قال تعالى : {وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُفْتَرُونَ (50) يَا قَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي أَفَلَا تَعْقِلُونَ (51) وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ} [هود : 50 - 52] .
إِنّ الزعيم الواقعي يمكنه أن يكون في مأمن من أي اتهام ويواصل طريقه في غاية الحرية في صورة ما لو لم تكن له حاجة مادّية ، فبذلك يستطيع أن يصحح كل انحراف في أتباعه ، وإلاّ فإِنّ الحاجة الماديّة بالنسبة لهذا المصلح ستكون غلاَّ تصفَّدُ به يداه ورجلاه وقفلا على لسانه وفكره.
ومن هذا الطريق .. طريق الحاجة الماديّة يدخل المنحرفون لممارسة ضغوطهم عليه عن طريق قطع المساعدات المادية أو عن طريق الإِغراء بزيادة المساعدات ، ومهما يكن الزعيم والقائد نقياً صافياً ومخلصاً فهو انسان ـ أيضاً ـ ومن الممكن أن تزل قدماه ولهذا السبب نقرأ في الآيات الآنفة ـ وآيات أُخرى من القرآن ـ أنّ الأنبياء يعلنون بصراحة في بداية دعوتهم أنّه ليست لهم حاجة مادية ولا ينتظرون من أتباعهم الأجر.
وهذا دستور لجميع القادة ولا سيما القادة الروحانيين ورجال الدين ، غاية ما في الأمر لما كان هؤلاء المصلحون ورجال الدين يقضون أوقاتهم في خدمة الإِسلام والمسلمين ، فينبغي أن تؤمن حاجاتهم المادية بطريق صحيح ، وأن يقوم صندوق الإِعانة وبيت مال المسلمين بتكَفّل هذه الجماعة ، فإِنّ واحداً من أغراض إِنشاء بيت المال في الاسلام هو هذا الغرض ، أي ليصرف على رجال الدين المنشغلين بالإِصلاح والتبليغ.
المؤلف : الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
الكتاب أو المصدر : تفسير الأمثل
الجزء والصفحة : ج6 ، ص95-96.
إِنّ الزعيم الواقعي يمكنه أن يكون في مأمن من أي اتهام ويواصل طريقه في غاية الحرية في صورة ما لو لم تكن له حاجة مادّية ، فبذلك يستطيع أن يصحح كل انحراف في أتباعه ، وإلاّ فإِنّ الحاجة الماديّة بالنسبة لهذا المصلح ستكون غلاَّ تصفَّدُ به يداه ورجلاه وقفلا على لسانه وفكره.
ومن هذا الطريق .. طريق الحاجة الماديّة يدخل المنحرفون لممارسة ضغوطهم عليه عن طريق قطع المساعدات المادية أو عن طريق الإِغراء بزيادة المساعدات ، ومهما يكن الزعيم والقائد نقياً صافياً ومخلصاً فهو انسان ـ أيضاً ـ ومن الممكن أن تزل قدماه ولهذا السبب نقرأ في الآيات الآنفة ـ وآيات أُخرى من القرآن ـ أنّ الأنبياء يعلنون بصراحة في بداية دعوتهم أنّه ليست لهم حاجة مادية ولا ينتظرون من أتباعهم الأجر.
وهذا دستور لجميع القادة ولا سيما القادة الروحانيين ورجال الدين ، غاية ما في الأمر لما كان هؤلاء المصلحون ورجال الدين يقضون أوقاتهم في خدمة الإِسلام والمسلمين ، فينبغي أن تؤمن حاجاتهم المادية بطريق صحيح ، وأن يقوم صندوق الإِعانة وبيت مال المسلمين بتكَفّل هذه الجماعة ، فإِنّ واحداً من أغراض إِنشاء بيت المال في الاسلام هو هذا الغرض ، أي ليصرف على رجال الدين المنشغلين بالإِصلاح والتبليغ.
المؤلف : الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
الكتاب أو المصدر : تفسير الأمثل
الجزء والصفحة : ج6 ، ص95-96.