عالمـاً ورعاً يخشى الله ، وفي نفس الوقت يواكب أصحاب السلطة والجاه من أمثال بني أمية – النواصب - لمدة أربعين سنة دون ان تكون له مكاسب دنيوية ؟ علماً بأنه تولى عدة مناصب في عهد بني أمية وهو عصر أشتهر عنه بأنه عصر ظلم وجور ، وأن الأتقياء من علماء المسلمين كانوا في خصام وعداء مستمر مع حكام بني أمية.
    أما أشهر البدع التي أبتدعها (ابن شهاب الزهري) فأنه أفتى للحاكم الأموي (عبد الملك بن مروان ) بجواز تحويل الحج من (مكة المكرمة) الـى (بيت المقدس - فلسطين). والقصة مشهورة بالتاريخ الاسلامي [2] (أنظر الهامش أسفل الصفحة).

    سؤال : ما هو موقف الإمام (محمد بن مسلم ابن شهاب الزهري) من آل البيت النبوي (ع) ؟
    ومن المثالب الأخرى على (ابن شهاب الزهري) هو بغضه لآل بيت النبوة (ع) وهذه بعض الإدلة:
    مع وجود عدد كبيرمن الآيات القرانية والأحاديث النبوية الشريفة في مناقب الإمام علي (ع) وفضائل آل البيت (ع) :
    • يقول العلامة (ابن حبان) في كتابه (المجروحين): ولستُ أحفظ لمالك ولا للزهري فيما رويا من الحديث شيئاً من مناقب الإمام علي رضي الله عنه. بمعنى أن (الزهري) لم يروي أي حديث في مناقب الإمام علي (ع) وكان يكتمها ونحن نعلم أن كتمان العلم يعتبر خيانة علمية وخيانة للدين وخيانة لله ولرسوله.
    • ويقول العلامة (ابن عساكر) في كتابه (تاريخ مدينة دمشق): عن جعفر بن إبراهيم الجعفري، قال: كنت عند الزهري أسمع منه ، فإذا امرأة عجوز قد وقفت عليه ،
    فقالت (العجوز) : يا جعفري، لا تكتب عنه فإنه مال (إنحاز) إلى بني امية وأخذ جوائزهم (أموال – رشاوي).
    فقلت (جعفر بن إبراهيم الجعفري) : من هذه ؟ (أي أنه يسأل: من هذه المرأة)
    قال (ابن شهاب الزهري) : هذه (أختي) قد خرفت.
    قالت (العجوز): خرفت أنت ، كتمتَ فضائل آل محمد.
    وهذا أعتراف صريح من (أخت – شقيقة ) الزهري بأن أخوها الزهري قد باع دينه مقابل (جوائز) بني امية وهي تطلب من طلاب العلم أمثال (جعفر بن إبراهيم الجعفري) بعدم اخذ العلم منه ولا أخذ الدروس عنه لأنه ليس بثقة وأنه كتم فضائل آل بيت النبوة (ع).
    ويقول العلامة (عبد الله بن أحمد بن محمود الكعبي البلخي) في كتابه (قبول الأخبار ومعرفة الرجال) في وصف حال (ابن شهاب الزهري): لم يروي للأمام (علي) فضيلة وكان مروانياً (بمعنى أنه كان أموي الهوى مبغض لآل البيت (ع) - ناصبي).
    قال العلامة (ابن أبي الحديد) : « وكان الزهري من المنحرفين عنه (المعنى : كان يبغض الإمام علي)، وروى جرير بن عبدالحميد عن محمد بن شيبة قال : شهدت مسجد المدينة ، فإذا (الزهري) و (عروة ابن الزبيـر) جالسان يذكران علياً فنالا منه (المعنى : سب – شتم – أنتقاص) . فبلغ ذلك (علي بن الحسين بن علي ابي طالب) فجاء حتى وقف عليهما.
    فقال : أما أنت يا (عروة) ، فإن أبي حاكم أباك إلى الله فحكم لأبي على أبيك ،
    وأما أنت يا (زهري) ، فلو كنت بمكة لأريتُك كير أبيك. معنى (الكير): هو جهاز يستخدمه الحداد لضخ الهواء والنفخ بالنار لإذكاءها. المقصود أنه يذكره بما أشتهر عن أبوه إنه كان نعاراً يثير الفتن بين الناس أو ربما كان يعمل بالحدادة في عمل وضيع.
    وقد أثار كثير من الباحثين النقطة التالي: أليس كان بنو أمية وأتباعهم يلعنون الإمام (علي بن ابي طالب (ع)) على المنابر ، وأن (ابن شهاب الزهري) يسمع ويرى ، فماله ما يغضب ويظهر علمه.
    ويتسائل كثير من الباحثين : هل يمكن لأعداء الإمام (علي بن أبي طالب (ع)) أن نعتبرهم أئمة الحديث والرواية والفقه !!!
    العلامة (الذهبي) يروي عن (أبي سعيد) و (جابر بن عبد الله): ما كنّا نعرف منافقي هذه الأُمة إلا ببغضهم علياً.


    سؤال : ما هو رأي المدافعين عن (الزهري) ؟
    وقد دافع عن (الزهري) عدد كبير من الباحثين والعلماء بحجج واهيه نذكر منها ما قالوه : أن صلة (الزهري) بحكام بني أمية صلة الناصح الأمين للحكام ، وعليه لا غضاضة من وجود الزهري في حاشيتهم أو تربية أولادهم لأنهم حكام. وأما أعانة الأمويين في ظلمهم فأنه لم يثبت وأنما هو كان يتبع اسلوب المداراة والمداهنة وهذا ما لايقدح بالزهري.

    نقول : أن التاريخ يعيد نفسه فأننا في عصرنا الحاضر نرى حال علماء الدين من الصنفين : (علماء الحق) و (علماء السلاطين).
    نرى أن علماء الحق الأتقياء الزاهدون المؤمنون يتم وضعهم بالسجون ويتم التعتيم عليهم إعلامياً ومحاربتهم وربما صدر حكم الإعدام بحقهم.
    أما علماء السلاطين وشيوخ الفتنة فأنهم يتولون المناصب بالدولة وعلى منابر المساجد ويظهرون في وسائل الأعلام والقنوات الفضائية ويحصلون على الجوائز ويذهبون بالسفر والإيفادات خارج البلاد وهم ابواق السلطة.
    في عصرنا الحاضر ، علماء السلاطين عادة يمجدون الحاكم ويدعون له بالتوفيق والنصر على اعداءه بالرغم من علمهم بحال هؤلاء الحكام من الظلم والجور والفسوق الاخلاقي والعمالة والتبعية لإعداء الاسلام.
    ولا يخفى على المحقق الحاذق أن مديح (20) عالماً للأمام (الزهري) وتوثيقهم له نابـع من سببين:
    1. بسبب الخوف في عصر أتصف بأنه نظام دكتاتوري - دموي - قاسي - هو نظام الحكم في عصر بني أمية.
    2. الحكمة مشهورة تقول (الطيور على أشكالها تقع) وبالتالي فإن علماء السلاطين يزكي بعضهم بعضاً ويمدح بعضهم بعضاً ويوثق بعضهم بعضاً.

    خيانة (ابن شهاب الزهري) لأهـل المدينة المنورة

    كان عصر (بني أمية) مشهور بأنه عصر ظلم وجور ، وأن الأتقياء من علماء المدينة المنورة كانوا معهم في خصام وعداء مستمر خصوصاً بعد الأثار النفسية والاخلاقية التي سببتها معركة (وقعة الحرة).
    سؤال : ما هي معركة ( وقعة الحرة) ؟
    • في سنة (63) هجرية ، ذهب وفد من أعيان المدينة المنورة المؤمنين (من المهاجرين والأنصار) الى بلاد الشام لزيارة الخليفة الأموي (يزيد بن معاوية) والأطلاع على أحوال الحكم الأموي بالشام. وكانت تبلغهم أخبار الفسق والفجور والظلم من حكام بني أمية.
    • تفاجيء أعضاء الوفد من الحالة المؤسفة للخلافة الاسلامية في بلاد الشام وحالة حكام بني أمية (شرب الخمر – غناء – رقص – زنى – اللواط - زنى بالمحارم – اللعب بالقرود – الفسق - الفجور – عدم احترام المقدسات – ترك الصلاة ...ألخ).
    • فلما رجع الوفد من الشام الى المدينة المنورة، ذكروا للناس حال الخليفة الأموي (يزيد بن معاوية) و ما كان يقع منه من القبائح من شربه الخمر وما يتبع ذلك من الفواحش والفسوق التي من أكبرها ترك الصلاة ، فاجتمعوا على خلع بيعته ، فخلعوه عند المنبر النبوي .
    • فقد أخرج الواقدي من طرق أن (عبد الله بن حنظلة بن الغسيل) قال : والله ما خرجنا على (يزيد بن معاوية) حتى خفنا أن نرمى بالحجارة من السماء ، أنه كان رجلا ينكح أمهات الأولاد والبنات والأخوات ويشرب الخمر ويدع الصلاة. (المعنى: أن يزيد بن معاوية كان ينكح المحارم – زنى المحارم ) وأن زنى المحارم يوجب غضب الله. فخشي أهل المدينة بأن يرميهم الله بالحجارة من السماء عقاباً لهم كحال الامم السابقة عندما غضب الله عليهم.
    • لما سمع الخليفة الأموي (يزيد بن معاوية) ما فعله أهل المدينة المنورة من خلعه ، بعث إليهم جيشاً من الشام بقيادة (مسلم بن عقبة) لقتال أهل المدينة المنورة ومكة المكرمة.
    • هاجم الجيش الأموي المدينة المنورة في سنة (63) هجرية ونشب القتال بهذه الوقعة وسميت تاريخياً بمسمى (وقعة الحرة) فكان النصر للجيش الأموي.
    • ودخل الجيش الأموي الى المدينة المنورة فأسرف في قتل السكان ، فتم قتل الكبير والصغير وقتل عدد من الصحابة وسرقة ونهب البيوت وأغتصاب النساء المسلمات حتى أغتصاب الفتيات القاصرات. ذكر بعض المؤرخين أن الجيش الأموي قتل 80 صحابياً و700 حافظ للقرآن.
    • بعد هذه الحادثة : كان الرجل إذا أراد أن يزوج أبنته ، يقول لخطيبها أن كانت إبنتي عذراء (باكر) فهو كذلك ، وأن لم تكن عذراء فذلك بسبب (وقعة الحرة) بسبب كثرة حالات الأغتصاب.
    • وقد ولد في المدينة المنورة عدد كبير من الاطفال ممن لا يعرف أباه (ابناء غير شرعيين) بسبب حالات الاغتصاب الجماعي لنساء المدينة المنورة.
    • روى العلامة (أبن كثير) في كتابه (البداية والنهاية ) عن المدائني ‏:‏ (ولدت ألف امرأة من أهل المدينة بعد الحرة من غير زوج) بمعنى أن هناك ألف طفل قد ولد نتيجة حالات الأغتصاب والإعتداءات الجنسية من الجيش الأموي.
    • وتم أكراه سكان المدينة المنورة من المهاجرين والأنصار على أن يبايعوا الخليفة الأموي (يزيد بن معاوية) على أنهم (عبيد) له، يحكم في دمائهم وأموالهم وأهلهم بما شاء.
    • ثم توجه جيش الامويين الى مكة المكرمة وتم محاصرتها وضربها بالمنجنيق وتم إحراق الكعبة المشرفة (بيت الله) وقتل فيها جمع كبير من الناس.

    بعد هذه المعركة (وقعة الحرة) ، أصبح سكان المدينة المنورة عبيد وخول للخليفة الاموي وكانوا منكسرين نفسياً لأغتصاب نساءهم وضياع شرفهم وأنتهاك أعراضهم.
    لذلك كان جميع علماء المدينة المنورة والحجاز في خصام وعداء مستمر من حكام بني أمية.
    وحيث أن (ابن شهاب الزهري) كان من أبناء المدينة المنورة ، فكان عليه أن يقف مع أهل بلده في هذه المحنة.
    ولكن (ابن شهاب الزهري) ذهب الى الشام وأصبح في بلاط الامويين ومن المقربين لحكامهم ولم يندد أو يستنكر ما حصل بوقعة الحرة، فكان سكان المدينة المنورة يعتبرون ما قام به (ابن شهاب الزهري) هو (الخيانة) لأهله ووطنه وكانوا ينظرون اليه بنظرة (الخائن) المتعاون مع الاعداء.

    المثل يقول : أهل مكة أدرى بشعابها.
    فإذا كان أهل بلده يعتبرونه خائناً ، وكانت أخته (شقيقته) تتبرأ منه وتعتبره من علماء السلاطين ، وكبار علماء المسلمين طعنوا بأمانته ، فماذا يمكن أن نقول نحن بعد ذلك.
    أذن يمكن أن نفهم بأن من المثالب الرئيسية على (الزهري) التي ذكرها المؤرخون : أنه مدلس – أحد كهنة وشيوخ السلطان الأموي – ناصبي مبغض آل بيت النبوة (ع) – خائن - منافق.
    هذا الرجل الذي ملىء أسمه الكتب وأصبح أسمه من أشهر العلماء وتناولته وسائل الإعلام الأموي في كل المناسبات ، لا لشيء إلا لأنه كان من علماء السلاطين.


    نترك للقاريء الكريم حرية التفكير الحر ، وإصدار الحكم على هذا الرجل.




    [1] المصدر: تفسير فتح القدير - العلامة الشوكاني من علماء السنة - تفسير سورة النور

    [2] بدعة الحج الى فلسطين من فتاوي الأمام (ابن شهاب الزهري) :
    • تسلم (عبد الملك بن مروان) كرسي حكم الدولة الأموية (بالشام) في وقت كانت الفتن والاضطرابات والانقسامات تعصف بالحكم.
    • فقد كان (عبد الله بن الزبير) قد أعلن نفسه (خليفة المسلمين) على المدينة المنورة ومكة المكرمة وباقي مناطق الحجاز والعراق.
    • أنقسم العالم الإسلامي بوقتها بسبب الفساد الأخلاقي والظلم. كانت المعارك والحروب على أشدها.
    • جاء موسم الحج وقرر أهل الشام الذهاب الى مكة المكرمة لإداء فريضة الحج.
    • إلا ان الحاكم الأموي (عبد الملك بن مروان) كان يخشى أن يتأثر أهل الشام بشخصية (عبد الله بن الزبير) في مكة المكرمة اذا ذهبوا للحج والتقوا به وقد يعطون البيعة له اثناء موسم الحج.
    • قرر (عبد الملك بن مروان) منـع الناس من الحج لهذا العام.
    • ثار أهل الشام وقالوا : أن (عبد الملك بن مروان) يمنع الناس من الحج وهو فريضة علينا.
    • قرر (عبد الملك بن مروان) أن يطلب المساعدة من (ابن شهاب الزهري) لإيجاد حل لهذه المشكلة.
    • كعادة علماء السلطان والكهنة فأنهم جاهزون لتقديم المساعدة وأصدار الفتاوي خدمة لصالح الحكام.
    • كانت نصيحة (ابن شهاب الزهري) بأن يتم تحويل الحـج الى (فلسطين) بدلأ من (مكة المكرمة) .
    • حضر الناس عند (عبد الملك بن مروان) فقال: هذا (ابن شهاب الزهري) يحدثكم أن رسول الله قال: (لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد : المسجد الحرام ، ومسجدي ، ومسجد بيت المقدس). بمعنى أسألوه عن صحة الحديث وبالتالي يمكنكم الحج الى فلسطين بدلاً من مكة.
    • بالتالي أنشغل الناس بالحج الى فلسطين ولم يذهبوا الى مكة المكرمة .

    ذكر اليعقوبي في تاريخه ج 2 - ص 261
    ومنـع (عبد الملك بن مروان) أهل الشام من الحج ، وذلك أن (عبد الله ابن الزبير) كان يأخذهم إذا حجوا ، بالبيعة ، فلما رأى (عبد الملك بن مروان) ذلك منعهم من الخروج إلى مكة. فضج الناس ، وقالوا : تمنعنا من حج بيت الله الحرام ، وهو فرض من الله علينا !
    فقال لهم: هذا (ابن شهاب الزهري) يحدثكم أن رسول الله قال: (لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد : المسجد الحرام ، ومسجدي ، ومسجد بيت المقدس) وهو يقوم لكم مقام (المسجد الحرام). وهذه الصخرة التي يروى أن رسول الله (ص) وضع قدمه عليها لما صعد إلى السماء، تقوم لكم مقام الكعبة.
    فبنى على الصخرة قبة ، وعلق عليها ستور الديباج ، وأقام لها سدنة ، وأخذ الناس بأن يطوفوا حولها كما يطوفون حول الكعبة. وأقام بذلك أيام بني أمية.

    يعتقد كثير من الباحثين أن الحديث النبوي : (لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد : المسجد الحرام ، ومسجدي ، ومسجد بيت المقدس) أنما هو حديث موضوع مدسوس رواه (ابن شهاب الزهري) لكي يستفيد منه (بني أمية) لتحويل الحـج من (مكة المكرمة) الى (بيت المقدس - فلسطين). هذه البدعة وكثير من أمثالها ليس المجال هنا لذكرها.
    ويكفي أن (ابن شهاب الزهري) عمل لصالح أربعة من حكام بني أمية (عبد الملك بن مروان، ثم الوليد بن عبد الملك بن مروان ، ثم سليمان بن عبد الملك بن مروان ، ثم عمر بن عبد العزيز) المعروفون بظلمهم للناس وعدائهم لآل البيت (سوى الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز) وسنتناول لاحقاً الادلة على ذلك في السطور القادمة مدعمة بالادلة.

    التعديل الأخير تم بواسطة عبد الله الطائي; الساعة 12-04-2020, 09:20 PM.

  • #2
    ههههههههههههههه

    تعليق


    • #3
      اللهم العظيم اجمعين يارب العالمين
      اخي اكمل فوالله والله قد صدمتني اشهد ان لا اله الا الله
      حسبنا الله ونعم الوكيل

      تعليق


      • #4
        عفوا اخي
        اللهم العنهم اجمعين يارب العالمين

        تعليق

        المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
        حفظ-تلقائي
        Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
        x
        يعمل...
        X