بينما أنا في الطريق أسير وإذا بي أرى قوافل الحجيج قد عادت إلى أوطانها وأرى الابتسامة مرسومة على وجوههم وذويهم قاموا باستقبالهم بأجمل صور ال
بينما أنا في الطريق أسير وإذا بي أرى قوافل الحجيج قد عادت إلى أوطانها وأرى الابتسامة مرسومة على وجوههم وذويهم قاموا باستقبالهم بأجمل صور الاستقبال والترحيب، فما بين من زين سيارته من أجلهم وما بين من جاء مهللا والرايات البيضاء تعلوا مركباتهم.. المنظر مُهيب وجميل لكن سرعان ما تبادر إلى ذهني سؤال..
-يا تُرىٰ هَل صاحبُ الزمان عادَ من حجّه أم لازال في بيت الله الحرام؟
-هل هُناك من سيستقبلهُ؟
هل هُناك من علّق لافتة مكتوبٌ عليها "حجٌ مبرور وسعيٌ مشكور"؟
هل علّق لهُ أحد هذهِ الزينة؟
"عزيزٌ عليَّ" وأثناء تفكيري ولا إرادياً نزلت دموع عيني وقلت أبرضوى أم سواها أنت يا أغلى الأحبة، وأنا مشغولة البال بصاحب الزمان وإذا بي أسمع صوت بعض الحجاج قالوا: ماذا لو كانت عودتنا هذه يكون على رأسها الامام الحجة والناس تستقبله قبلنا فتحسر أحدهم وقال: السلام على الحاج الغائب. وقال أخر: اللهم ارنا الطلعة الرشيدة. وكان مرشدهم سيد من ذرية رسول الله صلى الله عليه وآله فأمن على دعائهم وقال وهو مبتسم: هل دعوتم للامام وأنتم تؤدون مراسم الحج؟ فقالوا: وكيف ننسى ولي نعمتنا وإمام زماننا؟! فقال لهم: إذن اعلموا انه لن ينساكم ورفع يديه قائلاً: (وهب لنا اللهم رأفته ورحمته ودعائه وخيره) ونظر إليهم مبتسماً ونادى حاشاه أن ينسانا إمامنا
وهو القائل: (إنا غير مهملين لمراعاتكم، ولا ناسين لذكركم)
وقال: (متى ترانا ونراك وقد نشرت لواء النصر، تُرى أترانا نحف بك وأنت تؤمُّ الملأ)
وقد بللت لحيته دموع عينيه. وما بين داعِ للإمام ونادبٍ له شعرت ببركات الامام تتناثر علينا كقطرات ندى تنزل على الاشجار والورود، عندها همستُ لقلبي واخبرته بقول امير المؤمنين علي عليه السلام: (لنا قومٌ لو قطَّعناهم إرباً ما إزدادوا فينا إلا حُباً) فيا قلبي لو قطعنا الشوق للامام المنتظر وصارت سنوات انتظارنا له طِوال وكَثُرت لما زاد ذاك إلا تعلقاً به (بنفسي أنت من مغيب لم يخل منا، بنفسي أنت من نازحٍ ما نزح عنا).
من المُسلّمات أنه عجل الله فرجه الشريف لو اننا كنا نراه سنُقيم له استقبالاً يليق بمقامه العظيم ولخدمناه بأرواحنا قبل أجسادنا وكيف لا نقوم بذلك وقد تمنى خدمته إمام معصوم صادق آل محمد اليس هو من قال… ولو أدركته لخدمته ايام حياتي…).
إن الامام المنتظر حاضر وموجود بيننا ولكننا للأسف حُجبنا عنه بسبب ذنوبنا فقست قلوبنا وحُرمنا خدمته ونعمة النظر اليه.. اللهم عجل لوليك الفرج في عافية منا.
________________________
* انساب الأشراف للبلاذري ، ج1 ، ص 327.
*الغيبة للنعماني ، ج1 ، ص250 .
*مفاتيح الجنان عباس القمي
تعليق