بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
س / ما هي حقيقة القرآن ؟
ج / إنّ حقيقة القرآن أسمى من أن تدركها العقول ، وأوسع من أن تحيطها بها الالفاظ وذلك لأنّ الألفاظ موضوعة بإزاء معانٍ مجعولة ومُدرَكَةمن قِبَل البشر وهي محدودة بحدود الانسان ، في حين أنّ حقيقة القرآن حقيقة إلهية تنطوي على أعمق المعارف المعنوية والغيبية .
وقد قضى الله تعالى أن يُلبِسَ هذه الحقيقة لباس الألفاظ ليتسنّى للناس فهم القرآن وإدراكه .
وذكر العلامة الطباطبائي قدس سره في صدد تفسيره لقوله تعالى : ﴿ إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ * وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حكيم ﴾ أنّ الضمير في جعلناه راجع للكتاب ، و ﴿قُرْآنًا عَرَبِيًّا﴾ أي مقرؤاً باللغة العربية، و ﴿لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾ غاية الجعل والعرض منه .
وجَعْل رجاء تعقّله غايةً للجعل المذكور يشهد بأنّ له مرحلة من الكينونة والوجود لا ينالها عقول الناس ، ومن شأن العقل أن ينال كلّ أمر فكريوإن بلغ من اللطافة والدقّة ما بلغ . فمفاد الآية : أنّ الكتاب بحسب موطنه الذي له في نفسه أمر وراء الفكر واعلى منه ، أجنبي عن العقولالبشرية ، وإنّما جعله الله قرآناً عربياً وألبسه هذا اللباس ، رجاء أن يستأنس به عقول الناس فيعقلوه... وقوله تعالى: ﴿ وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لدينا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ ﴾ تأكيد وتبيين لما تدلّ عليه الآية السابقة من أنّ الكتاب في موطنه الأصلي وراء تعقّل العقول . والضمير في أنه راجع للكتاب، والمراد بأمّ الكتاب : اللوح المحفوظ ، كما قال تعالى : ﴿ بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَّجِيدٌ * فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ﴾، وتسميته بأمّ الكتاب لكونه أصل الكتب السماوية يُستَنسَخ منه غيره ، والتقييد بأمّ الكتاب و﴿لَدَيْنَا﴾ للتوضيح لا للاحتراز ، والمعنى : أنّه حال كونه في أمّ الكتاب لدينا - حالاً لازمةً - لعلّي حكيم... والمراد بكونه عليّاً على ما يُعطِه مفاد الآية السابقة أنّه رفيع القدر والمنزلة من أن تناله العقول ، وبكونه حكيماً أنّه هناك محكمغير مفصّل ولا مجزّأ إلى سور وآيات وجمل وكلمات ، كما هو كذلك بعد جعله قرآناً عربياً ، كما يستفاد - أيضاً - من قوله تعالى: ﴿...كِتَابٌأُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ ﴾. وهذان النعتان -أعني كونه عليّاً حكيماً - هما الموجبان لكونه وراء العقول البشرية فإنّ العقل فيفكرته لا ينال إلا ما كان من قبيل المفاهيم والألفاظ أولاً وكان مؤلّفاً من مقدّمات تصديقية يترتّب بعضها على بعضها الآخر كما في الآياتوالجمل القرآنية ، وأمّا إذا كان الأمر وراء المفاهيم والألفاظ ، وكان غير متجزّء إلى أجزاء وفصول ، فلا طريق للعقل إلى نيله .
فمحصل معنى الآيتين : أنّ الكتاب عندنا في اللوح المحفوظ ذو مقام رفيع وإحكام لا تناله العقول لذينك الوصفين ، وإنّما أنزلناه بجعله مقروأًعربياً رجاء أن يعقله الناس .
ما هي أوصاف القرآن ؟
ج /
١- الحكيم : أي مستقرّ ومتمكن من الحكمة . قال تعالى : ﴿وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ﴾.
٢- العزيز : أي عديم النظير ، والمنيع ، والممتنع من أن يُغلَب . قال تعالى : ﴿وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ﴾.
٣- العظيم : أي الكبير والقوي . قال تعالى : ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ﴾.
٤- العربي : أي النازل بلغة العرب . قال تعالى : ﴿إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُون﴾.
وغيرها من الأوصاف الرفيعة والجليلة من قبيل الشافي و المبين والبشير والنذير و المثاني وووو .
والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
س / ما هي حقيقة القرآن ؟
ج / إنّ حقيقة القرآن أسمى من أن تدركها العقول ، وأوسع من أن تحيطها بها الالفاظ وذلك لأنّ الألفاظ موضوعة بإزاء معانٍ مجعولة ومُدرَكَةمن قِبَل البشر وهي محدودة بحدود الانسان ، في حين أنّ حقيقة القرآن حقيقة إلهية تنطوي على أعمق المعارف المعنوية والغيبية .
وقد قضى الله تعالى أن يُلبِسَ هذه الحقيقة لباس الألفاظ ليتسنّى للناس فهم القرآن وإدراكه .
وذكر العلامة الطباطبائي قدس سره في صدد تفسيره لقوله تعالى : ﴿ إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ * وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حكيم ﴾ أنّ الضمير في جعلناه راجع للكتاب ، و ﴿قُرْآنًا عَرَبِيًّا﴾ أي مقرؤاً باللغة العربية، و ﴿لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾ غاية الجعل والعرض منه .
وجَعْل رجاء تعقّله غايةً للجعل المذكور يشهد بأنّ له مرحلة من الكينونة والوجود لا ينالها عقول الناس ، ومن شأن العقل أن ينال كلّ أمر فكريوإن بلغ من اللطافة والدقّة ما بلغ . فمفاد الآية : أنّ الكتاب بحسب موطنه الذي له في نفسه أمر وراء الفكر واعلى منه ، أجنبي عن العقولالبشرية ، وإنّما جعله الله قرآناً عربياً وألبسه هذا اللباس ، رجاء أن يستأنس به عقول الناس فيعقلوه... وقوله تعالى: ﴿ وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لدينا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ ﴾ تأكيد وتبيين لما تدلّ عليه الآية السابقة من أنّ الكتاب في موطنه الأصلي وراء تعقّل العقول . والضمير في أنه راجع للكتاب، والمراد بأمّ الكتاب : اللوح المحفوظ ، كما قال تعالى : ﴿ بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَّجِيدٌ * فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ﴾، وتسميته بأمّ الكتاب لكونه أصل الكتب السماوية يُستَنسَخ منه غيره ، والتقييد بأمّ الكتاب و﴿لَدَيْنَا﴾ للتوضيح لا للاحتراز ، والمعنى : أنّه حال كونه في أمّ الكتاب لدينا - حالاً لازمةً - لعلّي حكيم... والمراد بكونه عليّاً على ما يُعطِه مفاد الآية السابقة أنّه رفيع القدر والمنزلة من أن تناله العقول ، وبكونه حكيماً أنّه هناك محكمغير مفصّل ولا مجزّأ إلى سور وآيات وجمل وكلمات ، كما هو كذلك بعد جعله قرآناً عربياً ، كما يستفاد - أيضاً - من قوله تعالى: ﴿...كِتَابٌأُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ ﴾. وهذان النعتان -أعني كونه عليّاً حكيماً - هما الموجبان لكونه وراء العقول البشرية فإنّ العقل فيفكرته لا ينال إلا ما كان من قبيل المفاهيم والألفاظ أولاً وكان مؤلّفاً من مقدّمات تصديقية يترتّب بعضها على بعضها الآخر كما في الآياتوالجمل القرآنية ، وأمّا إذا كان الأمر وراء المفاهيم والألفاظ ، وكان غير متجزّء إلى أجزاء وفصول ، فلا طريق للعقل إلى نيله .
فمحصل معنى الآيتين : أنّ الكتاب عندنا في اللوح المحفوظ ذو مقام رفيع وإحكام لا تناله العقول لذينك الوصفين ، وإنّما أنزلناه بجعله مقروأًعربياً رجاء أن يعقله الناس .
ما هي أوصاف القرآن ؟
ج /
١- الحكيم : أي مستقرّ ومتمكن من الحكمة . قال تعالى : ﴿وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ﴾.
٢- العزيز : أي عديم النظير ، والمنيع ، والممتنع من أن يُغلَب . قال تعالى : ﴿وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ﴾.
٣- العظيم : أي الكبير والقوي . قال تعالى : ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ﴾.
٤- العربي : أي النازل بلغة العرب . قال تعالى : ﴿إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُون﴾.
وغيرها من الأوصاف الرفيعة والجليلة من قبيل الشافي و المبين والبشير والنذير و المثاني وووو .
تعليق